facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكتل النيابية كحالة تعويضية


د. هايل ودعان الدعجة
10-11-2016 02:02 PM

تعكس تشكيلة مجلس النواب المستوى او الواقع السياسي السائد في الدولة او ما يمكن التعبير عنه بالثقافة او بالبيئة السياسية ، وهي بالتالي افراز لحالة سياسية عامة تسود المجتمع ، بحيث يمكننا قراءة المشهد السياسي والحكم عليه من خلال هذه التركيبة النيابية ، التي تترجم هذه البيئة السياسية والثقافية ، وتعكسها أداء نيابيا تحت قبة البرلمان . فكلما كان النائب مثقفا سياسيا او منتميا لمؤسسات وتنظيمات سياسية وحزبية ومجتمعية ، كلما انعكس ذلك إيجابيا على أدائه النيابي وسهل من عملية اندماجه وانخراطه بالعمل الكتلوي البرامجي المؤسسي ، الذي يعول عليه كثيرا في اثراء هذا الأداء وتفعيله والارتقاء به الى مستويات متقدمة وطموحة .

واذا ما اسقطنا هذا الوصف على واقعنا السياسي والنيابي ، لوجدنا اننا ـ مع كل أسف ـ امام حالة سياسية عامة متواضعة ، ولا يعتد بها للانتقال بالحالة البرلمانية الاردنية الى مرحلة متقدمة ، وهي المسؤولة عن ضعف المجالس النيابية . لذلك ليس مستغربا ان يطغي الطابع الفردي على العمل البرلماني ويجعله عرضة للاختراق من قبل الحكومة التي تمتلك من الوسائل والأدوات ما يجعلها قادرة على اضعاف دور النائب الرقابي والتشريعي ، بحيث يبقى جهده منصبا على تحقيق مصالحه الخاصة ، او ما يعتقد انه يرضي قواعده الانتخابية من خدمات وتعيينات وإنجاز معاملات وغيرها على حساب مهامه الدستورية . ما افقد المواطن الثقة ليس بمجلس النواب فحسب ، وانما بالسلطة التنفيذية ايضا التي رأى انها تتغول على البرلمان ، الامر الذي أدى الى تراجع نسبة الاقبال على صناديق الاقتراع ، خاصة في صفوف الفئات المثقفة والمتعلمة ، امكن تعويضه او تعبئته عن طريق المال الأسود ، بطريقة مهدت الطريق لعدد من النواب غير المؤهلين للوصول الى البرلمان .

من جهة أخرى ، فرغم الفرص التي اتيحت امام الأحزاب منذ صدور قانون الأحزاب الاردني لعام 1992 ، لاثبات حضورها على الساحة البرلمانية ، وترجمة هذا الحضور الى تمثيل حزبي تحت قبة البرلمان ، الا انها فشلت في ذلك ( باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي ) . فما زال الكثير من الأحزاب لا تجرؤ على الإفصاح عن أسماء مرشحيها لخوض الانتخابات ، الا اذا نجحوا . ما كرس القناعات بان واقعنا الحزبي استقر على هذا الوضع ، وبات من الصعب تغييره او تطويره ، ولم يعد قادرا على التفاعل مع الاحداث والقضايا المختلفة الا في المناسبات ، وعلى قاعدة الفزعة كالانتخابات مثلا .

ما يؤشر الى افتقارها للبرامجية والعمل المؤسسي الممنهج . وكلها تحديات وسلبيات فرضت نفسها على المشهد البرلماني ، بطريقة اعاقت من أداء المجالس النيابية ، وحالت دون تطبيق مفهوم الحكومات البرلمانية .

ومن اجل تعويض الاخفاق الحزبي تحت قبة البرلمان ، تلجأ المجالس النيابية الى تشكيل كتل نيابية لقناعتها بأهمية الأداء النيابي الجماعي . ورغم الانتقادات التي توجه الى هذا النوع من الكتل ووصفها بالهشة والهلامية ، الا انها تبقى محاولات مقدرة وتستحق الإشادة والثناء ، خاصة اذا ما عرفنا الصعوبات التي تواجه القائمين على تشكيلها .

إذ ليس من السهل اقناع النائب بالانضمام الى أي كتلة ، ما لم تترسخ لديه القناعة بجدوى هذا الانضمام ، ومدى التوافق والتقارب والانسجام بين أعضاء الكتلة في الافكار والاراء والمواقف حيال النقاشات والقضايا المطروحة ، والا فانه سيغادرها بحثا عن كتلة أخرى اكثر توافقا وانسجاما .

ورغم قناعتنا بان هذا النوع من الكتل لن يكون بديلا او بمستوى الكتل النيابية الحزبية البرامجية التي يعول عليها في الارتقاء في الأداء النيابي ، والوصول الى الغاية من مشروع الإصلاح الوطني ممثلا بالحكومات البرلمانية ، الا انه يبقى محاولة جماعية تعويضية مقبولة وافضل من العمل النيابي الفردي او المستقل بكثير .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :