facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مرور عام على إشهار «زمزم»


د.رحيل الغرايبة
06-11-2014 02:33 AM

في يوم «5/10» من العام المنصرم تم اشهار المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» وأوضحت الخطوط العريضة لرؤيتها ورسالتها وأهدافها العامّة، وبعد مرور عام لا بد من وقفة مراجعة وتقويم من أجل الاستعداد للانطلاق نحو المرحلة القادمة، ومن أجل التوافق على شكل العمل بطريقة أكثر وضوحاً وتحديداً، ولذلك لا بد من التذكير ببعض القضايا في هذا السياق التي تصلح للحوار مع كل أصحاب الشأن الوطني العام.

المبادرة تهدف بالدرجة الأولى إلى الاسهام في إعادة تشكيل الحالة الوطنية، والإسهام في الجهود التي ترمي إلى إعادة بناء المشروع الوطني، من خلال القدرة على استقطاب الكفاءات والقدرات المتخصصة، الذين يجمعون بين القوة والأمانة والانتماء الوطني العميق الذي يبتعد عن التردد والضعف والتشتت في الفهم والعمل، ويبتعد عن منطق التبعية لأي جهة خارجية تريد أن تجعل من الأردن ساحة أمامية او خلفية .

هذا المشروع الوطني لا يخص فئة ولا شريحة ولا مكونا اجتماعيا محددا، بل يخص كل من يؤمن بهذه الدولة وهذا الشعب ويؤمن بحقه وقدرته على بناء ذاته وحماية مقدراته بنفسه، وكل من يرى ضرورة الوصول إلى بناء الدولة الأردنية القوية الآمنة المستقرة المزدهرة التي تطمح أن تكون النموذج على المستوى العربي والإقليمي، ولا يسعى إلى إيجاد التناقض مع المشاريع العروبية والإسلامية والتحررية وأصحاب القضايا العادلة.

يرى القائمون على المبادرة ضرورة الارتكاز على مفهوم الإسلام الحضاري الواسع، الذي يمثل المرجعية القيمية للأمة بكل مكوناتها وأديانها ومذاهبها، دون تعصب أو تمييز، بعيداً عن العنف والتطرف بكل أشكاله، وبعيداً عن مفهوم الاحتكار والوصاية من أي جهة أو مجموعة، وضرورة الانعتاق من مربع الاختلاف الآيدولوجي، والانطلاق نحو مرحلة الاختلاف البرامجي القائم على اذكاء روح التنافس في مجال العمل والانجاز والكفاءة والتخصص.

لقد تأكدت صوابية الرؤية التي طرحتها المبادرة حيث تؤكد على مفهوم المرحلة الانتقالية للوضع السياسي العربي برمته، الذي يقتضي البحث عن الصيغ التشاركية التي تعظم مساحات التوافق، وتقلل مساحات الاختلاف والتوتر بين مكونات المجتمع السياسية والفكرية والدينية والمذهبية من أجل تأمين العبور المجتمعي الشامل لعنق الزجاجة ،وتحقيق النهوض الحقيقي الكبير، الذي يشترك فيه الأغلبية والأقلية ،وكل الاطراف الوطنية بغض النظر عن الحجم او الشعبية، وينخرط فيه كل الفاعلين دون إقصاء أو تهميش أو تمييز.

القائمون على المبادرة يرون ضرورة إيجاد الحاضنة الوطنية الكبيرة لهذه الأفكار قبل الشروع في البحث عن الواجهة السياسية، من خلال الإسهام في إحداث التوافق الوطني العام على مستقبل الدولة، ومسار العمل السياسي وقواعد اللعبة السياسية، انطلاقاً من مفهوم أن الوطن أكبر منا جميعاً وأكبر من كل الأحزاب والجماعات والقوى والمكونات والأشخاص الذين ما وجدوا إلّا لخدمة الوطن ورفعة شأنه، وخدمة هذا الشعب.

المبادرة تحاول جاهدة خلق الإطار الوطني الواسع المرن، وخلق ثقافة سياسية جديدة وآفاق عمل جديدة،وترفض الخضوع لمنطق المناكفة الضيق مع أي طرف، وترفض منطق الصراع والتنافس البائس القائم على معايير جهوية، أو عصبوية كما يحاول بعضهم فرض هذه المعركة انطلاقاً من منطق التنافس على المكتسبات أو الصراع على المصالح الصغيرة، وتترفع المبادرة عن مسارات التشويه والاغتيال الشخصي وسلاح التشهير الذي يتقنه بعض الذين عجزت عقولهم عن فهم الواقع ورؤية المشهد، فضلاً عن عجزهم عن التعامل مع مقتضيات المرحلة المعقدة.

بعد مرور عام على لحظة الانطلاق كان مستوى التفاعل والتقبل من مختلف الشرائح المجتمعية والمكونات الوطنية كبيراً وعميقاً، فاق كل التوقعات، ولكن هذا الالتفاف الشعبي يجعلنا نشعر بثقل الحمل وكبر المسؤولية، مما يجعلنا نمد أيدينا إلى كل وطني غيور على الثرى الأردني المقدس، من أجل إرساء التعاون الحقيقي المثمر في معركة البناء وفلسفة العمل الايجابي، ومغادرة مربعات الشعور بالعجز والاكتفاء بالنقد السلبي الهدّام، نحو نموذج طرح المبادرات العملية التشاركية مع كل الجهود الوطنية الخلاقة.

إن النجاح في بناء الحالة الوطنية، وإيجاد الحاضنة الشعبية الواسعة، يدفع نحو البحث عن أداة التعبير السياسي الواضحة والقادرة على ترجمة هذه الشعارات والرؤى الوطنية إلى برامج عمل وواقع ملموس، بهمة الشباب الأردني الواعي المنطلق نحو المستقبل المفعم بالأمل والعزم والإصرار، والمتسلح بالعلم والقوة والخبرة والانتماء العميق للوطن والدولة والقادر على الجمع بين العمل الإسلامي والقومي والوطني.
(الدستور)





  • 1 محمد علي 06-11-2014 | 09:37 AM

    رائع.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :