عمون – محمد الخوالدة
----------------------
لم ينل وادي الموجب او وادي "ارنون" في العهد الروماني رغم غناه التاريخي والطبيعي الفريد وشهرته العالمية بحسب كتب الباحثين والرحالة الذين زاروا المكان عبر تاريخه الطويل مايستحقه من عناية ليكون رافدا حقيقيا للمنتج السياحي الوطني ، من هنا فقد اكتسب الطريق المار عبر الوادي والذي يربط بين محافظتي الكرك ومادبا والمعروف باسم "الطريق الملوكي"اهمية جعلته معبرا لافواج السائحين الاجانب المتنقلين بين شمال المملكة وجنوبها وهذا يفرض من وجهة نظر ادلاء سياحيين ومهتمين بالشان التنموي السياحي بل وسياحا اجانب ايضا ان يصار الى تاهيل هذا الطريق اللولبي الذي يبهر المارين عبره وذلك من حيث توفير الخدمات السياحية المختلفة في المكان وتخضيره ليكون المرور عبر الطريق ممتعا ومؤنسا بدل تلك الجرود الجبلية الجرداء شديدة الانحدادر التي تحف الطريق من جانبيه .
يقول ادلاء سياحيون يتنقلون مع الافواج السياحية القادمة باتجاه جنوب المملكة ان الوادي يفتقد لاية خدمات سياحية رغم ابهاره لكل من يمرمن خلاله وخاصة في المسافة الممتدة بين مطليه الجنوبي والشمالي الى ايجاد استراحتين سياحيتين ، فيما يحتاج المكان ايضا بحسب الادلاء السياحيين الى احداث لمسات جمالية تشجيرا وتخضيرا بدل تلك الجرود الجرداء ، فالوادي كما يقولون مليء بالاطلالات البديعة والمتميزة والتي اضاف اليها سد الموجب المنشأ حديثا ميزات اخرى مايغري هواة التصوير والباحثين عن التمتع ببهاء الطبيعة اذ الاطلالات البديعة حيث الطريق المتعرج والسفوح الجبلية شديدة الانحدار والفضاءات المفضية غربا حيث مشارف البحر الميت ، ثم المنظر الخلاب من عل لسد الموجب المنشأ حديثا والذي اضفى على المكان ميزات اخرى ، ثم يقول الادلاء السياحين اليس بالامكان ايضا ادخال خدمة السلال الكهربائية المتحركة (التلفريك) التي تتنقل بك من مشهد جميل الى اخر اكثر جمالا.
ويضيف الادلاء السياحيون ان الحالة التي عليها وادي الموجب والطريق المار عبره تثير انتقاد مرافقيهم من السياح الاجانب الذين يتساءلون بحسب الادلاء السياحيين ان جمالية المكان وروعة مشاهده تستدعي ولو حدا بسيطا من الاهتمام به فهو لايخلو فقط من وجود استراحات سياحية بل يخلو ايضا من المساحات الخضراء التي تسترق النظر ، كما لايوجد فيه بحسب السياح الاجانب حتى موقف (|parking) فيما لو صادف وتعطلت احدى الحافلات السياحية اثناء سلوكها للطريق .
لاتقتصر المطالبة بتطوير المنطقة وتوظيفها سياحيا على الادلاء السياحيين ومن يرافقونهم من السياح الاجانب بل هي مايقول به مهتمون بالشان السياحي التنموي ومواطنون من ابناء المنطقة والذين يرون ان من شان الاهتمام بوادي الموجب وابرازه سياحيا سيزيد من حجم السياحة الداخلية والخارجية اليه مايخلق بحسب المواطن محمد العمرو واخرون ثقافة اقتصادية مختلفة لسكان المنطقة ويوفر فرص العمل للباحثين عنها ، ومطالب هؤلاء لاتقتصر على منطقة الوادي فقط بل في جزء الطريق الملوكي المار من خلال تجمع قرى العمرو وجبل شيحان الشهير باطلالاته الملفتة الى حيث المشهد ولو عن بعد للشاطىء الشرقي للبحر الميت وحيث مدينة القدس الشريف بكل تفصيلاتها الليلية وحيث بلدات الربة والقصر باثارها الرومانية المهملة التي اضحت مجمعا لنفايات المجاورين والاوراق والاكياس البلاستيكية التي تذروها الرياح ، مشهد منفر لمرتادي هذه الامكنة ، ناهيك عن الطريق الضيق المكسر في اكثر اجزائه والذي يفتقد حتى الى الاطاريف المناسبة.
اما المواطن خليل المصاروة واخرون فيلفتون الى ان سد الموجب اصبح قبلة لهواة صيد الاسماك التي قالوا انها تتوفر بكثرة في مياه السد وبكميات تجعل من الممكن للصياد ان يجمع كميات كبيرة منها في غضون وقت قصير ، واستغرب هؤلاء ان لايكون هناك و- كما هو موجود في العديد من دول العالم - كفتيريا او مطعم صغير يتولى صيد الاسماك وطهوها وتقديمها طازجة للمستهلك مما يشجع السياحة الداخلية للمكان سواء من داخل محافظة الكرك او من خارجها ، فيما يشكل ذلك وجبة شهية للسياح الاجانب المارين في الموقع .