facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كنيسة المهد في مدينة بيت لحم


د. آمنة ابو حطب
27-02-2018 11:28 AM

كانت ولادة يسوع المسيح في مدينة بيت لحم حدثاً ميز تاريخ هذه المدينة عبر القرون، وجعل منها مكاناً تتجه اليه أنظار العالم أجمع، وتنمو صورة هذه المدينة وتزدهر وتزداد رسوخاً وأصالة، ولعل ذلك دليل على عمق المعنى الذي تحمله وشموليته وما زالت حتى اليوم تحتل مكانة مرموقة في قلوب المؤمنين وفي وجدان الشعراء والأدباء والكتاب وكتب المؤلفين العرب والأجانب الذين وضعوا المصنفات عنها، وقد أصبحت المدينة بعد بناء كنيسة المهد مركزاً من مراكز الحج، فوصل اليها الحجاج من جميع انحاء العالم، وكانت في نهاية القرن الرابع مركزاً مهما للحياة الرهبانية والروحية، حيث تعتبر كنيسة المهد من أقدم الكنائس المسيحية في العالم، بناها الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي(326م)، ويظهر بناؤها الذي جرى ترميمه في فترات وعهود مختلفة ، اذ كانت خلال قرون عدة من أكثر المواقع التي ثار الخلاف حولها في الأراضي المقدسة؛ تعرضت للدمار خلال ثورة السامريين عام 529م، فقام الامبراطور بوستنيانس(527-565)ببناء كنيسة أخرى في الموقع نفسه، شملت جزءا من الكنيسة القديمة واختلفت عنها في هيكلها ؛فقد بنيت الكنيسة على شكل صليب مع قبور ثلاثي، واجريت تعديلات على مغارة المهد بإضافة مدخلين من الشمال والجنوب وكانت كنيسة المهد هي الكنيسة الوحيدة التي نجت من الدمار عام 614م.

وصف الكنيسة:
تحتل الكنيسة والأبنية التي تحيط بها اليوم مساحة قدرها12000م ، ويشمل ذلك كنيسة المهد ، ودير الفرنسيسكان في الجزء الشمالي، ودير الروم الأرثوذكسي في الجزء الجنوبي الشرقي، ودير الأرمن في الجزء الجنوبي الغربي، ويعود مدخل الكنيسة الموجود في الجهة الغربية الى القرن السادس الميلادي، وكانت توجد امامه ساحة واسعة مربعة تحيط بها اعمدة، وكانت يتوسطها عدد من الآبار التي كانت تستخدم في مراسيم العماد.

يسمى المدخل الرئيس للكنيسة "باب التواضع"(78-130م)، وهو باب صغيرة يجب الانحناء عند الدخول منه، كأنما تدخل الى مغارة حقيقية، أغلق اثنان من الأبواب الثلاثة الأصلية التي كانت موجودة في الواجهة الأمامية، يقع الأول الى اليسار وتم اغلاقه في القرن السادس عشر بواسطة دعامة لحائط الكنيسة، ويقع الثاني الى اليمين أغلق بعد بناء دير الأرمن، أما الباب الاوسط الذي بني في عهد يوستنيانس، وجرى تصغيره في عهد الصليبيين، ببناء قوس مدبب، وبني الباب الصغير في العهد العثماني للحيلولة دون الدخول الى الكنيسة على ظهر الحيوانات، ويوجد ثلاث مفاتيح لهذا الباب الصغير واحد للكاثوليك والثاني للأرثوكس والثالث للأرمن ثم الدهليز حيث يقع بعد الباب الصغير، وهو يمثل المدخل السابق لكنيسة قسطنطين الضخمة ويقسم الى ثلاث غرف ؛ويتم الدخول الى كنيسة المهد من الغرفة الأولى عبر باب خشبي؛ أما صحن الكنيسة ، فيتميز بالساحة الداخلية في كنيسة المهد بالروعة والجمال ، وهي تحتوي على أربعة صفوف من الأعمدة الضخمة المتراصة والمصنوعة من الصخر المحلي الأحمر، وقد حافظ بوستنيانس عند اعادة بناء الكنيسة على التقسيم القديم للمرات الخمسة، والكنيسة لها شكل مستطيل، ويوجد عدد من الاعمدة الموجودة في صحن الكنيسة، وتعلوها تيجان كورنثية من الرخام الأبيض، تغطيها نقوش نباتية، ويوجد في الجزء الجنوبي الغربي من صحن الكنيسة جرن العماد الذي يعود الى القرن السادس مصنوع من الرخام، ويشير موقع هذا الجرن الى مراسم العماد التي كانت تجرى عندما يصل الحجاج المسيحيون الى الكنيسة

أما الجدران فيوجد فوق صفوف الأعمدة، حائطان يرتفع كل منهما 9 امتار، وتوجد في كل حائط 11 نافذة ذات أقواس دائرية، وهي بعدد الأعمدة الموجودة في كل صف، وتزود هذه النوافذ القريبة من السقف صحن الكنيسة بالضوء، وتحيط بها بقايا رسومات الموزاييك المذهبة التي تغطي جدران الكنيسة، وتعود الى النصف الثاني من القرن الثاني عشر وهي تشهد على العظمة التي تميزت بها كنيسة المهد في تلك الفترةاما السقف يعود الى القرن الرابع عشر، ورمم عام 1842م ، وقد رمم السقف الخارجي الذي كان مغطى برقائق من الرصاص، اثر ازالتها في القرن السابع عشر من قبل الأتراك لاستعمالها في الطلقات الرصاصية، اما الأرضية فقد غطيت بقطع من الحجارة اثناء فترة الترميم التي قام بها الروم الارثوذكس عام 1842م الذي نتج عند اصلاح الضرر الذي نتج عن الزلزال الذي وقع عام 1834م ، ويوجدالبلاط على ارتفاع 60سم من ارضية الكنيسة التي قام بها الامبراطور قسطنطين
وتنتهي صفوف الأعمدة عند جناحي الكنيسة بحنية نصف دائرية في الجنوب وأخرى في الشمال ونصف دائرية في الوسط من الجهة الشرقية، واستطاع الارمن الحصول على امتيازات في كنيسة المهد بين عامي 1810-1829م وذلك باقامة هيكلين في الجزء الشمالي من جناح الكنيسة، خصص الأول للعذراء مريم وخصص الثاني لحكماء الشرق او المجوس وهو يقع الى جوار المدخل الشمالي لمغارة المهد

مغارة المهد : تعد من اهم الأماكن واقدسها في كنيسة المهد ، وهي المكان الذي ولد فيه السيد المسيح عليه السلام ، يتم الدخول اليها عبر مدخلين، بنيا في عهد يوستنيانس، ليسهل على الحجاج زيارة هذه المغارة، واصبح النزول لهذه المغارة من الباب الجنوبي والخروج من الباب الشمالي ، ويتم النزول الى المغارة من ست درجات من الحجر الوردي على شكل نصف دائرة، واقيم داخل المغارة ثلاث هياكل ، يسمى الأول "هيكل الميلاد" ويقع فوق المكان الذي ولد فيه السيد المسيح، ويوجد في الجزء المقابل لهيكل المهد ثلاث درجات تؤدي الى هيكل آخر موجود في تجويف داخل الصخر، يسند سقفه عامود من الحجر الوردي يبلغ ارتفاعه مترين ويدعمه عامود من الرخام الأبيض، ومغارة المهد مستطيلة الشكل ، ويغطي جدرانها قطع من الرخام الابيض وستائر من مادة الاسبست المقوى، رسمت عليه مشاهد تمثل حياة المسيح عليه السلام

الخاتمة:

تقع كنيسة المهد في وسط المدينة بالقرب من ساحة السوق، وتحتل مكانة مركزية في حياة سكانها، حيث يجتمع الناس في هذا المكان لشراء حاجياتهم وتبادل الأخبار، واصبحت كنيسة المهد المكان الذي يمثل نبض الحياة الروحية في المدينة، يعبر عن وجدان السكان ومشاعرهم، ويتواجد فيها ابناء الطوائف في اوقات الشدة، حيث يرون أنفسهم جميعا، في هذا المكان يواجهون مصيراً واحداً، ، فقد أصبحت هذه الكنيسة روح المدينة وقلبها النابض ، ومكان يجمع أهلها في صلواتهم .وتمثل اجمل المعالم العمرانية التراثية في مدينة بيت لحم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :