قبل أيام من رحيل الدكتور عبد الكريم غرايبة عن دنيانا اتصلت بي سيدة فاضلة وقالت ان الدكتور عبد الكريم مريض وانها لم تر أحداً عنده مما يجب عليهم زيارته وانها في اشد حالات الاستغراب والعجب.

عاد الى خاطري جهود الرجل مع كثيرين ساعدهم فأين هم الان وعاد الى خاطري بعض من عادات البعض عندنا مثلا هناك من نكل بالمؤرخ سليمان موسى وعطل تسليمه وسام المؤرخ العربي وكتب عنه سليمان في مذكراته وعندما توفي سليمان كان هذا الرجل اول من كتب يرثي سليمان.

عاد الى خاطري موضوع الوفاء واعطاء الشيء في وقته. وعاد الى خاطري عادات البدو الرائعة في الوفاء هم يقولون لك (راعي الاوله ما يلتحق او ما ينلحق) ومعناها انك لن تلحق بمن عمل معك المعروف اول مرة وعاد الى خاطري كثيرون اوفياء في الاردن نساء ورجالا لا انسى ما حييت ضابط امن العميد احمد العمرات زارني مع مجموعة ضباط في السفارة في القاهرة يريدون قبولا في الجامعات المصرية وظل العميد احمد يذكر هذا ويتفانى في الرد عليه ردا جميلا حتى الان ويقول لي العبارة الخالدة: (راعي الاوله ما يلتحق او ما ينلحق) والوفاء جميل كنت اتمنى من الذين يتذكرون الشخص بعد وفاته ان يسعدوه وهو حي ولو بمكالمة هاتفية بدلا من القطيعة التامة..

وبالنسبة للدكتور الغرايبة كان مسموع الكلمة في الجامعة ويجيد الاتصال والحديث ورشح الكثيرين لمناصب وهؤلاء كالعادة اداروا ظهورهم ولا استطيع ان اكتب كل شيء ولكن اركز على فكرة الوفاء وتكريم الاحياء من الاعلام واللقاء بهم بانتظام بالنسبة لي انتبهت لهذا الشيء منذ زمن وكنت حريصا ان ارعى والدتي وشقيقتي في حياتهما وان لا ارد لهما طلبا ولذلك بعد رحيلهما لم اشعر بتأنيب الضمير على تقصيري وعلى الغالب فعلت هذا مع اسرتي وبناتي بشكل خيالي يفوق الوصف واولاد اخواني وطلابي وافعل هذا مع الاصدقاء..

يقول لك الصينيون افضل شيء افعل الشيء في وقته واوانه ولاحظت تقدير الوفاء عند اليابانيين ذلك ان تراثهم يعج بقصص الوفاء قالوا لي انهم نصبوا تمثالا لميتشكو في محطة القطارات في طوكيو وميتشكو كلب لعسكري ياباني ظل ينتظر عودة صاحبه الياباني في محطة القطارات لم يعد العسكري ولم يكل الكلب ميتشكو (مونث) من الانتظار يوميا حتى مات وفي نفس النقطة عملوا له تمثالا للوفاء وما احسن الوفاء وما احسن عادات البدو (راعي الاولة ما يلتحق او ما ينلحق)