facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحلة العمر .. مع عبدالسلام المجالي


د. عدنان سعد الزعبي
17-04-2016 01:01 PM

من الطبيعي وانت ترحل في رحلة العمر مع الدكتور عبدالسلام المجالي، ان تجد في هذا الشريط العمري الطويل ملامح وقيماً ومبادئ صارخة تعكس مدى التعمق في الوطنية والانتماء لحاضر ومستقبل الوطن ومدى الوفاء الفعلي الذي انغرس في وجدان الابن الذي ترجم طموح الاب الى واقع عملي كان في معظمه سلوكا تربويا خالصا وانجازا تطبيقيا منقطع النظير وتوجه صادق نحو بناء الفكر والسلوك لدى شباب وشابات الوطن وبنفس الوقت مزج القيم والاعراف السائده بمفاهيم قادمة نافعة وناجعة نستطيع ان نتمازج معها للنهوض والتطور بالضبط كما فعل المسلمون جميعا عندما فتشوا في لغة وثقافة وابداعات الغرب والشرق وترجموها واخذوا منها فازدهرت الحضارة ونمت وتطورت حتى وصلت الى ما وصلة اليه.

في رحلة العمر لعبدالسلام المجالي روحانية زرعها الاب واصرار مزج به ما بين ايمانه بالعبودية للخالق وبين صفاته الحسنى التي هي خزائن لا تنضب جاء ت اسماء الابناء تيمنا وبركة خضوعا وخنوعا لارادة المولى فجاءت كلمة عبد تتقدم اسماء الابناء، وليست هي الصدفة التي تجمع الجميع بنفس هذا المقطع الخاشع العابد المتوكل على الله. من رحلة الاب الذي اصر على العلم والتعليم كطريق وحيد في بناء اسرته الى غرس قيم المثابرة والعمل التي تجسدت في الابناء فراحت تسيطر على الطموح والتفكير وتترجم الى انجاز فكان عبدالسلام رجل علم يسافر من الياروت بالكرك للسلط لدمشق للندن، وليمازج ثقافاة شتى محلية زرعته في تراب ارضه وجمعته بنخبة هم لنا قاده فتخضب باللون الوطني واساوره الذهبيه شمالا وجنوبا وتزود بمفاهيم الوحدة والتطلع نحو البناء والنهوض والتطور الذي كان الوطن بامس الحاجة اليه. وكان من تمازجه مع حضارة الغرب وتشبعه بنمط السلوك المدني والقيم الاجتماعيه وحقوق الانسان ما زرع فيه نمطا مزيجا من القيم الثابتة والقيم المتحضره فانطلق في حياته العمليه يعيد بناء التفكير قبل ان يحوله لسلوك حقيقي قوامه الثقة والقدرة والامكانيه، فراح يساوي ما بين الطبيب والممرض وبين العسكري والطبيب ويؤكد ان كل في مكانه كبير ما دامه يقوم بالواجب ويعظم القيم المهنيه، وفي اطار العمل راح يرقب الاخلالات والمعوقات، في بناء المجتمع وتعطل دور المرأة نصف المجتمع فذهب ليؤسس ويعزز مفهوم التمريض عند النساء وكانت هذه المهنة الرائدة الراقيه تشهد ولادة كليات ترأستها اميرات وعلية القوم من النساء وذهب يبث في قطاعنا الصحي هبة النهوض وبناء صروح طبية كبيرة مستغلا رغبة القياده وارادة الشباب المتحمس في الوطن الذين ينظرون بشغف الى التنفيذ فكان ما كانت عليه المدينة الطبيه والخدمات الطبيه لتكون شاهدا على ثقة القائد بهؤلاء الشباب ورؤياهم التي ترجمت طموح الملك وتطلعات الاردنيين.

وكانت رحلة الجامعة الاردنية التي رسم من خلالها نموذج جيل المستقبل وابنائه الفاعلين. فلم تكن المدارس في عهد وزارته للتربية الا المعد والحاضنه والمهيئ لابنائنا من ذكر وانثى والمقدمة الاولى نحو مسيرة البناء والتطور والاعداد لتكون الجامعة الاردنية اول جامعة وطنية تسقل القدرات وتنميها وتغذيها بالمعرفة والقيم التربوية والعلمية تعزز فيها نماذج التميز والابداع فكانت رؤيا المجالي في اعداد القادة وتهيئتهم وتوفير المناخات اللازمة لتعظيم هذه القيم, وكان مشوار القيادة الواعدة التي كانت بمثابة اكاديميه عظيمة تهيء وترسم وتعد قادة الوطن وتشبكهم مع قيادات العالم الواعده لرسم منظومة فكرية سلوكية جامعة لا تقتصر على مستوى الوطن بل والعالم ولتصنع مستقبلا مبني على التفاهم والتعاون ليس على المستوى الاقليمي بل والدولي والذي من شأنه خلق تفاهمات، ووجهة نظر واحد تساهم في تقدم البشريه والابتعاد عن شرورها والتبناء الانساني ورفاهيته خاصة ونحن نشهد اليوم عناصر التفاعل العالمي وصراعاته والتي تفتقر الى تفهم مشترك من القاده نحو بناء الكون الانساني والحضارة الانسانية الواحدة.

من الياروت قرية بسيطة بالكرك الى لندن عاصمة الضباب وامبراطورية التاريخ تنقل وعاش شيخنا المجالي لكنه لم ولن يتخلى عن ارض الوطن وارض الياروت وترابها ولم تغره فضاءات (البوب والمسيقى الصاخبه ), والانفتاح والمتعة والحياه والمدنيه..الخ عن خشوع سماء الوطن رغم ارتباط قلبه بزوجة تنتمي لهذا العالم وقدرتها على ان تبقيه وسط هذا الزخم وهذا العالم المغري للحياة، غير انه آثر تراب وطنه وصحاريها، آثر سماء وطنه وبواديها، آثر الكرك والطفيلة والرمثا وعمان على سماء لندن وولز..الخ على مغريات الحياة، فصاحب السالة لا يتطلع دائما الى للشموخ القيمي.

وجاءت ساعة الحسم ساعة حماية الوطن وتجنيبه شرور المؤامرات والوطن البديل جاءت ساعة القرار الذي جنب الوطن شرور المؤامرات والاوراق البديله واخذه بعيدا عن مهب الريح عندما كان الامريكان (البراغماتيون) لا يفكرون الا بحصاد خراج حرب الخليج وتسديد فواتيرها، وسط خنوع عربي ورغبة من بعض العرب الذين لا يهمهم الا مصالحهم ولا يغيضهم الا انجاز هذا الوطن وحضوره في الحالم.

جاء عبدالسلام رجلا وطنيا مطيعا محبا لمليكه وشعبه يرى الكارثة الكبرى وتهديدات الغرب والشرق ويستمع للمك الراحل وهو يكشف مؤامرات العالم التي لا يهمها الا ذاتها فيشمر عن ساعديه ويلبى نداء الملك الراحل ويقود سفينة المفاوظات التي كانت مخرجنا الوحيد وينقل بنا السفينة الى برالامان ليكون رجلال من رجالات القائد واردنيا يعظم قيم الوجود الوطني وليكون واحدا من رجالات العطاء الذين مروا على الوطن كوصفي وهزاع وعبدالوهاب المجالي وموفق السلطي وفراس وغيرهم وغيرهم ممن ضحوا بارواحهم في سبيل الوطن.

رحلة العمر التي يجسدها المجالي في كتاب، انما تحتاج الى وقفة مع كل حرف وكلمة مع كل سطر وصفحة حتى نستخرج العبر وجوامع الكلمة نعم انه جامعة في منهج، ووطنيا في وزير، وقائدا في رئيس وزراء، احب مليكه ووطنه واخلص وها هو اليوم يثني على عظمة الملك عبدالله الثاني، ويعظم فيه هذا الفكر وهذه الرؤيه وهذا النهج الذي عظم من شأن الوطن وعزز مكانته عالميه حتى كدنا ان نكون شركاء ليس في دريء الشرور والمخاطر بل شركاء في النهظة الانسانية والرفاه العالمي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :