facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هستيريا قرارات ترامب وتحدي العالم


د. عدنان سعد الزعبي
31-01-2017 09:49 AM

يعيش العالم حالة استثنائية صنعتها قرارات الرئيس الامريكي الجديد ليس فقط من مضامين هذه القرارات بل سرعة تنفيذها واعتبارها بداية تنفيذ حالة الانفعال الدعائي التي تمسك بها اثناء الحملة الانتخابية باعتبارها الاجندة الطويلة التي يسعى لتحقيقها وبالتالي تعزيز مصداقيته في تنفيذ ما وعد. 

ترامب اراد بهذه السرعة ان يبين للعالم وللجمهور الامريكي اولا انه ملتزم بما وعد به ولن يتنازل عنها بغض النظر عن ردود فعل العالم التي بدأت تظهر الان على لسان ميركل وهولاند وتريزا ماي وترودو ..الخ . يجب ان لا ننسى ان الرئيس الامريكي رجل اعمال علاقته بالأمور مبنية على الربح والخسارة وهذا نهج جديد دخل للبيت الابيض , فمن المعروف ان علم السياسية هو علم فن الممكن وان السياسة مرنه ولديها بدائل عديدة ولا يمكن ان تقطع شعرة معاوية بل تبقيها معلقة يسهل من خلالها التقدم او التراجع او التبديل او التغيير , لهذا فغياب حكم السياسة في القارات المتخذة عمق الانقسام الداخلي في الولايات المتحدة لتناقضه مع الثوابت الامريكية التي رسمت للشعب الامريكي لأكثر منذ حوالي مئتي عام منذ عهد لنكولن وما نشهده اليوم هو الاخطر منذ ان وقع البرلمان الامريكي في عهد لينكون مرسوم الوحدة واعادة الولايات الخارجة عن سلطة الاتحاد وايقاف الحرب الاهلية في الفتر ما بين 1861- 1865 

ما اشبه اليوم بالأمس الامريكي فالانقسام داخل الشارع الامريكي عام 1862 اودى الى حرب اهلية استمرت سنوات ثلاث حتى انهاها الرئيس لينكولن الديمقراطي بالقوة ودفع حياته ثمنا لذلك . 

خشيت ولايات الجنوب من فقدان سيطرة الحكومة الفدرالية على قوات مكافحة العبودية، بينما تخوفت الولايات الشمالية من تأثير سلطة الرقيق على الحكومة، الامر الذي زاد لانقسام و الاختلافات داخل المجتمع الامريكي وكان السؤال المطروح آنذاك هو مدى أخلاقية نظام العبودية في نطاق الديمقراطية؟ وماهي المزايا الاقتصادية للعمالة الحرة مقابل ازدياد العبيد وكان لهذه المعادلة انعكاس واضح على الشعب الامريكي واعضاء الكونغرس أنفسهم. هذا الامر ادى الى انهيار الحزب اليميني وحزب من "لا يعرفون شيئا"، وقيام أحزاب جديدة (الحزب الحر في عام 1848، والجمهوريون في عام 1854، والاتحاد الدستوري في عام 1860). ثم ما لبث وان انقسم الحزب الديمقراطي، آخر حزب سياسي وطني عام 1860، كان كل من الشمال والجنوب الامريكي تأثرا بأفكار توماس جيفرسونحيث أكد الجنوبيون على أفكار حقوق الولايات، المذكورة في قرارات جيفرسون في ولاية كنتاكي. أما الشماليون فهم بين مؤيد إلغاء العبودية كما طالب بها وليام لويد جاريسون، والزعيم الجمهوري المعتدل أبراهام لينكولن والذي أكد على إعلان جيفرسون بأن جميع الناس خلقوا متساوين.. 

ما يجري الان في الولايات المتحدة من انقسام والذي وعد الرئيس الجديد بمعالجته انما يشهد اتساعا وتطورا , فرئيس الديمقراطيون في الكونغرس يشن هجوما كاسحا على الرئيس ويؤكد ان الاطفال المهاجرين هم الذين سيساهمون باستمرار بناء وتطوير الولايات المتحدة كما كان الامر دائما في حين ذهب زعيم الجمهوريين في الكونغرس ورئيس لجنة الدفاع والاسلحة جين ما كين بالانتقاد الكبير لقرارات ترامب ووصفها بالمناقضة لأدبيات امريكا و ثوابتها بالضبط كما احتج الجمهوريون في القرن التاسع عشر على نظام العبودية في نطاق الديمقراطية خاصة وان ترامب لم يستطع حتى الان من ان يستوعب اهمية وخطورة الاعلام الذي يهاجمه على الدوام ويتهمه بالانحياز وعدم الموضوعية مكتفيا بحسابه على تويتر كبديل لتمرير آرائه وافكاره وقرارته . ولهذا فهو لم يدرك حتى الان معنى معادات الاعلام وعدم استيعاب ادواته؟ وهذه نقطة ضعف اخرى لم يتعامل معا ترامب؟! 

فوق ذلك فان الشارع العام الامريكي والدولي الذي يرفض بشده مثل هذه التصرفات وخاصة التحيز ضد المهاجرين والعنصرية ضد الاسلام ورعونة الاجراء تجاه المكسيك كل ذلك وضع ترامب في موقف المدافع اكثر من موقف المخطط الذي يجب ان يعيد العلاقة القوية مع دول العالم وشعوبها ويمتن من قوة الراي العام الامريكي تجاه مفهوم أمريكا اولا كما يقول ؟ . 

ترامب رجل الاعمال لا يستطيع بهذه الطريقة الاستعراضية ان يستمر بحكم دولة تريد استعادة هيبتها بقوتها وفرض هيمنتها وتعزيز بناءها الاقتصادي وسط واقع منقسم وغير راض , فالأوروبيون يمتعضون كثيرا من السلوكيات البيضاوية , وكذلك الحفاء التقليديون لأمريكيا بدأوا يبحثون عن تحالفات جديده خاصة مع روسيا بعد ان فرضت وجودها على الساحة الدولية بقضيتي سوريا واكرانيا وقبلها جورجيا ولاتفيا واستونيا . اضافة الى تصريحات ترامب المستفزة التي بدأت وكأنه سوبرمان العالم باسره ؟! 

ترامب يحاول الان ان يخرج من هذه الورطة بإجراء بعض التعديلات فتحدث مع للملك سلمان لنفي تهمة محاربة الاسلام لكنه يجدد حربه على ايران مستغلا موقف السعودية والخليج من ايران, ناهيكم عن ايدلوجية ترامب اليهودية التي تعتبر ايران خطرا محدقا بالحلم الصهيوني. على الاقل ظاهريا . 

الملك عبدالله ملك الاردن وكما هو معروف بواقعيته لا يستطيع ان يطلق ردات فعل عشوائية دون التأكد المباشر لما حصل ويحصل ويجلس مباشرة مع اعضاء ادارة ترمب باعتبارهم صانعي اجندة الرئيس الجديد وباحتمال اكبر الجلوس مع ترامب نفسه لاستعراض واقع الشرق الاوسط والمخاطر المحدقة في فلسطين وسوريا والعراق بل والمنطقة باسرها < فالقدس والارهاب والمناطق الآمنة والعملية السلمية وحقيقة الاسلام عناوين اساسية لأجندة الملك مع الادارة الامريكية خاصة وان هذه الاجندة تتصف بالوسطية والتوازن والاعتدال وتصف بواقعية مطلقة حقيقة المأساة والصراع في المنطقة ولا بد لترامب من ان يستمع بتأني للملك عبدالله حول اهمية استقرار او عودة الاستقرار للمنطقة على اعتبار ان اي توتر قد يحصل سينعكس سلبا ليس على المنطقة وحدها بل والعالم , ولنا بداعش والارهابيين تجربة واضحة . وسيضع الملك ترامب وادارته بحقيقة الانعكاسات المترتبة على نقل السفارة وايقاف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين كذلك تضيع فرص السلام بحل الدولتين الذي عمل علية المجتمع الدولي وفي مقدمتها امريكيا سنين وسنين . 

تهور ترامب لن يطول وان فرامل المحاكم الامريكية وقوة الاعلام والصوت الامريكي والكونغرس ومراكز البحث والمواقف الدولية سوف تعزل ادارة ترامب المتحيزة بشكل كبير لإسرائيل وستدفع بهذه الادارة الى العقلانية واعادة الصياغة واعادة بناء منظومة تعاونية قائمة على التعاون ومشاركة الجميع فالربح يعني عدم خسارة الجميع .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :