facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ظاهرة غريبة


د.رحيل الغرايبة
26-11-2014 02:16 AM

لكل حزب سياسي في كل دول العالم مجموعات ودوائر واسعة من المؤيدين، يكثرون أو يقلون، ويتفاوتون في الحماسة والتأييد المادي والمعنوي، بحسب مقدار القناعة لديه بافكاره وإنجازاته وبرامجه، أو بمقدار قدرة الحزب التعبير عن غاياته وأهدافه الخاصة والعامة، ومدى الاقتراب من تطلعاته وطموحاته الفردية والجماعية.
المؤيدون في الأعم الأغلب يكون نشاطهم ميالاً إلى التأييد العام الشكلي، دون خوض في تفصيلات الخلاف الداخلي أو المشاكل التنظيمية التفصيلية التي تتخذ أشكالاً مختلفة ومتباينة من حيث التحزب الداخلي أو التشكل الفكري أو الجهوي بحسب الظروف المحيطة بالواقع السياسي والاجتماعي للدولة، أو بحسب التكوين الجغرافي في أحيان أخرى.

الظاهرة الغريبة في هذا الموضوع التي تسترعي الانتباه كانت على صعيد الحركة الإسلامية التي اشتد الخلاف الداخلي فيها إلى درجة الظهور على السطح والخروج للعلن والإعلام، وأصبح الإعلام يلعب دوراً رئيساً ومؤثراً في توجيه هذا الاختلاف وتسليط الضوء على شخوصه ومساراته ومآلاته، إلى تلك الدرجة التي يمكن أن يقال فيها أن الاختلاف الداخلي أصبح أسيراً لهذه الانطباعات التي عمل الإعلام على نشرها وترسيخها، وعندئذ سوف تكون الغلبة لمن يملك آلة إعلامية أكثر قوة وانتشاراً، ولمن يملك المال الأكثر الذي يصرف في شراء الولاءات، وكسب أكبر قدر من الأقلام المقروءة.

الغرابة في هذه المسألة ليس تدخل الإعلام، وليس في توجهات الإعلاميين والكتاب في توصيف هذه المسألة وتشخيصها ومحاولة إبداء الملاحظات والنصيحة، فهذا شيء مقبول في عالم السياسة وفي عالم الإعلام والصحافة الذي يبحث عن الإثارة أحياناً، أو البحث عن الكسب المادي أحياناً أخرى، ولكن المشكلة هي المبالغة في الانحياز إلى درجة الإخلال بالمهنية الصحفية، وتجاوز الخطوط الحمراء في النزاهة وفي تحقيق الحد الأدنى من التجرد في البحث عن الحقيقة وتجليتها، بل قد يصل الأمر إلى حد النقيض تماماً في تشويه الحقيقة وطمس معالمها، ويظهر ذلك في ابتداع القصص ونسج الوقائع، وفبركة الروايات التي تقع في فخ التناقض الواضح البين، الذي لم يعد يشكل عاملاً من عوامل الحياء أو الخوف على المستقبل المهني، بقدر الخوف على البقاء في الموقع الذي يدّر سمناً وعسلاً.

أعجب أنواع الغرابة في هذا المسلك أن نجد نفراً من المؤيدين أشد حماساً في معاداة فريق داخل الحركة الإسلامية، من معاداة الفريق الآخر نفسه، ولذلك تجده أكثر سلاطة في اللسان، وأشد ايغالاً في الاتهام والوقوع في الشتيمة، متقدماً على صاحب الشأن، ويتحدث في المجالس بلا قيود وبلا ضوابط وبلا سقوف، بمعنى أنهم «ملكيون أكثر من الملك» كما يقال.

المسلك السليم المطلوب لمؤيدي الحركة الإسلامية أن يحاولوا انتهاج منهج وسطي اصلاحي، وأن يسهموا في حل الإشكال أن استطاعوا وتقريب وجهات النظر، من خلال ما لديهم من علاقات وصداقات، وأن لا يحشروا أنفسهم بطريقة فجة في خلاف تنظيمي داخلي لا يستطيعون فهمه بدرجة دقيقة، ولن يكونوا قادرين على استيعاب التراكم المتدرج عبر الزمن، فضلاً عن أنهم في موقعهم المنحاز لا يستطيعون أن يسهموا في حل الإشكال، الذي لا يمكن أن يحل إلّا بطريقة داخلية تنظيمية بحتة، ولذلك نجد أن بعض الشخصيات العامة المعروفة في المجتمع الأردني، أساءت لنفسها كثيراً من خلال اتخاذ مواقف عدائية متشنجة غير مبررة من فريق محدد إزاء فريق آخر، ومن خلال الانحياز الأعمى القائم على السماع والتعبئة من طرف واحد، ولم يكلف نفسه عناء الاستماع من الطرف الآخر ولا فهم ما يجري بطريقة علمية عادلة، ولذلك يمكن القول إلى كل هؤلاء من كل الأطراف ومن كل الاتجاهات: اتركوا الأمر لأهل الحل والعقد داخل الجماعة، فلن تكون أكثر حرصاً على مصلحة الجماعة من أبنائها، فهذا مسلك مرفوض وممقوت عرفاً وعقلاً.
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :