عمون - الدوحة-أنور الخطيب
شن بسام أبو شريف مستشار الرئيس الفلسطيني ما يمكن وصفه بأقوى انتقاد ضد حركتا فتح وحماس على خلفية الاقتتال الذي ساد بينهما وعلى طريقة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي اعتبر أنها لا تمثل الأغلبية الصامتة من الشعب الفلسطيني بل تمثل التنظيميين فتح وحماس
وقال أبو شريف في لقاء صحفي بالدوحة حضرته "عمون" انه في الوقت الذي نؤيد فيه أية خطوة باتجاه تحقيق تضامن داخلي فلسطيني يجب أن لا نعيش في الخيال أو نتصور أن حكومة الوحدة الوطنية هي الحل لمشاكل الشعب الفلسطيني مع ما يدور في ذهن البعض أو الفلسطيني العادي بطريقة شاعرية حول هذه الحكومة فقهناك فرق بين حكومة الوحدة والصوت الفلسطيني الواحد ولا أرى أن هذه الحكومة حكومة وحدة فلسطينية رغم انه في كلا الحاليين لا حكومة الوحدة الوطنية ولا الصوت الفلسطيني الواحد هما الحل لمشاكل الشعب الفلسطينيواعتبر أبو شريف أن ما جرى هو اتفاق بين تنظيميين فتح وحماس لتشكيل حكومة اقتسمت المقاعد بينما أغلبية الشعب الفلسطيني لم يسمع صوتها أو لا صوت لها أو مشاركة في صنع القرار ولا أقول سرا أن كافة المشاكل ذهب ثمنها دم فلسطيني كانت حول الحقائب الوزارية فالموضوع لم يكن مصلحة الشعب الفلسطيني لان فتح وحماس تقاتلتا وجرى سفك الدم الفلسطيني من اجل المقاعد الوزارية وهذا رأي الشعب أعجبهم ذلك أم لم يعجبهم
ودعا أبو شريف الشعب الفلسطيني لان يتحرك قائلا كفانا ماسي وكفانا مهازل من هذه التنظيمات على الشعب الفلسطيني أن يتحرك ليدافع عن الو طن وليدافع عن نفسه وان يعمل من اجل تحرير الوطن فعلا لا لفظا
وهاجم أبو شريف دون أن يسميهم أعضاء وأنصار حركة فتح الذي قاموا بالإضراب ضد الحكومة السابقة بحجة عدم صرف المعاشات وقال أن الذين تضرروا من الإضراب هم أبناء الشعب الفلسطيني وليس أعضاء فتح الذي كانت تصف رواتبهم وليس أعضاء حماس الذين كانت تصلهم الأموال من حماس وغيرها فالحكومة ليست مسؤولة عن عدم صرف المعاشات أو الحصار الذي قامت به إسرائيل وقام به الغرب ضد الشعب الفلسطيني مضيفا أن هؤلاء الذين اضربوا عملوا ضد مصلحة الشعب الفلسطيني
ووصف أبو شريف المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بأنها مرحلة انتقالية وان على الشعب الفلسطيني أن يمر بها بأقل الخسائر الممكنة مضيفا خلال ستة اشهر سنكتشف مدى زيف الأمريكيين ووعودهم بالسلام وسنكتشف مدى زيف رغبة حكومة أو لمرت بالسلام وعنده لا يوجد على الأرض أي مبرر لأي فلسطيني أن يقاتل من اجل تحرير وطنه مضيفا سنعطي هذه الحكومة فرصة تنتهي مع نهاية العام وإلا فان الشعب الفلسطيني سيعود للدفاع عن نفسه بالسلاح والقتال من خلال إيجاد قوة ردع فلسطينية حقيقية تماثل قوة الردع لدى حزب الله وليس "لمواسير" التي يجري إطلاقها من غزة وتصف بأنها صواريخ وكان من نتيجتها أن دمرت إسرائيل بيت لهيا في قطاع غزة دمار كاملا والسلاح المضاد الذي يجب أن يمتلكه الفلسطيني هو السلاح الذي يكن قادرا عل اختراق الدبابة وإسقاط طائرة الهليكوبتر لان هذه الطائرات وهذه الدبابات تمشي في ارض وتحلق في سماء غزة ورام الله ونابلس وهي أراضي الشعب الفلسطيني التي احتلت عام 67 وليست في تل أبيب
وطالب أبو شريف بإعادة إحياء الانتفاضة الفلسطينية السلمية الشاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي متهما المسلحين بتخريب الانتفاضة الفلسطينية وإجهاضها وقال انهم بظهورهم المسلح بين الجماهير في المظاهرات السلمية قد أعطوا المبرر لإسرائيل بإطلاق النار على الجماهير التي عادت إلى بيوتها وبقي في الميدان الملثم المسلح الذي خرب الانتفاضة الفلسطينية مضيفا أن هؤلاء المسلحين لم يترددوا عن إطلاق النار على الفلسطينيين الذين سقط منهم 600 شهيد وجريح برصاص فلسطيني
وبين أبو شريف أن ما وصفه بالتيار الديمقراطي الفلسطيني يقوم الآن بتنظيم القوى الحقيقية في الساحة الفلسطينية واستقطاب الشباب الواعي والمتعلم في مختلف التنظيمات الفلسطينية الذين يضع ون المصلحة الوطنية العليا فوق المصالح التنظيمية الضيقة من اجل إعادة إطلاق الانتفاضة الفلسطينية السلمية خلال هذه المرحلة الانتقالية التي نركز خلالها على التضامن الفلسطيني لنرى ما يمكن أن يقدم للشعب الفلسطيني الذي يجب أن تحقق له عملية السلام دولة فلسطينية حقيقية كاملة السيادة ذات حدود معترف بها والقدس الشريف عاصمتها
وأشار بسام أبو شريف الذي كان عائدا من زيارة قام بها إلى العاصمة الصينية بكين أن الصين أكدت على لسان ارفع المسؤولين أنها تدعم إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضي التي احتلت عام 67 وان علاقتاه مع إسرائيل التي تطورت مؤخرا لن تمس أبدا علاقتها مع الشعب الفلسطيني الذي لم يتغير الموقف الفلسطيني الداعم والمؤيد لحقوقه المشروعة وان الصين ستبادر في اللحظة التي تبدأ فيها عملية السلام بتقديم الدعم المادي للشعب الفلسطيني من خلال إقامة المشاريع الإنتاجية في الأراضي الفلسطينية