‎في عينيها ترى عزم القيادة مع رفق الأمومة، في كلماتها تسمع حكمة القادة مع حنان الأمهات، في أفعالها ترى مسؤولية المنصب في روح الإنسان. تعلمنا أن القوة الحقيقية ليست في الضجيج بل في الإنجاز، ليست في الظهور بل في التأثير، ليست في الألقاب بل في الأعمال.

‎إنها تجسيد حي لمعنى أن تكوني امرأة بكامل طاقتك: قوية دون قسوة، رقيقة دون ضعف، طموحة دون أنانية، ناجحة دون غرور. تمسك بمقود القيادة بيد، وبالأخرى تمسك يد طفل يحتاج إلى المساعدة.

‎نداء من أعماق الإنسانية

‎من موقع امرأة عربية تشهد من بعيد على معاناة المنطقة، ولكوني أملك نعمة الحرية في التعبير - تلك الحرية التي يحرم منها الكثيرون - فإنني أستخدم هذه المساحة المتاحة لي لأوجه نداءً إنسانياً خالصاً.

‎إنني أدعم ترشيح الملكة رانيا العبدالله لجائزة نوبل للسلام ليس فقط لأنها تستحق، بل لأن العالم يحتاج إلى الاعتراف بنموذج القيادة الذي تمثله. قيادة تقوم على الإنجاز لا الشعارات، وعلى العطاء لا الأضواء.

‎إن ترشيحها لهذه الجائزة العالمية سيكون رسالة واضحة بأن العمل الإنساني الحقيقي، والجهود التنموية الملموسة، والتزام خدمة الإنسان - بغض النظر عن جنسيته أو دينه - هي المعايير الحقيقية للتكريم.

‎هذا الترشيح ليس مجرد طلب منحة لجائزة، بل هو اعتراف بالجميل لكل من يرفع راية الإنسانية في عالمنا. هو تكريم لكل يد تمتد للعطاء، وكل قلب ينبض بالرحمة، وكل عقل يعمل من أجل غد أفضل.

‎القوة الصادقة التي تنفع الآخرين وترفعهم

‎الملكة رانيا العبدالله تثبت لنا كل يوم أن العظمة الحقيقية ليست في الصعود إلى القمة منفردا، بل في رفع الآخرين معك إليها. إنها تجسيد حي للقوة الحقيقية - تلك التي تستخدم لصنع التغيير، وإحداث الفرق، ومنح الأمل.

‎لذلك أكتب عنها - لأنها تذكرنا بأن القيادة الحقيقية تبدأ من القلب، وأن التأثير الأكبر ينبع من التواضع الحقيقي، وأن القوة العظمى هي تلك التي نستخدمها لرفع الآخرين معنا إلى القمة.

‎ففي الحياة كثيراً ما نجد أنفسنا وقوتنا وأحلامنا في الآخرين ومعهم، ولهذا نحتاج إلى نماذج حسنة تقود للتغيير إلى أناس حقيقيين في حياتنا يذكروننا بما يمكن أن نكونه، ويساعدوننا على اكتشاف القوة التي بداخلنا.

‎تذكر: إنها أعظم قوة هي تلك التي تستخدمها لرفع الآخرين. وأجمل شعور هو أن تعلم أنك - ولو لمرة واحدة - كنت سبباً في إسعاد قلب، أو إنفاذ حلم، أو تغيير حياة