إلغاء حكم الإعدام بحق وزير الدفاع العراقي الأسبق هاشم سلطان
01-03-2008 02:00 AM
عمون ـ فايز الفايز - من المتوقع ان يصدر قرار خاص يلغي حكم الإعدام الصادر بحق الفريق أول هاشم سلطان وزير الدفاع العراقي السابق "64 عاما " والذي حكمت عليه المحكمة الجنائية العليا بالإعدام بعد إدانته بالتورط في ماسمي بقضية " الأنفال " وهي العمليات العسكرية التي كانت قد استهدفت المتمردين الأكراد عام 1988 في منطقة حلبجة الى جانب المتهم الرئيس علي حسن المجيد الملقب "الكيماوي " وحسين راشد محمد معاون رئيس الأركان في الجيش العراقي المنحل .وفي إتصال مع " عمون " اليوم قال أحمد هاشم سلطان إن مسؤولا عسكريا أمريكيا قد أبلغه في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة .." أن والده لن يعدم " وسوف يخفف حكم الإعدام الصادر بحقه ، وأضاف سلطان إن المسؤول أبلغه بأن قرارا سيصدر خلال أيام يعلن فيه نتيجة الحكم والذي يتوقع ان يكون حكما بالسجن المؤبد ، بيد ان سلطان الأبن لم يكن واثقا من دقة الحكم البديل على والده .
وكانت المحكمة الجنائية العليا قد أصدرت حكما بالإعدام على علي حسن المجيد ووزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم ومعاون رئيس الأركان حسين راشد محمد في حزيران من العام الماضي، بعد إدانتهم بالتورط في الإبادة الجماعية للأكراد في الحملة التي شنها الجيش العراقي في الثمانينيات وعرفت باسم حملة الأنفال.
وكان تنفيذ حكم الإعدام بحق هاشم ومحمد بعد تصديقه من قبل هيئة التمييز في أيلول الماضي، قد أوقف نتيجة معارضة الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشمي كونهما كانا ضابطين في الجيش ينفذان أوامر القيادة السياسية ، ما سبب خلافا بينهما وبين رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان متعطشا لتنفيذ حكم الإعدام الأمر الذي دفع في حينه القوات الأميركية إلى رفض تسليم السجناء الثلاثة للحكومة العراقية إلى أن يتم حل الخلاف.
وذكرت الأنباء ان مجلس الرئاسة العراقي كان قد توصل لاتفاق سريع مع حكومة المالكي يقضي بتنفيذ حكم الإعدام في حسن المجيد وتأجيل تسوية الخلاف بشأن هاشم ومحمد لفترة لاحقة.
يذكر ان الفريق أول ركن سلطان هاشم أحمد الطائي. وهو من الموصل ، كان قد شارك في الحرب العراقية الأيرانية 1980-1988 بمنصب آمر لواء ، فقائد فرقة ، فقائد فيلق عام 1988 ، وحصل خلال الحرب على الكثير من الأوسمة والأنواط ، ثم تولى المفاوضات بين الجيش العراقي وقائد قوات التحالف الجنرال نورمان شوارسكوف في " خيمة صفوان " عام 1991 بتفويض من الرئيس صدام حسين آنذاك ، والتي أفضت الى وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الخليج الثانية التي استهدفت العراق .. لعين بعدها رئيسا لأركان الجيش العراقي ثم وزيرا للدفاع عام 1995 خلفا لعلي حسن المجيد .
و ظل الفريق سلطان حتى اخر لحظة قبل سقوط بغداد في وحدته العسكرية ، واشتهر بنظافة يده وشعبيته الكبيرة ، وكان قد سلم نفسه في 19 ايلول 2003 بوساطة من داود الداغستاني رئيس منظمة حقوق انسان كردية بعد حصوله على تعهد بمنحه معاملة لائقة وعادلة ، ومن المفارقات إن الضابط الأمريكي الذي تولى تسلم الفريق سلطان قرب الموصل كان قد أدى التحية العسكرية له لحظة مواجهته .