facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن لا يمكن أن يكون وطنا بديلا لأحد


د. عدنان سعد الزعبي
01-03-2018 03:37 PM

يجب أن نقتنع تماما أن مقولة الوطن البديل مجرد فزاعة كانت تستخدم لبعض المقاصد السياسية وتمرير القرارات. قلناها منذ البداية أن هذه المقولة قد انتفت من القاموس السياسي نظرا لعدم توافقها مع الواقع وحقيقة توجهات دول المنطقة بما فيها اسرائيل نفسها، ناهيك عن التوافق الفلسطيني الذي أكد على أن فلسطين دلة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، حيث وافق على ذلك المجتمع الغربي حتى وأمريكيا قبل ترامب ضمن إطار حل الدولتين.

الواقع السياسي والجيوسياسي للأردن وضمن معطيات ما يجري في سوريا والعراق ، يشكل هاجسا كبيرا لإسرائيل وللولايات المتحدة . فخطورة التوسع الإيراني العراقي السوري وسيطرتها على المناطق المتاخمة على طول الحدود مع إسرائيل يشكل أرقا متزايدا تسعى إسرائيل لإيقافه وإبعاده، فالصرع الذي يعانون منه جراء تواجد الجيوش الإيرانية وحزب الله على الحدود الغربية لمحافظة القنيطرة أو الساحة الجنوبية الغربية لسوريا يجبر إسرائيل على التصرف بشكل أرعن، باستعراض القوة، فلم تتوانى من محاولات ضرب القواعد العسكرية السورية أو الإيرانية في سوريا بحجج ومقولات متعددة. ولهذا فحرص إسرائيل على حالة الاستقرار الأردني وعدم تدخل أحد بالساحة الأردنية مصلحة اسرائيلية كبرى على اعتبار أن الجبهة الاردنية تشكل الخاصرة ومقتل الكيان الإسرائيلي وإنهاء وجوده . خاصة وأن الأردن هو الوجهة الأكثر نصاعة واحتراما ومصداقية ووسطية عند التعامل مع دول الشرق الأوسط.

ثبات الساحة الاردنية واستقرارها مطلب مهم على الصعيد الأمني الدولي من جهة ولدول الخليج وخاصة السعودية من جهة أخرى ، فالأردن هو مصدر الأمان واستقرار دول الخليج والحد من كافة المؤثرات السلبية ، حيث يدفن في الأردن كل محركات البلبلة والدمار الاجتماعي وأدواته على اعتبار أن الخليج هو المطمع لتجار السلاح والمخدرات وعصابات الإرهاب . ولهذا فإن التهور والتلاعب بالنار وتعريض الأردن لأي محاولة خلخلة أو بلبلة ، سينعكس سلبا على الواقع الأمني لكل دول المنطقة .

الوطن البديل مقولة غير منطقية ولا يقبلها أحد ، حيث تتحدث بعض المقولات على توطين اللاجئين في أماكن تواجدهم مع التعويض وهذا لا يعني الوطن البديل بالمفهوم السياسي ، بل انهاء القضية بأسط الحلول لصالح إسرائيل وعلى حساب الشعب الفلسطيني اولا والدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين .

لقد أكد الملك في لقائه مع وجهاء بني صخر والمتقاعدين ، انه لا وطن بديل ، بل على العكس فإن حماية الواقع الأمني والسياسي في الاردن أصبح مطلب من المجتمع المحلي والإقليمي والدولي ، فالأردن أكبر مستضيفي اللجوء الفلسطيني ، والسوري والعراقي ، واليمني والليبي..الخ وهي الدولة مع لبنان اللتان خففا أزمة اللجوء العالمية وخاصة على دول اروبا لو أ، هاتان الدولتان اغلقتا حدودهما أو حددت عدد اللاجئين الداخلين ؟ والعالم بأسره يدرك تماما مدى المعاناة التي يتحملها المواطن الأردني واللبناني جراء هذه الأزمة السياسية الدولية ؟!

والعالم مقتنع تماما أن الأردن دولة واضحة متصارحة مع ذاتها وشعبها وتعمل بالاعتدال والوسطية وتحارب التطرف وتعمل على تعزيز القيم الإنسانية وخاصة التقارب والتفاعل والانفتاح والتآخي، بل تتحمل في سبيل الإنسانية والأمن والاستقرار ، وهي بذلك نموذج يحتذى في منطقة تشهد القتل والدمار والهيمنة والاستبداد .

ثالثا فإن الأردن وبثوابته ورؤياه لا يمكن أن يشكل خطرا على الآخرين بمقدار ما يشكل مصدرا للعقلانية والحوار والتوافق والحلول الوسطية . فالاستفادة من الاردن أكثر بكثير وكثير من أي مضار كما هو حالة الصراع القائم بين الدول الحدودية إزاء قضايا خلافية مشتركة .

إن الموقف الأردني من مسالة الحل النهائي للقضية الفلسطينية وبأي صيغة كانت تحرص على حق الشعب الفلسطيني بتشكيل دولته على أرض فلسطين والقدس عاصمة ، وهذا الثابت منسجم مع النظرة الأخوية للشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية أولا ، وثانيا متفق مع التشريعات والقرارات والقوانين الدولية التي أقرت ذلك .فالأردن على قناعة تامة أن حالة الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن تتحقق إلا بحل عادل وشامل للقضية . وأن التوتر العالمي ومواجهة الإرهاب سيكون معنيا بحل القضية الفلسطينية. فدفاعنا عن القدس هو التزام قانوني شرعي تاريخي، فرضته الوصاية الهاشمية، ومواقف الاردن المحرجة لإسرائيل انما سببها التقيد والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية التي تفضح الممارسات غير الأخلاقية وغير الإنسانية وغير القانونية التي ترتكب بحق الإنسانية والتراث والتاريخ.

الوطن البديل عبارة عفى عليها الزمن ، واصبحت من أنتيكات الايام السافرة ، ومن يصر عليها ، فإنه يعيش خارج العصر . بتوهمات وخيالات غير واقعية ..

يدرك الملك تماما إن السهم الأردني دائما ذا وقع مؤلم عند الإسرائيليين حتى والولايات المتحدة ، خاصة وهو يتمتع بالمصداقية والثقة عند شعوب المنطقة الذين لا يقبلوا زعزعة العلاقة مع الأردن ، وهو ما تؤيده مراكز صنع القرار في واشنطن وبركسل ولندن .

دورنا في الاردن أن نعي موقعنا ومكانتنا وقيمتنا في الواقع الأمني والسياسي في المنطقة ، ونتعامل وفق هذه المعادلات التي نملكها وبروح الثقة والمصداقية . نعم يحق للملك أن يؤكد للمرة المئة ان الأردن لم ولن يكون وطنا بديلا.





  • 1 زياد محمد البواعنه 02-03-2018 | 03:40 PM

    انت من أي مكون ..كلنا نتمنى عودة فلسطين كامله تحت الحكم الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكه المحبوبه رانيا العبدالله المعظمه وولي العهد والاسره الملكية الحاكمه .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :