الارملة – المطلقة – العانس (3) .. احمد بني هذيل
04-12-2008 09:30 PM
وللحديث عن المطلقات كلام كله شؤون وشجون، فهل سيكون موضوع المطلقات اكثر حساسية من موضوع الارامل، وانا اقصد هنا المطلقات والمطلقين، اما بالنسبة للارامل فخاطبتني احداهن لماذا لا تتكلم عن الارامل من الرجال، فقلت، والله اعلم، ان الارامل من الرجال لا يحزن عليهم، لان بيدهم ان يتزوجوا في اي وقت، وكما يقول المثل الشعبي "الرجال ما يتعيب" يعني قد يجد ضالته وحسب ظروف كل منها. اما المرأه الارمله فهي تلك المشلكة في المجتمع والتي سوف اطرح حلولها لها وللمطلقات في حلقتي القادمه، ولكني احببت ان اتحدث عن المطلقات، والتي تكون من سن 18 سنة والتي بالكاد عرفت طعم الحياة، وتلك المرأه التي طلقها زوجها بعد زواج دام اكثر من اربعين عاما، وكل له اسبابه، طبعا الاسباب قد تكون مبرره لكل منهما وغير مبرره من قبل المجتمع، فالطلاق حلال، ولكنه ابغض الحلال الى الله، واعتقد ان معظم حالات الطلاق، ناتجه عن عدم مقدرة الطرفين التفهم لحل المشاكل فيما بينهم بالطرق السلمية، اي ان الغضب هو الذي يسيطر على الموقف، واذا انه جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال له : لا تغضب" نعم ان الغضب هو الذي يجعل الشيطان يسيطر على الانسان بافعاله وكلامه، وهنا يجري الشيطان في الانسان مجرى الدم، وفور اشتظاظ الانسان للغضب يبدأ الشيطان بالتصرف في هذا الانسان، حتى لا يكاد يعرف ما يقول او يعمل. ولنسأل عن اسباب الطلاق، فتلك الفتاه التي عمرها لم يصل الى الثامنية عشرة، ما سبب طلاقها، هو هو سوؤ تقدير في الزواج اصل.
ولنضع مجموعة فرضيات لاسباب الطلاق، هل بسوء عملها او اخلاقها او عصبيتها، ام بسوء تصرف الرجل، وعدم مقدرته على تحمل المسؤولية ويرى ان الطلاق منها يريحه من المسؤولية الاسرية التي يحلم بها كثير من الشباب، هل الشكوك في اخلاق الزوجه، وخصوصا ما طرأ من تطورات في الجوالات واحوالها من البلوتوث والرسائل الالكترونية، وغيرها، ام محطات التلفزيون المختلفه وما بها من قصصص حب وهمية، ام شبكة الانترنت التي انتشرت ووصلت كل مكان، وبها ما هب ودب من الفساد الخلقي، هذا لمن يريد الفساد الخلقي، لا ننكر اهميتها في الحياة في كافة المجالات. ام ان الرجل الصغير هذا الذي وعى ووجد نفسه يتحكم في امرأه وعلى اقل مسالة خلاف يهددها بالطلاق، لم يعطها الثقه بالبقاء معه، دائما تعيش في رعب وخوف، اليوم يطلقني ان لم يكن اليوم فغدا، لماذا يحصل ان شاب كان يحلم بالعروس ، وعندما يحصل عليها ، يبدأ في استخدام ما احل الله له في غير محله. ام هناك قصة حب بينهما سبق الزواج كانت سببا في فشل هذا الزواج، فحبهما لبعض ينحض من اناء معين، فان جاء موعد الزواج لم يبق في الاناء حب ولا عاطفه، وقد استنفذا كل هذا قبل زواجهما، وهنا يبدأن يعيشان في فراغ عاطفي، بعد ان وصلا الى ما يمكن ان يصله العشيقات والحبيبان. وهذه من مصيبة مشجعي الحب قبل الزواج، وقد اثبتت الدراسات ان معظم حالات الطلاق تحصل بين حبيبين، هذا ناهيك على ان قصص الحب الرومانسية القديمه لم تنتهي ايا منها بزواج، وهناك ادله كثيره.
وكثيرة هي اسباب الطلاق منها عدم الوعي لدى الزوجين، وذلك لقلة خبرة كل منهما بالحياة الزوجية. وسوء الاختيار من أحد الطرفين بحيث يكون الاختيار غير مناسب. وعدم معرفة كل من الزوج أو الزوجة بدوره ومسؤولياته داخل الأسرة وتجاه طرفه الآخر.
كذلك الندية في التعامل: فالزوجة تحاول أن تكون نداً لزوجها وبالتالي تحدث المشكلات التي قد تصل إلى الطلاق. وعدم تقدير الزوجين أو أحدهما لقدسية الزواج كذلك غياب الصراحة بين الزوجين و محاولة كل منهما وخصوصاً الزوج فرض شخصيته على طرفه الآخر بحيث يريده أن يكون كل شيء كما يحب هو. كما أن هناك أسباباً غيرها تعود إلى شخصية كل من الزوجين
اما المرأه التي بلغت من العمر النصف قرن، ويطلقها زوجها، لماذا، بعد هذه العشرة الطويلة وتقاسمهما الالام والامال وتربية الاولاد ، هل دخلت امرأه اخرى في حياته جعلت حياتها ممله، هل ظروف المعيشه دفعته لاتخاذ قرار مثل هذا، هل هو من محبي التغيير، اما هل يكون بسبب يعود للمراه، بعد ان بلغت من هذا السن، اخذت مثل المراهقه تبحث عن زوج شاب اكثر قدرة من زوجها في الامور العاطفية، واصبحت تتابع مسلسلات الحب والغرام، وتحب الخروج الى الاسواق حتى بدون سبب، مما اوقعها في الشكوك مع زوجها، وادى الى طلاقها. وان كان الطلاق مباح في الاسلام فهو امساك بمعروف او تسريح باحسان، فاين حقوق المرأه المطلقه، هي تحصل المرأه على كامل حقوقها، اما انها تتنازل عن كل شيء من اجل ان تخلص نفسها من كابوس ذلك الرجل. تعجبت عندما قرأت ان نسبة الطلاق من المتزوجين الجدد اكثر من الذي مضى على زواجهم سنوات. علينا توفير دروس توجيهه للمقبلين على الزواج، وتعريفهم باهمية هذا الرابط الذي به المودة والرحمة، وليس ان يكون بغية الحصول على ولد، او علاوة بدل زواج، او غير ذلك.
وهنا لا اريد ان اتحدث عن حقوق المرأه فهذا موضوع مستقل، فحقوقها في مجالات كثيره قد تكون تحصلت عليها وغيرها تفتقدها، ولكن نكتفي بهذا القدر عن حالات الطلاق، على ان نتحدث في الحلقة القادمه عن العوانس واسباب العنوسه ومن الطرفين.