العَزيمَةُ الأردُنيَّةُ تتجَسَّدُ فِي النَّشامى .. إنجازٌ تاريخِيٌّ بالوَصافَةِ في كَأسِ العرَبِ
الدكتورة ميس حياصات
22-12-2025 04:07 PM
سَطَّر منتخب النشامى صفحة مشرقة في تاريخ الكرة الأردنية بوصوله إلى نهائي كأس العرب 2025، محققًا الوصافة لأول مرة في تاريخ مشاركاته بالبطولة، ومثبتًا للجميع أن العزيمة والإصرار يمكن أن يتجاوزا أي عقبات مهما كانت صعبة فهذا الإنجاز لم يكن وليد الحظ أو المصادفة، بل كان ثمرة عمل دؤوب وتضحيات كبيرة، وروح قتالية عالية أظهرها اللاعبون في كل مباراة على مدار البطولة فكل هجمة، وكل تدخل دفاعي، وكل هدف سجله النشامى كان دليلًا حيًا على التفاني والعزيمة التي لا تعرف الاستسلام، وجعلت كل مشجع أردني يشعر بالفخر والاعتزاز بأن لاعبيه يمثلون روح الأردن بكل صدق وإخلاص.
رحلة النشامى في كأس العرب كانت مليئة بالتحديات، لعل أبرزها شح الإمكانيات اللوجستية والمادية مقارنة بالمنتخبات الأخرى المشاركة ومع ذلك، أثبت الفريق أن الإرادة والإصرار قادران على مواجهة كل الصعوبات، وأن الحب والانتماء للوطن يمكن أن يكون أقوى من أي تجهيزات أو موارد لفم يمنعهم أي نقص في التجهيزات أو التسهيلات من تقديم أداء مبهر، وكأن كل لاعب يحمل على كتفيه حلم الوطن كله فالإنجاز الذي حققه النشامى بالوصول إلى نهائي البطولة واحتلال المركز الثاني يمثل شهادة على أنهم قادرون على المنافسة على أعلى المستويات رغم كل الصعوبات، وأن الجهد الشخصي والجماعي يمكن أن يصنع التاريخ.
ولا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشارة إلى الدعم الجماهيري الكبير والمميز، الذي كان بمثابة قوة دفع لا يمكن الاستهانة بها فقد امتلأت المدرجات بصوت الجماهير وهتافاتها التي رافقت النشامى في كل مباراة، محولة كل لقاء إلى احتفال وطني حقيقي، وموفرة دفعة معنوية هائلة للاعبين فهذا الدعم كان مكملًا لجهود اللاعبين، ورفع من مستوى حماسهم وثقتهم بأنفسهم في أوقات الضغط والتحدي وإلى جانب ذلك، جاء الدعم الكبير من جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين، الذين تابعوا مشوار المنتخب بكل اهتمام وفخر، مقدمين كلمات التشجيع والدعم المعنوي التي شكلت مصدر إلهام إضافي للنشامى، وزادت من تصميمهم على تقديم أفضل ما لديهم في كل لحظة.
إن الوصول إلى الوصافة في كأس العرب 2025 ليس مجرد نتيجة رياضية، بل هو رمز للعزيمة الأردنية والروح الوطنية التي تتحلى بها كل مكونات المجتمع الرياضي في الأردن فالنشامى كتبوا فصلاً جديدًا من تاريخ الكرة الأردنية، وقدموا نموذجًا يحتذى به في العمل الجاد والإصرار والتفاني من أجل الوطن فهذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل نقطة انطلاق لمزيد من الإنجازات المستقبلية، ويظل مصدر فخر واعتزاز لكل الأردنيين، ودليلًا حيًا على أن النشامى قادرون على المنافسة والتألق على الساحة العربية والعالمية.