انتشر مؤخرا هذان المصطلحان بين الاوساط الاعلامية التي تغنت بالربيع العربي في بعض الدول العربية خاصة في مصر وسوريا ، حيث اشتهر المصطلح الاول* البلطجية* في مصر وهو مصطلح قديم ولد في مصر، والمصطلح الثاني*الشبيحة* ايضا قديم ولد في منطقة بلاد الشام واشتهر بين الشباب الاردني في السبعينيات والثمانينات ، وفيما يلي المعنى اللفظي لهما.

البلطجية ...من *البلطة* وهي اداة لقطع الاشجار والاخشاب ومعروفة في الاردن باسم* القدوم* وتتكون من عصى خشبية سميكة يوضع في احد اطرافها قاطع حديدي حاد وهي بطول حوالي نصف متر. ويسمى مستعملها *بالبلطجي * اي الذي يقوم بقطع الاشجار او قطع الاخشاب، وقد استعملت هذه الاداة من قبل بعض الاشخاص في المشاجرات والعراكات العشائرية او الخلافات على الارض في مواقع الاشجار الحرجية ، مما ادى الى جرائم قتل بواسطة هذه الاداة، وفيما بعد تطور هذا المصطلح ليطلق على الاشخاص الذين لا يهادنون ولا يقبلون بلغة الحوار حيث ان اللغة التي يعترفون بها هي لغة *البلطة *في الحصول على حقوقهم وايصال افكارهم ، ولا شك انها لغة دكتاتورية وغير ديموقراطية بالمصطلح السياسي، والبلطجي عادة غير متعلم ويعتمد على لياقته البدنية وقوة بنيته وعضلاته في تعامله مع الاخرين ،كما انه لايقبل الرأي الاخر ويرفضه ويعتمد على البلطة لترهيب الاخرين وترويعهم في اية قضايا خلافية سواء شخصية او عشائرية او فئوية.

* الشبيحة، من الشبح او الخيال او الكابوس الذي يلاحق الناس من مكان الى مكان ، وهو امر مخيف خاصة في الليل او في الاحلام ، وعادة ما تكون اوهاما او مرض نفسي او *فوبيا*، ويطلق على الاشخاص الذين يأتون بحركات مريبة ومخيفة ويتحركون بسرعة من مكان الى مكان ، ويشعر بهم ويتخيلهم بعض الاشخاص في كل مكان وكأنهم يقومون بملاحقتهم ، وقد اشتهر المصطلح بين اوساط الشباب في السبعينيات والثمانينات وكان يعني كل من يقوم بملاحقة بنات المدارس والجامعات لمحاولة بناء علاقات معهن ، كما انتشر المصطلح فيما بعد بين اوساط ذوي الاسبقيات الذين مورست عليهم اعمال التعذيب من قبل الاجهزة المختصة حتى يعترفون باعمال السرقة وبعض الافعال المشينة حيث كان يقول بعضهم * شبحوني الشرطة* اي ربطوه بحبل وضربوه حتى اعترف بافعاله.

ولما سبق فقد تبين ان الاصطلاحين اشتهرا بين الاوساط الاعلامية والصقا بكل من يقف ضد التيار وضد الاعتصامات وضد المطالبين بالاصلاح ، كما اطلقا على الشباب الموالين للانظمة الحاكمة واحيانا الشباب الوطنيين الذين لا يعجبهم ممارسات بعض الجهات الحزبية اي ان كل معارضي المعارضة هم بلطجية وشبيحة.....فهل عرفتم من هم البلطجية والشبيحة؟؟؟؟وهل اطلاق هذين المصطلحين فيه تجني على من الصقا بهم؟؟؟ فان هذا يرجع الى طبيعة الثورات العربية والحركات المطالبة بالاصلاح والتغيير ، وهي مسألة تعتمد على من يحركها * ولدي اعتقاد بان بعض هذه الثورات هي من ولد ما اسموه بالبلطجية والشبيحة ، وبعض الحركات هي عبارة عن بلطجية وشبيحة ،، لقد اختلطت الاوراق في هذا الزمن ، واصبح المصطلحان تائهين في المعمعة الاعلامية... وفي الاردن فان هذين المصطلحين بمعناهما الثوري الذي انتشر مؤخرا غريبان ودخيلان ومستغربان ، حيث يطلقان على كل من يوالي النظام وهو امر اذكته بعض المحطات الاعلامية غير النظيفة ، وبعض رموز المعارضة غير الشريفة، وللاسف فان بعض المواقع الالكترونية والمحطات الفضائية اصبحت كالببغاوات تردد كلاما لا تعرف اصله ودون ان تجهد نفسها بالفهم.