الحكومه الجديده تبعث على الثقه و الارتياح فهي تتكون من طاقم وزاري مشهود له بالكفاءه و النزاهه من جهه و من جهة اخرى فان عدد من اعضاء الفريق الوزاري لهم حضور و قبول واسع في الشارع الاردني.

التركيبه الحكوميه الحاليه تسجل (بضم التاء) كخطوه شجاعه للرئيس النسور و ان كانت ستجر عليه هجوما غير مسبوق فهي حكومة تكنوقراط غير مسيسه لم تاخذ عامل الجغرافيا كاولويه و كادرها في معظمه ممن اثبتوا انفسهم في مواقع سابقه.

سيتم اكتمال النجاح اذا استطاعت الحكومه في المرحله القادمه تحسين الوضع الاقتصادي بعيدا عن جيوب المواطنين و رغم ان البدائل محدوده و الوضع صعب و لكن هذه اولويه و لا بد من سبر كل طريق للوصول لها.

البعض بدا حذرا في القبول بالحكومه من منطلق الخوف بان تكون مشروع للتجنيس و المحاصصه و هنا لا بد من الايضاح بان غالبية الشارع الاردني يعتبر الغرب اردنيين مشاركيين في البناء و اصيلين في حبهم و انتمائهم للوطن و لكن لا بد من تبديد تلك المخاوف باعلان الحكومه الواضح لموقفها من فك الارتباط و الذي يعتبر الضمانه الوحيده للحفاظ على الهويه الاردنيه و الهويه الفلسطينيه و السد الباقي لمنع الوطن البديل المرفوض من كل الشرفاء شرق و غرب اردنيين.

و هنا لا بد من التذكير بان الحكومات التي بنت المؤسسات في الاردن في السبعينيات و الثمانينيات كانت كما هذه الحكومه بمشاركه واسعه و تكنوقراط و الوان متعدده في حين ان من بدد مقدرات الوطن بالفساد الاداري و المالي كانت حكومات استرضاء و اقصاء و افكار و مشاريع دخيله.

ستواجه الحكومه الحاليه هجوم من جهات كثيره اهمها عائلات شرق اردنيه و عائلات غرب اردنيه كانت تحتكر التمثيل في المناصب العليا و ترفض فتح طريق للكفاءه. و ستهاجم ممن استفادوا و مارسوا سياسات الاسترضاء حتى لو كانت على حساب مصلحة الوطن بعيدة المدى. و ستهاجم من قبل طامحين في مناصب عليا لم يحالفهم الحظ سواءا كتل او افراد. و ستهاجم من قبل مراكز نفوذ قد ترى في قوة بعض الوزراء و الرمزيه التي يحملها ابائهم في قلوب الاردنيين مصدرا لتخفيف ذلك النفوذ.

في النهايه و بعيدا عن الاحكام المسبقه و بعيدا عن اي مطامح شخصيه و بعيدا عن المزاج التشاؤومي الذي اصبح يحكم جزء منا فان الحكومه الحاليه تعيدنا الى اجواء الثمانينيات و تغليب الكفاءه على الاسترضاء. اذا نجحت هذه الحكومه في ايجاد بدائل اقتصاديه تخفف العبئ عن المواطن و اذا نجحت بتبديد الحذر و الشك بموضوع المحاصصه و التجنيس فانها ستعيد للاردن ايام وصفي و هزاع و شرف رحمهم الله جميعا.

ادام الله الاردن عزيزا حرا مستقرا.



د. هيثم العقيلي المقابله

ناشط سياسي و اجتماعي/جرش