الى معالي وزير الداخلية
عطوفة مدير الجمارك العامة
عطوفة مدير الحدود والاجانب /جهاز الامن العام

كنت في زيارة لصديق سعودي من اهم وجهاء منطقة الجوف ولكرمة الزائد كان يجمعنا كل يوم بمجموعه من اصدقائه وهم من النخب في منطقة الجوف وما حولها وفي كل جلسة تكررت الشكوي من المعاملة على الحدود الاردنية في رحلة الذهاب والاياب والشكوى من البطء بالإجراءات والانتظار الطويل لاشخاص انهكهم الجلوس في السيارات لقدومهم من مسافات بعيدة الحقيقة.

لم يكن لدى ما ادفع به وقد خضت التجربة شخصيا وفي طريق العودة تحدثت مع مدير عام الجمارك شخصيا من نقطة الحدود شارحا الحالة التى شاهدتها بنفسى وعليه أوصى بأنه يجب أن تكون المعابر الحدودية الأردنية نموذجاً في الكفاءة والانضباط لا سببا في تأخير المسافرين وإرهاقهم فالمطلوب اليوم وضع معيار زمني واضح وعادل بحيث لا يستغرق عبور الوافد القادم أو المغادر أكثر من خمس عشرة إلى عشرين دقيقة في الحد الأعلى.

بعدها يجب أن تتاح له فرصة لتقديم ملاحظة أو شكوى توثق زمن الانتظار ونوع المشكلة هذا الإجراء البسيط يخلق رقابة ذاتية ويحفز الموظفين على تحسين الأداء ويمنح الإدارة بيانات دقيقة لتطوير الخدمات إن وجود نظام زمني ومعايير أداء واضحة يرفع مستوى الانضباط والمسؤولية ويجعل الخدمة أكثر شفافية واكثر عدلا في الوقت نفسه.

لا يمكن الوصول إلى هذه النتيجة دون اختيار الموظفين الأكفأ والأكثر التزاما وانضباطا لأن المعابر الحدودية هي صورة الدولة أمام العالم وهي أول ما يراه القادم وآخر ما يودعه المغادر لذلك يجب أن يتم تعيين الموظفين وفق معايير مهنية وسلوكية صارمة تشمل سرعة الإنجاز اللباقة في التعامل والدقة في تطبيق الإجراءات لا على أساس الأقدمية أو المجاملة أو العلاقات الشخصية.

كما أن من الضروري إعادة تنظيم حركة المسافرين داخل المعبر عبر فصل المعتمرين وركاب الحافلات عن باقي المسافرين بحيث تكون لهم مسارات خاصة في ختم الجوازات وخدمات التفتيش وهذا الإجراء سيخفف بشكل كبير من الازدحام ويمنع التداخل والفوضى ويجعل الحركة أكثر سلاسة وانسيابا إضافة إلى ذلك يجب تزويد المراكز الحدودية بأنظمة إلكترونية حديثة تسجل زمن الدخول والخروج لكل مركبة ومسافر بشكل آلي حتى تتم مراقبة الأداء بشكل لحظي ويمكن للمسافر نفسه معرفة زمن انتظاره ومكانه في الدور.

هذا النوع من الإدارة الذكية معمول به في دول كثيرة وأثبت فعاليته في تقليل الوقت وتحسين تجربة العبور المطلوب اليوم إرادة إدارية حازمة واستثمار في العنصر البشري والتقني لأن الحدود ليست فقط نقاط تفتيش بل واجهة حضارية واقتصادية يجب أن تعكس صورة الأردن المشرقة البلد المنظم المضياف القادر على الجمع بين الأمن والكفاءة والاحترام.