facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل أفلت الشعر العربي من قبضة القهر الفكري ؟


أروى الجعبري
02-05-2015 10:05 PM

مقولة (الشعر مرآة الأمة أو مرآة الشعوب) تعكس حالة إنسانية لدى شعوب الأرض جميعا، إلا أنها ربما تصدق بشكل أكثر عمقا عند العرب، فعلى الرغم من ما أصاب الفكر العربي على مر التاريخ من تأثيرات الاتجاهات السياسية والعنصرية والطائفية والتكفيرية والقمعية والتي كان لها دور كبير في تكوين فكر العربي وشخصيته، وعلى الرغم من ما أصاب حريته الفردية وإبداعه الفكري من تراجع واضمحلال بتأثير الأنظمة القمعية التي حكمته مئات السنين، فحولته إلى المواطن العبد الذي يتبع سياسة القطيع، فأوشك أن يفقد إنسانيته وقيمته كفرد مستقل وحر، بالرغم من كل ما سبق، يلاحظ القارئ والمتابع للشعر العربي على مر العصور، أن الشعر كان بمثابة المجال الوحيد المتاح لحرية العربي وفكره ومعتقداته الدينية والسياسية، والممثل الوحيد لفرديته وتميزه وخصوصيته كإنسان حُرِ ذي اتجاهات مختلفة ومتنوعة لا تتبع النهج العام لمجتمعه، باستثناء طبعا شعراء السلاطين والخلفاء الذين سخروا شعرهم للمديح والهجاء كمصدر رزق يتكسبون منه.

شعر المعلقات بداية عبر فيه العربي البدوي ببساطة وتلقائية عن الفخر والحب والكره كما يراه دون مواربة أوتلطيف، ثم جاء الشعر الأموي والعباسي في عصور مضطربة بالخلافات السياسية وظهور الحركات والتيارات الدينية التي أُستغلت لخدمة الحكام والدفاع عن مصالحهم، وعلى الرغم من ذلك استمر الشاعر العربي في وصف الحب العذري والجسدي ووصف الطبيعة والحياة من منظوره الخاص بعيدا عن كل ما يدور من خلافات من حوله، وفي الوقت الذي ظهر فيه شعر الزهد والتقشف والعبادة، ظهر الشعر الفلسفي والوجودي إلى جانب شعر الخمريات والمجون إلى جانب شعر
الحرب والفروسية والانتصارات الحربية.

كان الشعر المنفذ، حتى لبعض شعراء السلاطين، للحديث عن هواجس الفرد ورغباته وجنونه ومطامحه وأحلامه في حياته المضطربة بعيدا عن كل القيود الدينية والسياسية وبعيدا عن تسلط الفقهاء ومذاهبهم، وبعيدا عن المِلل والنِحل وصراعها الذي لا زال مستمرا حتى وقتنا الحاضر، بل كان حُرا حتى في الاقتنباس من كل ما سبق بما يناسب رؤيته وفكره الخاص...... حقيقةً، الشعر العربي كان الملاذ ربما الوحيد، لحفظ فكر الإنسان العربي الخاص به، بعيدا عن ثقافة جمعية سيطرت على حياته اليومية وعلى مجتمعه....

ولعل هذا هوالسبب الذي يجعل العربي حتى وقتنا الحاضر، عاشقا للشعر بأنواعه المختلفة، حتى أننا نرى الكثيرين منا على صفحات التواصل الإلكترونية، يعرض بفخر ومحبة أبيات شعرية أعجبته، ربما تختلف تماما عن ظاهره أوعن ما يعيشه في الواقع..

فالشعر العربي، على الرغم من استغلاله من جانب الحكام والشعراء أنفسهم في الدعاية السياسية أوالتحريض وإثارة النعرات والعصبية، إلا أنه كان ولا زال ملاذ فكر العربي وضميره.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :