وصفي التل .. رَجُل صاغَ مَلامِحَ الدّولة وارتقى لأجلها شهيدًا
د. عامر العودات
28-11-2025 06:18 PM
في مثل هذا اليوم، نستذكر الرّجل الوطنيّ الحرّ - صاحب مشروع الأردنّ العظيم، الشهيد وصفي التل. رجلٌ لم يكن مجرد مسؤولٍ عابر، بل كان فكرةً… ومشروعًا… وروحًا لا تزال حاضرة في وجدان كل أردنيٍّ حُر.
وصفي التل لم يترك لنا كلماتٍ فقط، بل ترك منهجًا في الانتماء، والصدق، والنزاهة، والعمل لأجل الوطن دون حسابات شخصيّة.
كان يؤمن بأنّ الأردن يستطيع، وسيبقى قادرًا ما دام فيه رجال شجعان يؤمنون بالأرض والإنسان.
في ذكرى استشهاد وصفي التل، نستحضر هيبة رَجُلٍ لم يكن مُجرّد اسمٍ في سجلّ الدولة، بل كان مشروعًا وطنيًا متكاملًا، كان رؤيةً تتقدّم على زمنها، ورمزًا صاغ معنى الانتماء بعرقه وصدقه وصلابته.
وصفي… ذلك الذي حمل الأردن في قلبه، وحمله على كتفيه، ودفع ثمن إخلاصه دمًا بابتسامةٍ لم تنحنِ.
لقد كان وصفي التل مدرسةً في النزاهة، وعقيدةً في الوطنيّة، ومختبرًا حيًا لفكرة الدولة التي تقوم على الكرامة والحزم والعمل لا على الشعارات.
وصفي التل لم يكن سياسيًا عابرًا؛ كان مؤسّسةً أخلاقيةً تمشي على قدمين. كان يرى في الأردنِّ وطنًا لا يُدار بالخطابات، بل يُبنى بالانضباط، والإخلاص، واليد النظيفة. كان يرفض المساومة على السيادة، ويرفض التهاون في الكرامة، ويرفض أن يكون الوطن سلعةً في سوق المصالح.
كان يرى في الأردن مشروعًا لا ينكسر، ووطنًا يولد من جديد كلما مرّ بالمحن، وكان يؤمن بأنّ الكبرياء ليس خطابًا… بل ممارسة.
نَعَم.. رحل وصفي.. لكِن - بقي أثره، بقيت استقامة موقفه، وصلابة مبدئه، وَحِدّة صدقه... بقي الإحساس بأنّ في هذا الوطن رجالًا إذا تكلّموا صدقوا، وإذا حملوا الأمانة صانوها، وإذا خُيّروا بين الكرسي والكرامة… اختاروا الكرامة بلا تردّد.
سلامٌ على روحه… وسلامٌ على كُلِّ من يحمل اليوم شعلة مشروعه - مشروع الأردُنِّ القويّ العادل النظيف.