عمون –تحقيق ل طارق العاصي
يمارسن الرذيلة بدعوى الحرية ،واخريات اجبرتهم ظروف الحياة الصعبة لتحلل من ثوب العفاف ليعشن حياة اعتقدن بانها افضل عندما يحصلن على ابسط متطلبات الحياة ،فالحاجة افرزت لهن مفاهيم باتت هي الاصح في وقت يصعب على البعض تصديق ما يرى ،فقد تعودت مسامعنا على وصفهنب " بنات الليل" لكن الامر تعدى ذلك ليصبح ايضا هناك ما يسمى ب "بنات النهار" اللواتي لا تسمح لهم الظروف من الخروج ليلا خشية الاهل ،فهن يفضلن العمل نهارا تحت قناع العمل الشريف حيث راقبنا احدى الفتيات المنقبات في منطقة صافوط والتي تبيع المسابح و الخرز و اكسسوارات السيارات .هذه الفتاة وزميلتها الاخرى والتي يصعب التفريق بينهما لارتداء كل منهما النقاب والعباية المفتوحة حيث اكد شهود عيان بأن بعض السيارات تقف بجانبهن بهدف شراء المسابح ،ثم يتم الاتفاق سريعا وتركب الفتاة بالسيارة .....

ومن جهة اخرى اكد بعض الشباب الذين التقتهم "عمون"في ساحة عبدون مول بوجود فتيات يقفن في مناطق متعددة نهارا وغالبا ما يتميزن بالمظهر الانيق ويطلبن عشر دنانير على الساعة .

لم يكن الموضوع معقدا كما اعتقدت مع بداية اجرائي هذا التحقيق حيث خرجت مع صديقي بسيارته في العاشرة والنصف صباحا وسلكنا الطريق باتجاه مواقع معروفة للمعتمين بهذا الشأن حيث صدافنا احدى الفتاتين تحمل في يدها مسابح للبيع وقفنا بجانبها سالناها عن ثمن المسابح تجرأت وعرضت عليها المساعدة اذا ارادت ان نوصلها للمكان محدد حيث ردت قائلة (بروح وين ما بدكوا بس كل اشي بحسابوا) عبرت عن دهشتي في بداية الامر ثم اوهمناها بقبول ذلك حتى تصعد الى السيارة لأتعرف منها على الاسباب والدوافع التي تجبرها على ممارسة الرذيلة بحجة الدردشة معها على الطريق حيث اخبرتني الفتاة بان ظروف حياتها هي ما دفعتها لذلك فالوضع المادي للعائلة سيئ للغاية حيث اشارت بانها تحلم بان تعيش حياة مستورة كباقي الفتيات ولكن الامل تحول الى حلم نتيجة تردي الاوضاع المادية والتي على اثرها تمزقت العائلة وانقسمت ، في هذه الاثناء وصلنا لمنطقة صويلح حيث سالت الفتاة "وين بدنا نروح" وكنت اطمئنها باننا اقتربنا ثم سالتها هل يقف لك الكثيرون على جانب الطريق وهل تحصلين مبلغ يرضيك وماذا تقولين لاهلك عن النقود التي تجمعينها ؟ استنفرت الفتاة من اسئلتي التي كادت لا تنتهي حيث ردت باستهزاء "اكثر من الهم على القلب "
وغالبيتهم من الرجال في الاربعينيات ، اما بالنسبة لاهلي فهم آخر همي فهم يفرحون عندما احضر للبيت طعاما ولا يسالوني من اين لك هذا ،وحين اقتربنا من منطقة الجامعة الاردنية اوهمناها انا وصديقي بان لنا موعدا مهما حيث قالت كل اشي بحسابه ادفعوا لي خمسة دنانير وسانزل من السيارة .وهنا غادرت المركبة بسرعة بعد ان اخذت المعلوم (خمسة دنانير).

اما بالنسبة لبنات الليل اللواتي يجتمعن بالعادة على ابواب الملاهي الليلية في منطقة عمان الغربية بالبداية اعتقدت بان الحديث معهن صعب ،لكنني لم ادرك حقيقة معنى هذا المصطلح الا عندما تجرات بالوقوف مع احداهن في منطقة عبدون قرب احدى الملاهي الليلية على اساس أني "زبون"حيث اخبرتها بانها شدتني كثيرا سرعان ما قالت لي دعنا ندخل الى الملهى ومن ثم نخرج الى اي مكان تريد ، رفضت الفكرة وطلبت منها ان نجلس في مقهى قريب من دوار عبدون ؛حيث قالت لي المقهى لناس المحترمة والمؤدبة ،تفاجئت كثيرا للوهلة الاولى من طريقة كلامها الغريبة والتي تدل بشدة على انها بنت ليل من الدرجة الاولى وقبالة باب الملهى دار بيننا حديثا بحجة انني اردت التعرف بها بالبداية فقالت "انت بدك تحبني خلصنا خلينا نطلع في ورانا غيرك الف" حيث اكدت بان غالبية زبائنها من الناس الدفيعة ويتم ذلك عن طريق الملهى او وقوفها بالشارع بحجة انها تنتظر تكسي حيث يقف لها "زبائن كثر لكنها اصبحت تميز بينهم فهي لا تخرج الا مع الزبائن الدفيعة ، وغالبيتهم من جنسيات عربية وعندما سالتها عن الاسباب التي تدفعها لفعل ذلك قالت لي باختصار" مزاج وقلة شغل " ومن ثم اصرت على ان ندخل الى الملهى الليلي فاخبرتها بان يجب ان اعود لاركن السيارة بشكل جيد ومن ثم سالحق بك الى الداخل.

فتاة اخرى التقيت بها عن احد المقاهي الفاخرة في منطقة عبدون حيث كانت تتكأ على احدى السيارات قبالة المقهى وتوزع ابتسامات مجانية كنوع من الترويج اقتربت من الفتاة وسالتها هل يوجد مكان في داخل الكافيه ردت " اكيد في محلات فاضية " ومن ثم ابديت عن ردة فعل غريبة حيال وقوفها امام الكافيه برغم وجود اماكن ضحكت الفتاة وقالت انتظر فرسا ابيضا لادخل معه ، لم اتردد في الوقوف معها امام السيارة التي كانت تتكأ عليها لا سيما ان حاجز التردد والخوف الذي كنت اشعر به تلاشى , حيث ابديت تعاطفي معها وسالتها بالحقيقة انا مدرك تماما لوقوفك هنا ، ابتسمت الفتاة وقالت" كل الناس مدركة لماذا نقف هنا مش بس انت" تلككت قليلا قبل طرح اي سؤال عليها حيث بادرت بسؤالي ماذا تريد مني بالضبط؟؟

اجبت بسرعة احببت اتعرف بك قبل ان نأخد ارقام بعضنا نظرت الفتاة من حولها قالت لي اذهب فهناك شاب سياتي لاخرج برفقته فسالتها عنه فاخبرتني بانه زبون يدفع لي الكثير دائما حيث ياخدني لشقته وامضي معه الليل كاملا وغالبا ما ياتي اصدقائه من جنسيات عربية ويدفعون لي الكثير لذلك انا مضطرة للتعامل مع الدفيعة ، وعندما سالتها عن اهلها رفضت الاجابة واكتفيت بالقول انا اعيش برقفة جدتي ولا املك شهادة ولا عمل، وعندما طلبت رقم هاتفها قالت لي سآخد رقمك وساتصل بك من احدى محلات الاتصالات فهذه سياستي بالتعامل.