"لو كنت مسؤول 2" يختتم فعالياته بصناعة قادة المستقبل
24-12-2025 01:23 AM
بقلم: المهندس عمرو ابو عنقور
في خطوة تعزز من حضور الشباب في المشهد العام اختتم برنامج "لو كنت مسؤول 2" (البرلمان الشبابي الافتراضي) فعالياته تاركاً خلفه تجربة استثنائية صاغت مفهوماً جديداً للمشاركة السياسية والمسؤولية المجتمعية لدى المشاركين لم يكن البرنامج مجرد محاكاة عابرة، بل كان مختبراً حقيقياً لصناعة القرار واختبار النوايا الوطنية تحت مجهر العمل البرلماني.
ثلاثة عشر رؤية في قارب التغيير على مدار جلسات مكثفة اجتمع 13 شاباً وشابة لم يكونوا مجرد أسماء في قائمة بل كانوا يحملون 13 مشروع تغيير وطني انطلق المشاركون من أحلامهم الشخصية نحو هموم الوطن، محاولين ترجمة أفكارهم إلى طروحات قابلة للتنفيذ وقد تميزت هذه النسخة بجرأة الطرح وعمق النقاشات التي لامست تحديات الواقع، مما عكس رغبة حقيقية لدى الجيل الصاعد في أن يكون جزءاً فاعلاً في مسيرة البناء.
ضريبة الحماس والتعلم بالممارسة لم تخلُ التجربة من التحديات فالعمل تحت ضغط الحماس والرغبة في الإنجاز أدى أحياناً إلى صدامات فكرية وانخراط في أجواء نيابية "مشحونة" بالندية. وبحسب القائمين والمشاركين، فإن هذه "التريكات" والمواقف المعقدة كانت هي المادة الخام للتعلم. فالمسؤولية، كما أظهرتها التجربة، ليست شعارات تُرفع، بل هي ممارسة يومية تتطلب نفساً طويلاً، وقدرة على احتواء الاختلاف، والتعامل مع الكواليس السياسية بحكمة واتزان.
منصة كيدوز: الحاضنة والداعم لعبت منصة "كيدوز" وفريقها المتخصص دوراً جوهرياً في توفير "المساحة الآمنة" للخطأ والصواب ومن خلال التوجيه والإرشاد استطاع الفريق خلف الكواليس تحويل العثرات إلى دروس مستفادة، حيث مُنح الشباب فرصة نادرة لمراجعة قراراتهم وفهم أبعاد العمل المؤسسي.
وقد أثبت الفريق المشرف أن دور المؤسسات لا يقتصر على التنظيم، بل يمتد ليكون شريكاً في صناعة الوعي وبناء الشخصية القيادية.
المسؤولية ممارسة لا كلام يغادر المشاركون اليوم مقاعد البرلمان الافتراضي، وهم يحملون في جعبتهم ما هو أثمن من شهادات المشاركة إنهم يحملون "وعي المسؤول". لقد كشفت التجربة أن الطريق إلى التغيير يبدأ من فهم الأدوات والعمل الجماعي، وأن المبدع في عالم الافتراض هو مشروع مسؤول ناجح في أرض الواقع.
تظل تجربة "لو كنت مسؤول 2" نموذجاً يُحتذى به في تمكين الشباب، حيث أثبتت أن إعطاء المساحة للشباب للتعبير والاختلاف والفهم هو الطريق الأمثل لضمان استمرارية الأثر الإيجابي في المجتمع.