تابع الشعب الاردني باهتمام تداعيات استقالة دولة الدكتور عون الخصاونة وكان اغرب ما حدث هو الهجوم غير المسبوق من معظم الكتاب والصحفيين وبطريقة تكاد تكون مكررة وان اختلفت في الصياغة.

هذا الهجوم (والذي لم يكن مقنعا للشارع واثار تساؤلات اكثر منها اجابات) كان بحد ذاته مفاجأة للمواطن تكاد توازي خبر الاستقالة او الاقالة (لا فرق). فالمواطن ينظر للسلطة الرابعة على انها صوته وضميره الحر واحد المرجعيات في وقت الازمات والتباس الامور. المفاجأة ان كتاب لهم وزن وكلمة مسموعة في الشارع كانوا جزءا من المفاجأة وكان الاولى بهم الحيادية، والنأي بالنفس وذلك للحفاظ على الثقة بين المواطن والسلطة الرابعة وما التعليقات ومداخلات التواصل الاجتماعي الا دليل على اهتزاز الثقة.

كنت اتمنى من الاعلاميين والطبقة السياسية التركيز على القضية الاهم وهي الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة فالهجوم على دولة الدكتور الخصاونة وحكومته تعمق ازمة الثقة. هذه لحظات عصبية على الاردن وعلى المواطن وتحتاج الى رجال سياسة واعلاميين بوزن مختلف وبعقلية مختلفة فالمسألة ليست تصفية حساب او تحميل وزر بقدر ما هي استعادة ثقة خصوصا انها تأتي في مرحلة فقد الحزء الاكبر من المواطنين الثقة بقدرة مجلس النواب على تمثيله بعد الاجراءات المتسارعة في ملفات الفساد والحصول على امتيازات غير مسبوقة, فكيف اذا كانت السلطة التشريعية تطعن في سلطة تنفيذية اعطتها الثقة قبل بضعة اشهر وماذا سيكون عليه الوضع بعد اسابيع او اشهر بعد الثقة للحكومة الجديدة.

بعيدا عن ردات الفعل والمشاعر المتشنجة فانني اعتقد ان مستشاري جلالة الملك من الطبقة السياسية لم يصدقوه هذه المرة ولم يضعوا مصلحة الاردن ورأس الدولة ضمن الاولويات والا كيف يمكن لدولة تدخل كوسيط ناجح في ازمات كبرى ان لا تحتوى ازمة صغرى مع رجل مخلص للبلد والمواطن وجلالة الملك و الاصرار على تأزيم الموضوع حتى لو كان له تبعات انية ومستقبلية اهمها اهتزاز او فقدان الثقة بين المواطن ومؤسساته. رحم الله ايام كان فيها رجال كبار يضعون مصلحة البلد والملك فوق مصالحهم ومناكفاتهم. رحم الله ايام وصفي وهزاع ونذير رشيد وعبدالحميد شرف ومروان القاسم وحمد الفرحان والقائمة تطول. واعاننا الله على قادم الايام.