facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن والمرحلة القادمة


د.رحيل الغرايبة
18-11-2015 02:51 AM

تطور الأحداث الجارية في الإقليم على هذا النحو، ينبئ بتحولات مثيرة، تجعل جميع العقلاء على كل المستويات ينظرون إلى الموضوع بطريقة أكثر عمقاً وجدية ويقظة، وتقتضي بذل جهود استثنائية على صعيد التحليل والتنبؤ، من أجل الإستعداد لمآلات المشهد على نحو شمولي يأخذ بعين الإعتبار كل الإحتمالات الممكنة.

دخول بعض القوى الكبرى في الصراع الدائر بطريقة مباشرة وفاقعة يشير إلى انحدار مستوى الثقة ببعض الأنظمة، وأنها استنفذت كل قوتها وطاقتها، وأصبحت عاجزة عن حماية نفسها، فضلاً عن حماية شعبها وبلادها، مما ينبئ بتطور الأحداث إلى مسارات خطرة، وسوف تؤدي إلى نشوء أجيال جديدة تفتحت عيونها على حالة الاستلاب الحضاري وفقدان الذات فضلاً عن تدمير الدول والمؤسسات والشعور بضياع المستقبل، مما يجعلها تشعر بالنقمة والثورة على الواقع، والتفكير بطريقة تخرج عن نطاق المألوف، وينبيء بفتح باب الإحتمالات المستقبلية العديدة والمختلفة.
نحن في الأردن نحتاج إلى مواجهة الإحتمالات المستقبلية جميعها، والتحولات المتوقعة بطريقة شاملة، والأولوية في هذه الظروف الحرجة تتمثل ببناء الحالة الوطنية الصلبة أولاً؛ بكل مكوناتها وركائزها شعبياً ورسمياً، سياسيا وعسكرياً وأمنياً، بحيث تتوحد الدولة على رؤية واضحة، وبرنامج عمل مشترك، تتوزع من خلاله الأدوار، ويبدو أن الدور الشعبي في هذه المرحلة هو الأكثر أهمية وخطورة في الوقت نفسه، لأنه ليس هناك أشد خطورة من اتساع الفجوة بين القمة والقاعدة في التعامل مع هذه الشؤون الدقيقة والحساسة في حالة المواجهة مع الأخطار.

الصلابة في الحالة الوطنية ترتكز على الناحية الفكرية والثقافية السائدة التي تشكل المرجعية الحقيقية التي تستند إليها الرؤى والأعمال والتحركات الجماعية، خاصة لدى جموع الشباب التي تشكل النسبة الأعلى في مجتمعاتنا العربية الفتية، والتي تعيش الانفتاح الواسع بكل معانية على كل ما يطرح في العالم من أفكار وثقافات.
الأولوية الثانية تتمثل بالقدرة على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن من خلال المشاريع الاقتصادية التي تستوعب جموع الشباب والأجيال الجديدة وأفواج الجامعيين وأصحاب الشهادات والتخصصات المختلفة.

أما الأولوية الثالثة فتتمثل بإيجاد الأطر السياسية الوطنية الجديدة، المتحررة من الأطر التقليدية السابقة، وتتجه بطريقة حاسمة نحو منهجية ثقافية جديدة، تستلهم التغيرات الجديدة، وآفاق المستقبل الواسع، مع الاحتفاظ بهوية الأمة الحضارية وتراثها الأصيل بعيداً عن التعصب والانغلاق، وإدراك أبعاد المرحلة الانتقالية ببصيرة واعية ومدركة؛ حيث أن المرحلة الانتقالية تحتاج إلى بناء التوافقات والجوامع والمشتركات الوطنية، واستيعاب الاختلاف الديني والفكري والسياسي، والتوجه الحاسم نحو التنافس البرامجي.

بناء الحالة الوطنية مسألة تكتنفها الصعوبة، وتحتاج إلى وقت وجهود متوالية ومتتابعة لا تتوقف ولا تفتر، وتحتاج إلى جهود حثيثة تبذلها الحكومة ومؤسساتها، والأحزاب والنقابات وسائر مؤسسات المجتمع المدني، على الصعيد الفكري والنظري، وعلى الصعيد العملي التطبيقي من خلال وزارات التربية والأوقاف وكل مؤسسات التوجيه، والجامعات والكليات التي تتولى إعداد مئات الآلاف من الشباب، الذي يجب احترام دورهم الحقيقي في بناء مستقبلهم.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :