facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حادثه الدقامسة والحسين والحرس القديم


أ.د. سعد ابو دية
27-03-2017 10:58 AM

احداث عديدة سبقت حادثة الدقامسة ولم ترصدها الأعين العادية، ودعني اعود مع القارئ لأبرز ما حدث بعد حادثة الدقامسة مباشرة وهي عودة الحسين لرجال الحرس القديم، وتتالت الاستعانة بهم واحدا تلو الاخر اذ اوكل الحسين مهمة التحقيق الى محمد رسول الكيلاني احد ابرز رجال المخابرات القدامى وجاء عبد السلام المجالي رئيسا للوزراء ومعه رجل بارز اخر من رجال المخابرات القدامى نذير رشيد وزيرا للداخلية وجاء للقصر واحد من اساطين الاعلام من ابرز رجال الاعلام القدامى ورفاق الحسين وهو صلاح ابو زيد افضل من قرأ الملك من الداخل وكتب له خطاباته ومثلما قرأ محمد حسنين هيكل جمال عبد الناصر ورآه من الداخل وكتب له خطاباته فان صلاح ابو زيد قرأ جلالة الملك ورآه من الداخل، لقد تكرم معالي الاخ العزيز واطلعني على الرسالة الخطية التي كتبها له الحسين بعد سنين من الفراق وكان صلاح يكتب خطابات الحسين لعشرين عاما تقريبا حتى عام 1976 وبعدها ارسل سفيرا الى بريطانيا وظل حتى حصلت احداث ابعدت صلاح عن الحسين وظل صلاح بعيدا عن الحسين لمدة سبعة عشر عاما وعاد بعد رسالة الحسين صلاح الى رحاب الحسين، وهكذا عاد ت كوكبة من رجال الحرس القديم الى المكان الذي خبرها فيه الحسين وذكر صلاح ان اجراءات الفحص الطبي له استمرت يومين ولما سأل الحسين عن ذلك قال رحلتنا طويله ولابد ان اذكر ان من ابرز رجال المخابرات القدامى الاصغر سنا من محمد رسول وهو مصطفى باشا القيسي الذي استعان به الحسين ايضا قبل احداث الباقورة واصبح الى جانب الحسين مباشرة بعد ان خلى مكانه في المخابرات واصبح في معية الحسين مباشره وظل فترة من الزمن كان من الممكن لو استمرت خدمته ان تكون ذات فائدة لان المرحلة حرجة جدا جدا جدا، ولما وقع الحادث ما لبث ان انتبه الحسين لأهمية رجال الحرس القديم وكان الحسين بأمس الحاجه لمواجهة مرحلة صعبه جدا خلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو . كان الحسين في منتهى الاحباط وأرسل رسالة شخصيه لنتنياهو والرسالة غير منشوره في الاعلام تضمنت قلقه واستياءه من ممارسات اسرائيل التي تهدد السلام وقام نتنياهو بالإعلان عنها ونشر اجزاء مشوهه منها وهنا نشر الاردن الرسالة كلها في 11 اذار 1997، كان الحسين صريحا مع نتنياهو وهذه العبارات استخدمها الحسين (لا أجد فيك شخصا يقف الى جانبي في تنفيذ ارادة الله سبحانه وتعالى لتحقيق مصالحة نهائية بين احفاد إبراهيم، تكون بذلك قد انهيت عملية السلام الى الابد وانا اشعر بوجود نية لتحطيم كل ما بنيته بين شعبينا وبلدينا )
(فقد اكتشفت أنك حسمت امرك مسبقا وأنك لا تبدو بحاجة الى نصيحة من صديق)

(ولماذا هذا الاذلال المستمر لمن يسمون شركاءك في السلام الفلسطينيين) (وان تخبرني بقرارك ببناء طريقين لمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين كافة ودون تمييز ومن ثم تتراجع عما التزمت به)


 

وتلاحظ ان غضب الحسين كان بسبب الفلسطينيين وعدم اكمال بناء مطار غزة وبناء المستوطنات وكل هذه المعاناة مع نتنياهو لهذا السبب. كان الحسين وحيدا؛ اذ انكمش صدام داخل العراق وابتعد عنا مبارك بعد ما اخذ ما اخذ وحافظ الاسد مشغول مع الاتراك ويريد منا موقف، والخليج أدار لنا ظهره منذ 1990 ورابين كان رفيق الحسين في السلام وكان رابين من طرفه في حالة تسمى في علم المفاوضات تسمى (عشق المفاوضين) ويتم تحذير المفاوض منها. لقد دخل رابين في هذه الحالة مع الحسين. سارت المفاوضات سيرا حسنا. ولما قتل رابين عام 1995 حزن الحسين ولما خرجت صحيفة أردنية بعنوان (نقص القتلة واحدا) جمع الحسين الضباط والقى كلمة رد فيها وقال (زاد القتلة واحدا) وعندما وقع الحادث من الدقامسة غضب الحسين وعاد من اسبانيا ووصف الحادث بالاعتداء الغاشم وهو ليس منا ولا يمكن ان يكون .... وان هذه الجريمة تستهدفني وتستهدف القوات المسلحة والشعب الاردني والابرياء ضحايا هذا العمل المشين .... وهذا اليوم تمنيت لو انني لم أعش لأرى ما حدث ......غير انساني وموجه ضدي وضد ابنائي .... لقد عملت في سبيل صون السلام وتركيز أسسه
........ ان ما حدث ليس امرا سياسيا ان ما حدث هو جريمة بشعة ......سوف نعمل لتقصي جذورها وكافة تفاصيلها ودوافعها ..... واعتبر الحسين ان الطلقات الغادرة قد وجهت ضده وضد ابنائه وبناته وفي حمى بيته وبيت الاردنيين جميعا مثلما وجهت نحو شرف القوات المسلحة والجيش العربي وفي يوم 14 اذار وجه الحسين رسالة لمحمد رسول الكيلاني وكلفه بمهمة التحقيق في حادث الباقورة وطلب اليه رئاسة وادارة شؤون التحقيق في هذه الجريمة وكشف الكثير مما اريد بالأردن من سوء و طلب منه بما عهده فيه من كفاءة وخبرة واخلاص في كشف الكثير، وذهب الحسين بنفسه الى اهالي الضحايا في بيت شيمش شمال اسرائيل لتقديم التعازي والى مستعمرة صلاقون ودعا افراد الأسرة لزيارة الاردن ووصف الاهالي في بيت شيمش الزيارة بانها انسانية وزار في مستشفى هداسا فتاتين كان الاطباء في مستشفى معاذ بن جبل قد عالجوهما.

لقد اغلق الحسين الملف بحكمة وبالمناسبة في شهر تشرين الاول عام 1985 قتل (القروي من قرية فاقوس واعرفها جيدا) وهو العسكري سليمان خاطر (مجموعة فتيان اسرائيليين) في نفس الظروف والمواصفات ولم تعمل مصر مثلما عمل الحسين. وانتحر سليمان خاطر في السجن واتهم مسؤولون بقتله. على العموم رحم الله الحسين والحمد لله على خروج الدقامسة من السجن ولقد دخل السجن في ظل القانون وخرج به واتمنى ان تكون تعليقات الجميع في إطار مصلحة الاردن والقانون وان لا يتحدث بعض في امور تضر ولا تنفع وهذا البلد فيه عقلاء تصرفوا بحكمة بالغة وعلى رأسهم سيد البلاد حينئذ الحسين رحمه الله، وعندما توسد جثمانه الثرى وصعدت روحه الى باريها كانت مثل هذه الملفات قد اغلقت هدية منه الى شعبه الكريم.





  • 1 ناديا حامد 27-03-2017 | 04:32 PM

    رحم الله الحسين وجعل مثواه الجنة...نشكرك دكتور على هذا المقال

  • 2 صايل القيسـي - مادبـا 27-03-2017 | 05:33 PM

    أستاذنا الدكتور سعد أبو دية.. شكرا لاضاءاتك التاريخية ورحم الله سيدنا الحسين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :