facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل ننتمي للوطن ام نمثل عليه؟!


د. عدنان سعد الزعبي
09-01-2019 12:49 PM

ظاهرة الانتقاد للوطن بعد الخروج من السلطة ، هل هي ظاهرة تربوية أم حالة انفعالية مؤقتة؟!. وهل هي تعبير عن السخط وعدم الرضا , أم موجة يركبها البعض ليستقوى على نفسه وعلى محيطه فيشعر بالبطولة ؟!. أم هي وسائل لجلب الانتباه وتحقيق مصالح ذاتية متأملة من الدولة !!!؟.

أوصاف ومعاني كثيرة يمكن ان نطلقها على تلك الفئة من من بعض كبار موظفي الدولة ومن صنوف وقطاعات ودوائر الدولة كافة الذين ينفكوا عن السلطة , لنجدهم يشطحون الى ما فوق نسبة ال100% ويعراضون بنسبة ال100% وينتقدون بنسبة اكثر من 100% .

يمكن ان نتحدث ونتخذ عذرا لمن يساء اليه أو يظلم أو يبعد قصرا بحكم العلاقة غير المنسجمة مع المسؤول خاصة اذا كان في عز عطائه المتميز ,لكننا لم ولن نجد مبررا لمن خرج وفقا لواقع العمر أو النظام أو سبب مشروع ينطبق على الجميع . فكيف نسمع ونسمح لمن ملك القرار وصنعه وتطبيقه ان يكيل النقد والتهم والخدش في الوطن وستباحة الاسرار التي كانت في عهده خط احمر لايجوز الحديث عنها الا لغايتها .

نتفاجأ من بعض كبار رجال الدولة من الامنيين والسياسيين والاداريين الذين كانوا في دائرة صنع القرار كيف ينقلبوا بمثل هذا المنقلب وهذا التغير الكبير ، يستبدلوا فيه جلودهم, ويركبوا فيه غير ناصيتهم ويتلونوا بغير لونهم الطبيعي الذي تعودناه منهم ، لنجدهم والهجوم لغتهم والسخط قرينتهم والانتقاد شعارهم في كل محفل عام وخاص في كل مجادلة او منافسة ، و في كل مكان نجدهم يخرجون عن مألوفهم وصبغتهم ولغتهم ويلبسوا ثوب القذف والذم والتشهير , والهدم , فلا خيط ابيض ولا أمل , ولا نور قادم ولا شعل .؟ متهمين متذمرين واقع. نجد هؤلاء يتخذون مواقف مغايرة تماما عما تعودناه منهم اثناء الوظيفة او تقلد المنصب فهم اليوم اليوم الاكثر انتقادا , وتشريحا وتجريحا , متجاوزين الوصف بانزلاق الوطن وانحدار مستقبله ويقرون مسيرته نحو المجهول ,متشدقين بمعلومات نعتقد انها ما زالت وفق اسرار الدولة التي يجب ان لا تباح ! في الوقت الذي كانوا الحماة المدافعين الرافضين لكل هذه الافكار والاراء. , هذا التناقض يولد حالة لاغتراب والتساؤل في مجتمعنا وخاصة عند ابنائنا وشبابنا , فالنماذج المتناقضة تخلق ارباكا في تشكيل الرأي العام والمجال العام و عدم الايمان بالشخوص والقيادات والفكر المحلي الذي اصبح يتلون وفقا للمصلحة والحاجة وبالتالي قيام الشباب بالبحث وسط هذه الغربة عن الحقيقة والصواب. فكيف بهؤلاء الذي استباحوا المعلومة ومضامين الدوائر والمؤسسات وجعلوها مجر تغريدات على وسائل التواصل او احاديث المجالس والصالونات . الاجدر بمن ينتحل شخصية المصلح أن يبقى مصلحا اثناء وظيفته التي كانت تمكنه من ان يغير ويصلح وينهض بالوطن لا ان يفعل الضد مجرد احالته على التقاعد .

لا اعرف ان كان مفهوم الانتماء لدى بعض هذه الشخصيات اثناء الوظيفة انتماء حقيقي قائم على الولاء للوطن ومسؤولياته وثوابته , أم انتماء مربوط فقط بالسلطة لينكمش ويتقلص مع غيابها السلطة . وهل يقارن مثل هؤلاء بالذين اعتبروا الانتماء مسؤولية حقيقية مغروسة بالانسان بغض النظر عن حجم المنفعة التي كانت ,فالمسؤولية في نهاية المطافة تعبير عن الاهلية سواء كانت قانونية او اجتماعية او دينية , فليس من المعقول أن يتحدث كبار رجال الدول أو الذين كانوا من كبار رجال الدولة عن الاوضاع الوطنية ويتهمون الوطن بالانحدار جراء عوامل وسلوكيات عزوها بالفاشلة ونسوا انفسهم عندما بلغوا من المسؤولية حدها الاكبر ولم يتعاملوا معها بمثل ما يتحدثون به .

عندما كنا في وفود المفاوضات كنا نتحدث بقاعدة الانتماء , وكنا ننطلق بالولاء للوطن وثوابته , ومنطلقاته وسلوكيات قيادته الوطنية , فلم يكن لنا خطوط ساخنة مع الخارجية او سفاراتنا في الخارج ولم يكن معنا غير سلاح الحق والمنطق والانتماء ,فاذا تصرف هؤلاء المنقدين الان لشعورهم بانهم خرجوا من السلطة , فماذا يقول الذين ظلموا وما زالوا يظلمون وهم في أوج عملهم وفي اعماق مؤسساتهم ؟

الوطن يحتاج الى الانتماء الحقيقي الثابت والايمان بحاضره ومستقبله , وليس التمثيل عليه: أنتمي اليوم ما دمت بالمصلحة وارفضه غدا مع زوال المنفعة , سنتنا جميعا ان نكبر بالعمر ونفتح المجال لغيرنا لكنه ليس المبرر للانقضاض على وطن قد يكون فيه مسؤول سيء لا يريد الشرفاء، او صاحب قرار فاشل لا يعرف معادن الرجال ,أو مسؤول كبير ذو شللية او طائفية أو اقليمية انتفت عنه صفة الوطنية والانتماء , فترفقوا ايها القوم بهذا الوطن ورحموه فهو كالوالدين يحتاج الى الاحترام والخشوع والرحمة والعناية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :