البدور يحاضر حول “تنمية المعرفة والإصلاح الثقافي”
18-11-2025 10:53 AM
عمون - قال الدكتور محمد البدور، رئيس الملتقى الوطني للتوعية والتطوير في كلمةٍ توجيهية في المؤتمر الوطني العام للشباب:
كما أنّ هناك إصلاحًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، فهناك أيضًا إصلاح معرفي وفكري، تصبح الحاجة إليه ضرورة عندما تغزو المجتمعاتَ غوغائيةُ المعلومات، وتسودها ثقافةُ الشدّ العكسي، وتنتشر فيما بينها ظاهرةُ اغتيالِ السمعةِ الوطنية، واستهدافُ الذاتِ المجتمعيةِ القدوة، والعمل على إحباط الروح المعنوية من مُعلنين دعائيين مجهولي الهوية والنَّسَب يدّعون العلم والمعرفة، فيُشتِّتون الوئام الثقافي للمجتمع والانسجام الفكري مع الدولة والوطن وتسائل البدور منذ متى اصبح البعض عندما تمدح وطنه كأنك تشتمه ؟ فلا احد يرضيه ولا إنجاز يغريه ويريد جنة بلا عمل حسن !
وأضاف البدور، خلال المؤتمر الذي تنظّمه جمعية الملتقى الوطني للتوعية والتطوير، أنّنا نحتاج أيضًا إلى شيءٍ من الجهد الوطني لإصلاح المعرفة، ومراجعة الذات المعرفية والثقافية التي تمكّننا من التمييز بين الحقيقة ووهم الاعتقاد، وبين المعلومات المقنعة والأخبار المزيّفة التي تمارسها أبواق الفساد المعرفي وزيف المعلومات التي تطلقها المنصات الناعقة على وطننا ورموزه وإنجازاتنا، وعلى اعتزازنا بتاريخنا وحاضرنا وفخرنا بأنفسنا؛ فنحن أردنيون، كنا وما زلنا الأتقياء بأنفسنا، الأنقياء بقلوبنا وحسن نوايانا وظننا ، لا تأخذنا في دحر الباطل لومة لائم، ولا تغوينا عن الاعتراف بالحق شهادةُ فاجر مضيفا البدور، إلى أنّ الأردنيين كانوا وما زالوا أمةَ ثقافةٍ وأصحابَ معرفة، وقال: لا أحد أعلمُ منّا بمن نحن، ولا نستَرشد بغير قيمنا النبيلة وأعرافنا العريقة ونهج آبائنا وأجدادنا في كيفية علاقتنا الإنسانية والروحية مع الوطن، لكننا نحتاج إلى تطهير مخزوننا المعرفي والثقافي من خبائث المعلومات المضلّلة التي باتت تغزو أبصارنا لعظمتنا، وتستهدف بصيرتنا؛ فنحن الشعب العظيم بقيادة ملكٍ عظيم ٠
وبين البدور أنّ إصلاح المعرفة والتنمية الفكرية إنجازٌ آخر لا بدّ أن نحققه، وسبيلنا إلى ذلك تعزيز الوعي الوقائي الاجتماعي والشبابي، وتنمية ثقافة التفكير والتعليم، وهذا واجبٌ تقع فيه المسؤولية على المدارس والجامعات ومنابر الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني، في إطارٍ من التوجّه الحكومي الذي يمهّد الطريق لبناء مجتمع المعرفة الحصين الذي لا تخترقه ضوضاءُ المعلومات، ولا فوضى المعبّرين والمفسّرين المفسدين، ولا إعلام الغوغائيين.