لؤي ؛ طفل عمره لا يتجاوز السبع سنين و نُصْ .. يمشي شوي شوي ؛ وبحذر شديد ..وكأنه مرعوب من أمرٍ ما ..ما تراه ؟؟ ..الشارع وسيع جدّاً ليس به أحد ؛ سوى طفلة لم تتجاوز السبع سنين و يمكن و نُصْ..وامرأة ناضجة ..!! المهم الطفل و الطفلة و المرأة ..كلهم على بُعد أمتار قليلة من بعض ..!! الشارع ما زال يضجّ بالفراغ ..إلاّ من ثلاثتهم ..الخُطى تقترب..بل تقترب أكثر من الارتباك الظاهر ..!!
صار الطفل لؤي على محاذاة الطفلة ياسمين تماماً ..قال لها و صوته الطفوليّ يتقطّع : لما أرمي الورقة عَ الأرض ؛ خُذيها بسرعة ..!! ضحكت الطفلة ..هزّت برأسها..!! ابتعد لؤي الطفل ابن السبع سنين و نُص أكمّنْ خطوة ورمى الورقة ..وما إن تقدّمت الطفلة ياسمين بنت السبع سنين و يمكن نُص ؛ إلى الورقة ..وما إن صارت تحت يدها ولم تمسكها بعد ؛ حتى ..حتى ماذا ..؟؟ حتى أمسكت المرأة بالورقة قبلها ..!!! قالت الطفلة : ورقتي ..هايه إلي ..والله إلي ..!! الطفل لؤي ؛ انتبه للمشهد..نظر إلى المرأة ..عاد إليها مسرعاً وقال لها بعصبيّة طفوليّة خبيثة : أعطيها الورقة ..هاي إلها مش إلِكْ ..هيّ حبيبتي مش إنت ..!!
المرأة لم تأبه بهما ..والفضول اشتغل فيها لتعرف ما في الورقة ..تركتهما تحت صدمة الاندهاش و مشت ..وهي تمشي ؛ فتحت الورقة ..فيها جملتان اثنتان ؛ و بخط كبير على طول الورقة و بلغة طفل صف ثاني أو ثالث ابتدائي ..مكتوب : حبيبتي ياسمين ..بكرة الساعة سبعة الصبح اطلعي كبّي الزبالة بدّي أحكي معك ..!!
انتهت الرسالة ..وانتهت حكايتي الحقيقية لكم ؛ و التي حدثت قبل ثلاثة أيّام فقط ...!! ماذا تبقّى بعد ..هؤلاء ليس أطفالاً ..بل كبار خبثاء تعلموا كيف يسرقون الزمن القادم ...ويلعن هيك طفولة ؛ مش ناقصها إلاّ طفولة..!!