facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكبيسي: الخطاب الاسلامي المعاصر قاصر و الفقهاء اليوم مشغولون بما فرغ منه العلماء قبل قرون


16-01-2008 02:00 AM

عمون - حاوره د . مهند مبيضين - يرى المفكر الإسلامي والداعية احمد الكبيسي أن الخطاب الإسلامي المعاصر يعاني من مأزق كبير بسبب ما يحاك او ما يراد للإسلام من قبل المناهضين له، ويعتقد بأن ثمة من خطف الخطاب الإسلامي وتبنى الحديث باسم الإسلام وبروح الإسلام، بصورة لا تتفق مع حقيقة هذا الدين السمح، ويبدو الكبيسي مطمئنا لمصائر الإسلام في حياة الشعوب التي تتبع الدين الإسلامي الحنيف، وهو لا يخشى على الاسلام من الضياع بقدر ما نجده متفائلا لما يراه من مظاهر تدين يعتقد أنها جاءت لتدلل على خواء الأفكار والدعوات والمذاهب الوضعية التي حاولت ان تشغل الناس وتعوضهم عن الدين، وعلى رأس ذلك فكرة العلمانية التي يقر الكبيسي ان ذوت واصبحت جزءا من التاريخ. ويعتبر الكبيسي ان الفقهاء المسلمين يشغلون انفسهم في مسائل بعيدة عن الواقع والمجتمع، إضافة إلى أنه لا يرى ضيرا في ظاهرة الدعاة الجدد الذين يبسطون الدين ويقربوه بلغة قريبة من الناس. وفيما يخص المشهد العراقي، يجزم الكبيسي ان السنة حاولوا جاهدين الوقوف دون تمزيق العراق وأن النظر للعراق يجب أن لا يكون على أساس الطائفة والعرق بقدر ما يكون على أساس الانتماء والمواطنة، ومثلما يؤيد الكبيسي المقاومة الوطنية السياسية للإحتلال فإنه يحمل على التيارات التي تبنت المقاومة باسم أهل العراق وأفرغت المقاومة من مضمونها، وهو يرى ان هذه المقاومة تتصف بصفة الشبحية وهي دخيلة على العراق ومن صناعة غير عربية، تستهدف تحطيم الدولة العراقية وضرب الوحدة الوطنية.

الخطاب الإسلامي
* الى اي مدى تعتقدون بان ثمة خطابا اسلاميا منجزا, قادرا اليوم على التعبير عن الاسلام?
- ان الخطابات متشابهة في العالم العربي, سواء كانت اسلامية ام قومية او غير ذلك, وهي متشابهة من حيث المساحات المطلوبة للموضوع الحواري، وهي مساحات محددة ومحدودة, ومن ضمنها المساحات المتاحة في الخطاب الاسلامي والذي يقسم الى عدة خطابات في داخله وبعض الخطابات الاسلامية جاءت مفتعلة وكرد فعل على واقع الاسلام الذي مر ويمر بتحديات كبيرة, فهو دين متهم حتى تثبت ادانته وهو ليس بريئا حتى تثبت ادانته.
* هل تعتقدون بان هذا الخطاب نجح في معاينة الواقع للمجتمعات الإسلامية?
- قبل ان اجيب على هذا السؤال، إإتني بخطاب واحد نجح في ان يُشخّص الواقع من اي نوع، ومن اي مكان سواء كان من موقع الصدور الرسمي او الحزبي او السياسي, اذا اتينا بخطاب واحد نجح في معاينة الواقع بعقلانية عند ذلك استطيع الحديث عن الخطاب الاسلامي.
فخطابنا متهم, ومحل رصد وكل ما نقوم به او نعده هو محل ريبة وتحسب وديارنا كلها مثل مسألة حكاية اسلحة الدمار الشامل في العراق, حتى الدرهم الذي تدفعه زكاة محل تهمة وشبهة، وعليك ان تثبت براءتك حينها لكن اتفق معك بأن الخطاب الاسلامي قاصر كغيره وبشكل واضح.
* هل هذا الخطاب مستوعبا لتحديات الاسلام كدين والمسلمين كأتباع, وهل نجح في تقديم صورة الاسلام على طبيعتها?
- الاسلام اليوم لا يقدمه خطاب واحد وانما قدمه خطاب النبي الموحى اليه به الى الناس منذ خمسة عشر قرنا وما من أمة على وجه الارض، استوعبت ديانتها كهذه الامة، فأي أعرابي هائم في الصحراء يستطيع ان يفهم دينه بما لا يفهمه بوش من دينه، وعليك ان تقارن بين الخلفية الاسلامية القائمة على نصوص الدين وبين اي مسلم, واستاذ غير مسلم, لتدرك صحة ما ادعيه.
* اذن اين تكمن الازمة ما دام الدين لا يقدمه خطاب محدد?
- الذي حصل ان هذا الخطاب الثابت على مدى خمسة عشر قرنا هو خطاب مفهوم ومتفق عليه وهو حي في النفوس وحيادي في التطبيق, وهذا الخطاب منذ عقود قريبة تم اختطافه وتشويهه وتزويره وفسر بحجج واهية سوقت البغضاء بين المسلمين وفرقت جمعهم وها هو هذا التيار "المشبوه" يلحق بتيارات اخرى مشبوهة سادت فترة وبادت على امتداد التاريخ الاسلامي واصبحت ذكرى.
* هل انت متفق مع الصادق النيهوم بان ثمة من سرق الاسلام?
اذا كان كتب عن ذلك فأنا متفق معه, لان هناك مدعين ومتقولين جاءوا باسم الاسلام او خطابه وشوهوه.
التحديات أمام الإسلام
* الا تخشى جراء ذلك من الانفلات في الضوابط والجوامع?
- ان بعض الاجسام البشرية مستعصية على المرض لقوة مناعتها فما ان يأتيها المرض سريعا الا وغادرها سريعا وهكذا هو حال الاسلام, جسد إلهي رافض للتحريف مستعص عليه وتكفل به الله وما دين آخر يمكن له ان يصمد امام التحريف والتزوير المتعمد كما صمد الاسلام على مدى القرون الطويلة في مجالات لا حصر لها وبقوة بمكان, وذهبت كلها وبقي الاسلام.
* كداعية مسلم, ما ابرز التحديات التي ترون انها تمثل امام الخطاب الاسلامي?
- دعني اقول ان العالم كله بلا استثناء, ايا كانت الديانة متفق اليوم على حرب الدين الاسلامي تحت مختلف العناوين والحجج، وكل الدلائل تشير الى ان هذا الدين لا تظهر عليه علامة واحدة من علائم الهزيمة او الاضمحلال او الانهيار بل على العكس تحت هذا الضغط العالمي بدا المسلمون اشد تماسكا وتمسكا بدينهم.
ولا ادل على ذلك غير المثال الشيشاني فقد امسك الشيشانيون على دينهم اربعة قرون وفي النهاية ذهب القياصرة والشيوعيون وبقي الاسلام، فالاسلام باق وفي هذا الدين عظمة وقوة لا تقل عظمة عن قوة التقدم فنحن لا نخشى على الدين نفسه وانما نخشى على المسلم من الانزلاق في متاهات مصنوعة وفخاخ معدة لتبعد المسلم عن دينه لصالح اهواء وقلاقل وآراء تقعد التصدي للاسلام, وقد قال تعالى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
* هل معنى هذا انك لا ترى جدوى بالحوار بين الاسلام وغيره من الديانات?
- نعم, انا اعتقد انه لا نفع من الحوار بين الاديان, والسبب هو في موقف الطرف الاخر منا, فنحن تقدمنا بعقلية تحترم الاديان وتنتلق بها من منطق وحدة الرسالات في مصدرها، لكن الاخر لم يبادرنا بنفس هذه الروح, وفي كل مرة نحن الخاسرون لاننا نتنازل عن أولوياتنا، وعندما نطالع ما يصدر اليوم في الغرب من قدح وذم وتشويه للاسلام والنبي والقرآن فانك تدرك مدى جدوى هذا الحوار.
التدين والعلمانية والفقه
* هناك مؤشرات على ارتفاع نسبة التدين في المجتمعات الاسلامية ما رأيكم بهذه الظاهرة وما اسبابها?
- يعلمنا التاريخ ان الاسلام دين الازمات والمتأزمين، وكلما شعر المسلمون بالازمة من اي نوع فإننا نجدهم يعودون عودا حميدا وقد تستمر هذه العودة لمدة عقود وذلك تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كالسنبلة يميل تارة ويستقيم اخرى"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كالفرس في آخيته يجول ويجول ثم يعود". اذ ان كل المؤشرات اليوم تقول ان ما مرّوا بمثلها في تاريخهم كله بأزمة تشابهها من حيث حجم الظلم والكذب والافتئات الذي يلحق بهم من كل العالم, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"توشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة على قصعتها", وهذا حاصل الان ولكنه الى زوال قريب لا محالة.
* في مقابل ارتفاع وتيرة التدين, هناك دعوات نحو العلمنة او احلالها, وقد اخذت بعضها اطرا تشريعية, فما هو موقفكم من ذلك?
كان القرن العشرون مسرحا لافكار وايدلوجيات كبرى لا مجال لحصرها وكان بعضها من القوة والتمكن والاستحكام بحيث يخيل اليك انها ثابتة لا زوال لها وقد جرت المقادير فلم يبق منها شيء واحد اليوم الا واحتضر ولا يتوسط الساحة اليوم بين الشباب غير الاسلام.
انا ارى ذلك في الشوارع, ومن خلال الانمائي الدينية التي بدأت تبث على الفضائيات وأراقب الناس واجد ان الاسلام الفطري موجود عند الناس مهما كانت هيئة المسلم او المسلمة، وهو اسلام سهل ممتنع بعيد عن الاضافات المشوهة والتي تصدر عن الاهواء والامزجة المتربعة المخاثلة وانا اؤمن بنظرية المؤامرة إيمانا كاملا التي عليها ألف دليل ودليل وهي اوضح من الشمس في صيف عمان.
* هناك دعاة ووعاظ جدد, بعضهم مؤهلون واخرون ينقصهم التعمق في الدين ماذا نقول عن هذه الظاهرة?
- انا ارى ان هذا الدين ليس قبة كهنوت وقد ملّ الناس زيا واحدا للعلماء الذين يمثلون الاسلام، فالاسلام لا يوجد فيه زي معين كل المطلوب هو التجديد, وانا مبسوط بهذه الظاهرة, الوعاظ والدعاة الجدد أنزلوا من علياء الوعاظ التقليديين, لانهم يخاطبون الناس يلغتهم وقريبون منهم وانا سعيد بهذا الاتجاه, فالدعوة للدين حق للجميع?
* ما دمنا نتحدث عن الدعاة والدعوة, الى اي مدى تعتقد بان الفقهاء والمجاميع الفقهية نجحت في تشخيص الواقع المجتمعي وكانت قريبة من الناس.
- الفقهاء اليوم مشغولون بما فرغ العلماء المسلمون من انجازه قبل قرون، والسؤال الفقهي الاسلامي ليس في حالة مرضية بل هو في ازمة, والانشغال بتفريعات فقهية لا تعدوا كونها آراء شخصية في نص من النصوص, لا يمثل الا نوعا من اهدار الوقت, فأي كتاب صغير يمكنه ان يقدم للمسلم معرفة كاملة وشاملة عن الاسلام، بمعزل عن الفقهاء.
هوية العراق
* هناك تحديات تواجه المسلمين والسنة في العراق, وهناك تحذيرات حول عروبة العراق ما رأيكم بذلك?
- انا انظر للعراق من زاوية واحدة, وهي ان كل هذا الذي يحدث للعراق له اسبابه والمستفيدون منه معروفون, وهي كلها اموال مؤقتة فمنذ السقوط او الاحتلال حتى الان ظهرت وجوه وذهبت اخرى، وهذا سيبقى ديدن العراق لسنوات قادمة.
لكن الذي انظر له الان هو ان التاريخ بعد 20 عاما وبعد ان يخرج المحتل، سيدون ان السنة العرب في العراق هم وحدهم الذين قاوموا المحتل, ودافعوا عن عروبته, وعندها سيصدر القارئ الكريم حكما عادلا، وكل ما اعرفه ان العرب السنة ثبتوا موقفا انسانيا عاما من الاحتلال, وهو ان المقاومة حق انساني مشروع.
* هل تؤيد ادعاء جهات متطرفة بأنها تقاوم باسم السنة وأن السنة حاضنتهم كالقاعدة?
- بالتأكيد لا, فهؤلاء مشبوهون وقد حاولوا افراغ المقاومة الوطنية من ثوبها الوطني, وحولوها باتجاه آخر، فأصبحوا يقتلون الناس الوطنيين ويتهمون من يريدون وكثير من العلماء السنة راحوا ضحية القاعدة لانهم ينتمون للتيار الصوفي, هذه المقاومة اقل ما توصف به انها "مقاومة شبحية" تستهدف سرقة حق المقاومة من ابناء العراق الحقيقيين واشخاصه وعشائره.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :