facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حملة إغاثة غزة


د.رحيل الغرايبة
06-08-2014 05:41 AM

تم إطلاق حملة جديدة لإغاثة الأشقاء في غزة صباح أمس الثلاثاء بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية، وقد شارك في هذه الحملة جهود كثيرة ومتعددة شعبية ونقابية وشخصيات وطنية، وقد أسهمت المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» في هذه الحملة الوطنية بالإضافة إلى النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني برعاية الأمير راشد بن الحسن، الذي يشرف على الهيئة الخيرية الهاشمية العالمية، التي كان لها دور مقدر يحظى بالتثمين من مختلف الأطراف المجتمعية في مختلف القضايا الإنسانية على الصعيد العربي والإقليمي.

من أهم المسائل التي تم الوقوف عليها في هذا الشأن أن قضية غزة كانت محل إجماع المجتمع الأردني والدولة الأردنية بكل أطرافها وأن ما يجري في غزة أسهم إسهاماً واضحاً في توحيد الشارع الأردني الذي أنقسم إزاء قضايا عربية أخرى مثل ما يجري في سوريا أو مصر أو العراق وغيرها، مما يؤكد منهج البناء على هذه المسألة من أجل بناء موقف أردني شامل، موّحد ومؤثر إزاء غزة على وجه التحديد، ونسيان الاختلاف الحاد في المسائل الأخرى على سبيل الأولوية.

المسألة الثانية دلت على أن تجميع الجهود الشعبية والنقابية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية كان جيداً ومثمراً ومنتجاً، وهذا يحتاج إلى التفكير بتحويل هذا العمل الجماعي إلى منهجية مؤسسية مما يؤدي إلى توسيع أثر عمل الهيئة وتفعيل دورها الإغاثي وزيادة فاعليته، بما تملكه الهيئة من وسائل وطرق وسمعة وقدرات لا تملكها الجهات الشعبية، فجمع هذه الجهود الرسمية مع الجهود الشعبية تخلق فرصاً واسعة للنجاح وزيادة واضحة في رفع سوية العمل، مع استثمار موقع الأردن الجغرافي والسياسي، وما تتميز به من استقرار نسبي وسمعة طيبة وعلاقات دولية جيدة.

المسألة الثالثة التي انطلقت منها المبادرة منذ الأيام الأولى للأحداث، بتحويل التعاطف الشعبي إلى أشكال عملية ممكنة تستطيع تقديم الخدمة الفعلية لأهل غزة المنكوبين، وترجمة الغضب والإحساس بالقهر إلى أطر عملية ومنتجات فعلية، يستفيد منها أهل غزة، وهذا لا يعني الإنقاص من الجهد السياسي والإعلامي، وهذا الفعل الإغاثي ليس بديلاً، وإنما يأتي ذلك من قبيل المزاوجة بين القول والفعل، وبين الجهد السياسي والجهد الإغاثي أولاً، ومن قبيل توزيع الأدوار ثانياً، ومن باب إيجاد ثقافة جديدة مختلفة تقوم على توسيع دائرة عمل العقل وتعزيز مسار التفكير العملي القادر على استثمار الإمكانات المتوافرة شعبياً وفردياً وجماعياً ومؤسسياً، وتقليل دائرة الشكوى والتذمر، وتقليل منسوب الصراخ الانفعالي البائس الذي يخلو من الغايات المحددة والأهداف العملية المرسومة.

نحن دائماً أمام مشهد متكرر، يتمثل بتتابع الهزائم والكوارث المفجعة، واقتصار أدوار المعارضة والقوى السياسية العربية وحصرها في دائرة الانفعال العاطفي، والاقتصار على الشكوى والتذمر، وتوزيع الاتهامات، وعدم استثمار طاقة الغضب الهائلة في مسارات إيجابية، ومسالك عملية فاعلة ومؤثرة، وأصبحت وظيفة بعضهم البحث عن وسائل تنفيس الغضب، والبحث عن مشاجب التبرير دون عناء البحث عن تحمل المسؤولية بالعمل والانتاج.

المشكلة التي يجب معالجتها في هذا السياق المسارعة في إطلاق الاتهام لكل من هو يدعو إلى ثقافة إيجابية جديدة، ولكل من يدعو إلى ثقافة السؤال: ماهو دوري أولاً، وماذا أستطيع أن أقدم على مستوى الذات؟ قبل السؤال: ماذا قدم الآخرون؟ واعتبار ذلك تخفيف المسؤولية عن الأنظمة والحكام، فهذا يحمل قدراً من التعسف والنظرة المبتسرة التي تحتاج إعادة فهم وتفهم.
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :