facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سويعات أوباما فوق جبال عمان


27-07-2008 03:00 AM

بدا لمن شارك في لقاء الملك عبدالله الثاني مع المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية باراك أوباما في عمان الأسبوع الماضي أن الاثنين تصرفا وكأنهما يعرفان بعضهما بعضا منذ سنوات.فالكيمياء بينهما تفاعلت بسرعة وخيم الدفء والود على أجواء اللقاء, بحسب مشاركين في الاجتماع. إذ ثمة قواسم مشتركة كثيرة بين الملك وأوباما على المستوى الشخصي. فهما ينتميان إلى الفئة العمرية ذاتها ويعيشان زمن العولمة بحسناتها وسيئاتها ويتمتعان بدرجة عالية من المرونة والصراحة والشجاعة.

أمضى الرجلان قرابة الساعة وحدهما في أول لقاء ثنائي وفر فرصة لكسر الجليد لأنه كان بعيدا عن الأجواء البروتوكولية التي تسيطر عادة على اجتماعات لجان الكونغرس الرسمية التي يتحدث الملك مع أعضائها كلما زار واشنطن.

ثم انضم كبار المساعدين إلى اجتماع موسع سبق عشاء الزوج الملكي. في ختام الزيارة, فاجأ الملك الحضور وأصر على اصطحاب أوباما بسيارته إلى المطار حيث استقل طائرة بوينغ 757 استأجرها خصيصا لحملته الرئاسية, وعلى متنها حاشية من رجال وسيدات الإعلام. غادر مرشح الرئاسة الامريكية إلى إسرائيل, المحطة الأصعب في جولته, حيث الغالبية الشعبية والرسمية تفضل سياسات منافسه الجمهوري جون ماكين.

فوق روابي عمان. أظهر أوباما قدرة هائلة على الاستماع لمحدثيه الأردنيين ويبدو أنه استعد جيدا لزيارة المملكة. فهو يعرف تفاصيل التحديات الداخلية كالديمغرافيا, والطاقة والمياه التي تتفاقم مع غياب أفق السلام على الجبهة الغربية, حيث تزداد مخاطر حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

لكنه يلحظ آفاق التغيير. أبدى أوباما إعجابا شديدا بأجندة تحديث الأردن التي سرّعها عبد الله الثاني فور اعتلائه العرش عام .1999 وثمّن بالتحديد تركيزه على الأكثرية السكانية من الشباب وتحسين نوعية التعليم لتسليح جيل المستقبل بمهارات ومفاتيح العمل بما يحسن من نوعية حياتهم.

امتدح سياسة الأردن الخارجية الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار الأردني والإقليمي والعالمي, والتي تعكس وجه الاعتدال والوسطية- منهج لطالما ميز الممكلة عن محيطها.

في كلماته الوداعية, قال للملك عبد الله الثاني:" أتمنى لو استطعنا استنساخك لأن العالم بحاجة إلى قيادات واعدة ومستنيرة مثل جلالتكم".

قبل ذلك كان أعلن التزامه بوجود وأمن إسرائيل, حليف امريكا الاستراتيجي. لكن, بالنفس ذاته الصريح والواضح, أكد أن قضية الشرق الأوسط ستكون على رأس سلم أولوياته في حالة فوزه بالرئاسة, وصولا إلى حل على أساس دولتين.

تحدث عن اعتماد "مقاربة إقليمية واسعة النطاق تشمل معالجة الإرهاب والمتطرفين وانتشار سلاح الدمار الشامل وسائر القضايا المتعلقة بإيران وأفغانستان والعراق وباكستان وحزب الله وحماس وسورية والعلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأنهى اللقاء بتأكيده محورية العلاقات الاردنية - الأمريكية واستمرار دعم واشنطن لعمان على الأصعدة كافة: سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

إذا, سمع الأردن كل ما كان يريد سماعه من أوباما, المتجه صوب البيت الأبيض لا محالة, ما لم يعمل عمدا على إفشال نفسه عبر ارتكاب حماقات سياسية, بحسب غالبية التوقعات.

في محصلة الزيارة, ثبت نجاح الرهان على أن الشابين سيندمجان وسينجحان في التأسيس لعلاقات شخصية قوية, بسبب تداخل عوامل كثيرة صقلت شخصيتهما وطريقة تفكيرهما وتجربتهما في الحياة وأسلوب العمل.

فسنوات طفولتهما تأثرت بأجواء الحرب الباردة التي قسمت العالم إلى محورين. ثم تعايشا كشباب مع انهيار الاتحاد السوفياتي وما رافق ذلك من تداعيات على مستوى القارات الخمس لتبقى الساحة العالمية مسرحا للنفوذ الامريكي الأحادي قبل أن يبدأ نجمها السياسي بالتراجع خلال ولايتي الرئيس الجمهوري جورج بوش الإبن.

واليوم يعمل الملك وباراك على دفع مسيرة تحديث بلديهما من خلال أساليب غير تقليدية, لكن الطريق أمامهما مليئة بالصعاب والتحديات والحفر والمطبات.

يواجه الأردن تحديات داخلية صعبة ناتجة عن غياب التوافق المجتمعي حول أجندة الإصلاح الاشكالي, تنامي فجوة الثقة بين المواطن والدولة, واشتداد المعركة السياسية حول المكاسب والنفوذ بين ما يسمى برجال العهد الجديد, والعهد القديم.

في واشنطن يواجه أوباما معارضة داخلية قوية من الطبقة السياسية المتنفذة, ومن المؤسسة الأمنية والعسكرية. يستغل خصومه كل نقاط الضعف الممكنة لتخويف الناخبين من فرصة صعود أول رئيس من أصول افريقية وابن رجل مسلم وصديق "لأعداء اسرائيل" من أمثال لويس فرخان والمفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد.

ذاب الجليد وبان عمق التعصب العرقي والديني في بلد كان نموذجا للتعددية والديمقراطية والمساواة والحرية.

عودة إلى جولة اوباما الخارجية الأخيرة التي رتبت بعناية لتعزز هيبة بناها لنفسه خلال السنة الماضية, ولتظهر اوباما وهو يحاول كسر شوكة منافسه المسن ماكين الذي يجهد لتشويه صورته من خلال اللعب على قلة خبرته السياسية والعسكرية. اختيرت دول محورية لأمن واستقرار امريكا: أفغانستان والعراق وإسرائيل, والأراضي الفلسطينية, حيث ملفات سياسية مشتعلة فضلا عن عواصم ما يسمى بأوروبا القديمة: باريس وبرلين ولندن, عماد التحالف عبر الاطلسي.

وحظيت جولته بتغطية إعلامية واسعة أغضبت في إيجابيتها بوش وماكين.

خلال الجولة تصرف اوباما كرئيس مقبل. الماكنة الإعلامية أظهرته يجلس مع أعضاء نادي كبار الساسة من ملوك ورؤساء دول ويحلق في هيلوكبتر عسكرية في أجواء العراق برفقة قائد القوات الامريكية ديفيد باتريوس ويعقد أيضا اجتماعات مع حلفاء بوش مثل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والإسرائيلي ايهود أولمرت, والرئيسين الأفغاني حامد كارزاي والفلسطيني محمود عباس.

لم يرتكب أي هفوات سياسية.

عزز اختيار أوباما لعمان دون غيرها من عواصم دول الاعتدال الأهمية الجيو-سياسية للمملكة, والتي تعتبرها الولايات المتحدة أساسا لتعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم المضطرب.

بالطبع, لا يتوقع ساسة ومسؤولون أردنيون تغييرا كبيرا على استراتيجية الولايات المتحدة الخارجية تجاه الشرق الأوسط في حالة فاز اوباما بمقعد البيت الأبيض. فوعود الحملات الانتخابية تمحوها متطلبات العمل على أرض الواقع.

لكن الاستراتيجية ستشهد تغيرا مهما في التكتيك في ظل أوباما, بخاصة مع وجود كونغرس يهيمن عليه الديمقراطيون. فأوباما وغالبية الشعب الامريكي غير راضين عن سياسات العنجهية والاستبداد واستعراض العضلات غير المدروس التي أمعن فيها بوش وأعوانه ما أضر بنفوذ امريكا.

المقاربة الامريكية ستتواصل ضمن محددات واقعية لن يستطيع أي رئيس مقبل المساس بها, وعلى رأسها عدم إدارة الظهر لإسرائيل تحاشيا لإغضاب اللوبي الصهيوني المتنفذ داخل وخارج امريكا. لذا أصر اوباما على اصطحاب دينيس روس الموالي لإسرائيل, مهندس عملية السلام التي انطلقت عام 1991 ومبعوث أميركي سابق للشرق الأوسط لسنوات. لكنه اصطحب معه أيضا تشك هيغل السيناتور الجمهوري عن ولاية نبراسكا واحد أهم معارضي الحرب على العراق ومؤيدي حل الدولتين.

أردنيا, يحاول أصحاب القرار عدم التعليق على مرشح المملكة المفضل في الانتخابات الامريكية لآنها شأن داخلي لدولة أخرى. لذلك حرص الملك على استقبال اوباما في عمان, وقبله بأربعة أشهر ماكين.

تقليديا تفضل النخبة السياسية في الأردن ماكين على أوباما لأسباب معروفة للكثيرين خاصة وأن الجمهوريين قدموا معونات سخية في المجالين العسكري والاقتصادي. لكن هذه النخبة تعي أن الإدارة الجمهورية, بخاصة زمن الرئيس بوش على مدى ثماني سنوات, ساهمت كثيرا في زعزعة الاستقرار الإقليمي, وساندت توسع إسرائيل, وأضعفت تيار الاعتدال العربي, وقوّت من المتشددين في الإقليم. وهي ربما على وشك عقد صفقات مع ما يعرف بتيار التشدد من طهران إلى ضاحية بيروت الجنوبية.

لذا, قد تلتقي مصلحة الأردن متوسطة وبعيدة المدى مع الديمقراطيين وليس مع الجمهوريين الذين يظهرون سخاء في المساعدات الخارجية, لكنهم يتبنون سياسات قصيرة المدى وعدوانية تفضل مصلحة اسرائيل على مصلحة أمريكا وتهدد الأردن.

لكن المملكة بشبكة علاقاتها وتحالفها الاستراتيجي مع امريكا ومعاهدة السلام مع إسرائيل, - التي تظل خطوطا حمراء في استراتيجية الدولة العليا - قادرة, بحسب مسؤولين, على التعامل مع أي رئيس قادم, سواء كان ماكين أو أوباما, على قاعدة المثل الشعبي: "من يتزوج أمي أناديه عمي".

عن العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :