هل أصبح التداول والعملات المشفّرة «الاتجاه العالمي» في هذا العصر؟18-10-2025 02:21 PM
عمون - يشهد العالم خلال الأعوام الأخيرة تحوّلًا واسعًا في سلوكيات الاستثمار والادخار. فبدل الاقتصار على القنوات التقليدية (كالأسهم والسندات والودائع)، بات التداول الرقمي – بمختلف أدواته – جزءًا من المشهد المالي اليومي للملايين. وفي قلب هذا التحوّل تقف العملات المشفّرة، التي انتقلت من هامش التقنية إلى حديث المجالس الاقتصادية وصنّاع السياسات ومديري الأصول. فهل صار التداول والعملات المشفّرة بالفعل «الاتجاه العالمي» في هذا العصر؟ الإجابة الأقرب للواقع: نعم، مع فهمٍ واعٍ للدوافع والفرص والمخاطر.لماذا أصبح التداول اتجاهاً عاماً؟هناك ثلاثة محرّكات رئيسية:
العملات المشفّرة: من الهامش إلى التيار الرئيسيتاريخيًا، بدأ تداول العملات المشفّرة كساحة صغيرة لهواة التقنية. لكن الصورة اليوم تغيّرت جذريًا. تتوافر مؤشرات كمية وواقعية على اتساع التبنّي المؤسسي والشعبي:
هذه الشواهد لا تعني انتفاء المخاطر، لكنها تؤكّد أنّ السوق لم يعد مجرّد «تجربة». فالتطوّر في البنية (صناديق متداولة، أمن حفظ الأصول، حوكمة الامتثال) يقترن بقفزات في الطلب والسيولة. ما بين القطاع الخاص والبنوك المركزيةلا يقتصر الاتجاه نحو الرقمنة على القطاع الخاص. البنوك المركزية نفسها تدرس – وبدرجات متفاوتة – العملات الرقمية للبنك المركزي (CBDC). واستنادًا إلى مسح بنك التسويات الدولية (BIS) لعام 2024، فإن 91% من البنوك المركزية من أصل 93 بنكًا شملها الاستطلاع تعمل على استكشاف عملات رقمية تجزئوية أو جملة، مع تقدّم نسبي في مسارات «الجملة» مقارنة بـ«التجزئة». هذا يشي بأن البنية التحتية للنقد في طريقها إلى تحديث عميق يتقاطع مع عالم الأصول المشفّرة والرمَزنة. من جهة أخرى، ما زالت المؤسسات الدولية تشدّد على الحاجة لإطار تنظيمي منسّق عالميًا لتقليص مخاطر العدوى وحماية المستثمرين، وتوجيه الابتكار إلى قنوات آمنة ومنتجة. مقالات ودراسات صندوق النقد الدولي في الأعوام الأخيرة تكرر هذا النهج: تنظيم متماسك بدل الحظر الشامل أو الانفتاح غير المشروط. وفي تحديثات عام 2025، يُلاحظ توسّع قاعدة المالكين وارتفاع جاذبية العائد المعدّل بالمخاطر للبيتكوين مقارنة ببدايات الدورة الحالية. مزايا تجعل التشفير محورًا لاهتمام المستثمر الحديث
لكن… مخاطر لا بد من إدارتها
المؤسسات الدولية تذكّر كذلك بمخاطر «الترابط» بين النظامين التقليدي والرقمي، سواء عبر انكشافات غير مباشرة أو قنوات تمويل، ما يتطلّب تنسيقًا رقابيًا وتحديثًا في أدوات الرصد. كيف تتعامل كمتداول أو مستثمر؟
خلاصة: الاتجاه العالمي… ولكن بعقلٍ نقدينعم، أصبح التداول – وبالأخص الأصول المشفّرة – اتجاهًا عالميًا مدعومًا بأرقام تبنٍ متزايدة، وبنيةٍ تنظيميةٍ تتطور، ومنتجاتٍ مؤسسيةٍ تعمّق السيولة وتفتح أبوابًا جديدة لإدارة المخاطر (مثل صناديق البيتكوين الفورية وخياراتها). وفي الوقت نفسه، لا تزال الفجوة قائمة بين سرعة الابتكار وقدرة الأطر القانونية والرقابية على اللحاق به، ما يفرض على المستثمرين والأفراد العمل وفق مبادئ الحوكمة الشخصية: وضوح الهدف، إدارة المخاطر، اختيار القنوات الموثوقة، والمتابعة الدؤوبة للتحديثات. بهذه المقاربة المتوازنة، يمكن النظر إلى التداول والعملات المشفّرة لا كـ«موجة عابرة»، بل كجزء من بنية مالية رقمية آخذة بالتشكّل، ستتجاور فيها أصول التشفير مع عملات رقمية سيادية (CBDCs) ومنتجات تقليدية مُجدَّدة بالرمَزنة. المستقبل يتّسع للجميع، لكن العوائد فيه غالبًا تكون من نصيب من يفهم المخاطر قبل الفرص ويضبط قراراته بأدوات بيانات وانضباطٍ منهجي.
|
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
| رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة