facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الموقف الوطني الموّحد


د.رحيل الغرايبة
26-09-2014 04:14 AM

في الظروف الحرجة، والمراحل الصعبة التي تمر بها الدول والأمم تلجأ الحكومات والقيادات السياسية وأصحاب المسؤولية في العادة إلى تمتين الصف الداخلي، وبناء الجبهة الداخلية، والسعي نحو الوصول إلى بناء موقف وطني موّحد، من أجل امتلاك القدرة على المواجهة، ومن أجل تعزيز فرص النجاح في اجتياز المخاطر المحدقة بهم، وتقليل نسبة الفشل أمام التحديات الخطيرة التي تعصف بهم.
لا أحد يجادل أو يشكك في صعوبة الظروف التي تمر بها الأردن والمنطقة، وتمر بها كل الأقطار العربية بلا استثناء، وإن كان هناك بعض التفاوت في حجم المخاطر والآثار من قطر لآخر، مما يقتضي المسارعة إلى تنفيذ أولوية الالتفات إلى الداخل، وتمتين الجبهة الداخلية الأردنية، وفقاً لرؤية مدروسة وخطة شاملة تقودها الحكومة بالتعاون مع كل الجهات والأطراف الفاعلة القادرة على الإسهام الإيجابي في تنفيذ هذه الأولوية الوطنية العامة التي تهم جميع المواطنين بلا استثناء.
تطور المشهد الإقليمي على هذا النحو من التصعيد المنظور الذي ينذر بإشارات الخطر وشن الحرب، المتمثل ببناء التحالف الدولي الذي يضم ما يزيد على ( 50) دولة على مستوى العالم منها ما يقارب (10) دول عربية، ومن خلال النظر إلى ميدان المعركة وساحات المواجهة نجد بكل تأكيد أنها منحصرة في البقعة العربية وعلى الأرض العربية، مما يحتم النظر إليها بمزيد من الحكمة وبعد النظر، وأول درجة من درجات الحكمة ان يعمد أصحاب القرار إلى الانفتاح على شعوبهم، وفتح أبواب الحوار بكل صدقية وشفافية، وتوضيح الحقائق دون مواربة.
هناك شكاوى وكلمات عاتبة نسمعها من كثير من الكتاب والصحفيين، وأصحاب المواقع الإخبارية والإعلامية من غياب المعلومة، وغياب المسؤولين في الحكومة عن توضيح ابعاد الموقف الجديد وشرحه لهم، ومحاورتهم وإطلاعهم على كثير من التفصيلات من أجل تمكينهم من تغطية الحدث وتحليله بطريقة مسؤولة، ومن أجل مساعدة المسؤولين وتقديم الخدمة لهم من خلال نقل الصورة الحقيقية للجماهير، وكسب عقل المواطن وضميره، حتى يكون سنداً للمواقف الوطنية، وأن لا يكون عرضة للشائعات، والأخبار الموجّهة، وأن لا يكون نهباً للوساوس والقلق.

عندما تعمد الأردن إلى الانخراط في الحلف الدولي الذي تم بناؤه من أجل مواجهة «داعش»، وعندما تقوم طائراتها بشن غارات جوية على بعض المواقع في الأرض السورية، فهذا يؤشر على اتخاذ خطوة استراتيجية مهمة وانعطافة خطرة في مسار الأردن السياسي الذي بقي طوال الثلاث سنوات قائماً على الموازنة وعدم الانحياز، وهذا سوف يترتب عليه كثير من التوقعات التي تشير إلى احتمالية وقوع مخاطر ومتاعب سوف يتعرض إليها الأردنيون جميعاً في الداخل والخارج، مما يؤكد صوابية القول القائل: أن هذا التحول يحتاج إلى إعداد مسبق والقيام بجهود حثيثة على صعيد بناء الاستعداد النفسي والمعنوي لتقليل آثار مثل هذه القرارت الكبيرة والخطرة، والتي تمس حياة الأردنيين ومستقبل أبنائهم وأوطانهم.

كانت التصريحات الرّسمية الصادرة عن الجهات الرسمية قصيرة ومقتضبة حول الدور الأردني، بينما صدر ما يقارب (26) بيانا وتصريحا ومؤتمرا صحفاي وتقريرا وتوضيحا داخل المجتمع الأمريكي، مما يؤشر دائماً على مشكلة مستعصية لدينا، بأن الحكومات والمسؤولين عندنا ينظرون إلى شعوبهم وكأن المسألة لا تخصهم، بينما نرى أن الحكومات والمسؤولين في العالم الغربي يعمدون إلى الانطلاق من قاعدة راسخة بأن شعوبهم يجب أن تفهم وتعي ما يجري وأن تصل لقناعة واسعة بصحة قرارات الحرب والسلام التي تخصهم بدرجة أولى، لأنهم معنيون بها تماماً.

شرح ابعاد الموقف السياسي الأخير، وشرح الخطوة العسكرية إلى الشعب الأردني ضرورة ملحة، ويجب أن يشكل ذلك أولوية كبيرة لدى الحكومة وكل مؤسسات الدولة، وذلك نتيجة التوقعات بالآثار المترتبة على هذه الخطوة من جهة، ومن جهة أخرى حتى يكون للشعب دور إيجابي مقدر في استراتيجية حفظ الوطن وأمنه داخلياً وخارجياً، ومن أجل إنجاح بناء الموقف الوطني الموحد، وصيانة الجهة الداخلية.
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :