عمون – محمد الخوالدة-ابن الكرك الشهيد العقيد سائد المعايطة الذي ارتقى ورفاق له من رجال الدرك والامن العام ومن المدنيين في الاعتداء الارهابي الذي وقع في قلعة الكرك في الثامن عشر من شهر كانون اول الماضي ، وذلك في احتفال كبير اقيم في قاعة مركز الحسن الثقافي بمدينة الكرك بحضور عدد من الوزراء السابقين ومن رفاق الشهيد سائد ومحبيه من داخل وخارج محافظة الكرك .
بدأ التابين بالسلام الملكي وقراءة آي من الذكر الحكيم ثم ألقى رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة الذي اعلن تسمية احد شوارع مدينة الكرك الرئيسية باسم الشهيد العقيد سائد كلمة المجتمع المحلي والتي قال فيها " نستحضر في هذا اللقاء كل المفردات التي تليق بهيبة المناسبة ، ومهما قلنا فلن نعوض فادح الخسارة ، وهنا لا يسعنا الا ان نقول ما يرضي الله «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا سائد لمحزونون..» "
وخاطب رئيس البلدية الشهيد سائد وعموم شهداء الوطن وقال انهم الاكثر جدارة بالشرف وستبقى بطولاتهم معالم ناصعة تزين تاريخ الوطن وملاحم بطولة تقرأها الاجيال .
وقال الدكتور خالد الكركي "بسطاء هذا الوطن هم الذين يهبون للدفاع عن الوطن وحمايته هم "رجال البلد وكراسيها" ، واضاف يقول؛ ان الذين يطمعون في الاردن يعرفون ان الاردنيين لن يضاموا فهم من يصنعون امنهم ، وان الحرية والكرامة والخلق هي ثلاثية الكرك الباقية على مدى التاريخ لتبقى الكرك والاردن اشرف من ان تحني الراس امام ما يريده التكفيريون و ما تريده امريكا وتريده "اسرائيل" ، فما زالت البوصلة الاردنية هي الاوضح ، وعلينا دائما الا ندخل في دهاليز السياسة بل فقط في دهاليز الوطن .
الوزير الاسبق جريس سماوي قال؛ ستبقى مؤاب عصية على كل من يريد بها سوءا ، وسيبقى الاردن شامخا كما كان دائما منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الاول وصولا الى عهد الملك المعزز عبدالله الثاني، شامخا يقبض على جمر المعاناة ، ويستمر بالتضحية لأنه مؤمن بالمستقبل من ان الشرفاء وحدهم من يرثون الارض ويذهب المتاجرون بالوطن هباء ، فتحية لسائد ورفاقه الشهداء الذين لم يحسبوا مواقفهم لان يكسبوا بل ليكون الكاسب هو الوطن الذي احبوا ومن اجله ضحوا .
وألقى المهندس محمد المبيضين مدير عام مؤسسة الموانئ كلمة قال فيها؛ لقد كان سائد في شهادته كبيرا شامخا امام قتلة صغار اقزام ، اختبئوا في جحرهم وكان هو المهاب، تقدم نحوهم بعزم وثبات ليخرجهم من هذه الجحور فسلام لك وسلام لرفاقك من شهداء قلعة الكرك الابطال.
واضاف سيبقى الشهداء احياء عند ربهم يرزقون والقتلة اموات في الدرك الاسفل من النار.
وقال النائب خليل عطية تحية للكرك توأم الخليل ، فكلنا اهل سائد الشهيد واشقاؤه ، وستظل الكرك هي الكرك ، هنا الكرك ارض الشهداء ، هنا الرجولة والكبرياء ، هنا يمتزج الدم الطاهر لنصنع العليا ، هنا تربينا على حب الوطن والامة.
وخاطب الشهيد سائد ورفاقه وقال: لقد ودعناكم كراما ابطالا ، حزين هو الوطن على فراقكم لكنه يفاخر بشهادتكم الكون ، والى الارهابيين أقول -اضاف النائب عطية - سيبقى الاردن عصيا عليكم لأنه ارض البطولة والابطال كأمثال سائد ورفاقه.
وقدم الدكتور حسين محادين قراءة في الاطروحة التي نال الشهيد سائد بموجبها شهادة الماجستير من كلية العلوم العسكرية في جمهورية مصر العربية ، فكانت عن الارهاب والفكر الارهابي فاقترن ما كتب بما ضحى من اجله في مقاومة خوارج العصر وإرهابيه الذين ارادوا اغتيال الوطن ونسوا انه غابة شهادة وشهداء .
وبين ان الاطروحة من قسمين ، الاول يتضمن تحليلا فكريا لأهداف الارهاب والعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤسس له ، اما الجزء الثاني فعملاني ميداني عن كيفية مكافحة الارهاب .
وتحدث في التأبين مساعد مدير عام الدرك العميد معتصم ابوشتال الذي استذكر سيرة الشهيد سائد وطيب عشرته و زمالته وجده في التفوق والاداء ، وقال ان الاردن منذ بدء الثورة العربية الكبرى ظل وطنا مهابا ، وقلعة الكرك وهيتها شواهد .
واثنى على مناقب الشهيد سائد وقال انه كان نعم الاخ والصديق والعسكري المقدام والمتميز وفي كل مكان عمل فيه هنا داخل الوطن وهناك في المهام الدولية ، ووجه ابوشتال التحية لكل شهداء الوطن من رفاق السلاح ، وقال سيبقى رجال جيشنا واجهزتنا الامنية فرسان الحق والعين التي لا تنام حرصا على الوطن وصونا لأمنه ومستقبله .
وتحدث المقدم عامر السرطاوي باسم اصدقاء الشهيد سائد وقال: لست الوحيد الذي عرف سائد فهو ممن يعشقون الموت كما هم كل الاردنيين فداء للوطن ، وقد تميز سائد رفيق السلاح والدراسة في الجناح العسكري بجامعة مؤتة بعقله الراجح والتفرد في عمله ومسيرته ، واضح الهدف والغاية ، كان قائدا ذا بصيرة واضح الهدف والغاية ، يتقدم في كل واجب ، حقيقة يعرفها كل من خدم في معيته .
وقال ان سيرة الشهيد اوسع من ان تروى في مناسبة او حتى مناسبات فحكاية سائد هي حكاية الوطن بأكمله .
وقال الفنان موسى حجازين نحن لم نلتق لتكريم سائد ورفاقه من الشهداء فهم أكبر من تكريمنا انهم في عليين وفي أكرم جوار عند رب الكون، فدماؤهم الزكية التي بذلوها هي تكريم لنا.
وطالب حجازين بان تعمل كل بلدية في المملكة على تسمية أبرز شوارعها ومعالمها بأسماء الشهداء لتظل الشهادة ثقافة تتوارثها الاجيال.
الكاتب الصحفي احمد حسن الزعبي قال لقد زين الشهيد سائد ورفاقه من الشهداء صدورهم برصاص الموت فلا كلام ابلغ من التضحية وارواء ثرى الوطن بالدم المعطر، فأنتم ايها الشهداء ابطال الرواية الاردنية، وأنتم من اعدتم بشهادتكم بناء قلعة الكرك لتكون عصية على كل عاد، أنتم ابناء الحراثين درع الوطن، أنتم الذين لا يسلبون او يخونون، ويتصدرون المجالس للحديث عن الوطن.
واضاف نكرم سائد ورفاقه الشهداء عندما نضيء بدمائهم سراج الوطن، عندها نحب الوطن ونحميه ولا نقبل الفساد فيه.
وقال محمود المعايطة والد الشهيد سائد شاكرا الحضور وقال: هؤلاء هم الاردنيون دائما يدا واحدة وقلبا واحدا في السراء والضراء، وعرض جانبا من حياة ابنه الشهيد، وقال: لقد تربى سائد ودرج في جوار القلعة ومنها استمد الشموخ فظل وفيا لها فعلى اسوارها نثر دمه الزكي فكانت نهاية رجل شجاع لتظل شامخة وشاهدا على ملحمة البطولة.
واضاف؛ يشهد للشهيد سائد بالتفوق والنبوغ كل من قام على تعليمه منذ ان كان طالبا في مدرسة الكرك الثانوية وتلميذا نجيبا في جناح جامعة مؤتة العسكري، ويشهد له رفاق السلاح بالشجاعة والاقدام والبصيرة العسكرية الثاقبة وكرم الاخلاق، هنا في الوطن الذي عشق وهناك حيث كان ممثلا للأردن في الكثير من المهام الدولية فنال الاوسمة.
وأضاف: لقد ارتقى سائد الى عليين، فقد ظلت الشهادة مطلبه لينعم وطنه بالأمن والامان فقد نذرتك يا بني جنديا يذود عن الوطن ويقدم الروح فداء له.
والقى الشاعران شوكت البطوش وصهيب المعايطة قصيدتين من وحي المناسبة فيما قدمت لوالد الشهيد سائد هدايا تذكارية من زملاء الشهيد سائد الذين تخرجوا معه من الجناح العسكري في جامعة مؤتة ومن مؤسسة الموانئ ومن نقابة المعلمين الاردنيين .، فيما عرض على هامش التأبين فلمان عن سيرة الشهيد.
الرد على تعليق