facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاشاعة وتضليل الراي العام


د. هايل ودعان الدعجة
08-08-2009 08:48 PM

شكلت الاشاعة اكثر المحاور التي انطوت عليها كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني التي القاها خلال اجتماع عقد في القيادة العامة للقوات المسلحة مؤخرا ، عندما اكد جلالته على ضرورة تصدي جميع مؤسسات الدولة للاشاعات التي يطلقها اصحاب اجندات خاصة ومشبوهة بهدف الاساءة الى الاردن واستقراره .

في اشارة الى خطورة هذه الافة الهدامة ودورها في تفتيت النسيج الوطني وبذر بذور الفرقة والانقسام واستهداف الوحدة الوطنية ، وذلك انطلاقا من كون الاشاعة من اخطر الحروب المعنوية والنفسية التي تنتشر في ظل اجواء مشحونة بعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية متعددة تشكل البيئة المناسبة لسريانها ، وتحقيق اهداف مطلقيها ومروجيها في تضليل الراي العام واثارة الفتنة والتوتر والخوف والقلق بين الناس وتفتيت الصف الواحد وبعثرته ، وزعزعة التماسك الداخلي ، كونها تستهدف العقل والتفكير والوجدان لتحطم الروح المعنوية . فهي وسيلة البلبلة الفكرية والنفسية ومفتاح تغيير الاتجاهات والتصرفات والتحوير الفكري وغسل الدماغ ، والاداة التي تستخدم للسيطرة على الاتجاهات الشعبية ، وزعزعة الوحدة الفكرية والانتماء والتماسك الاجتماعي .. في تأكيد واضح على ان خطورة الاشاعة تكمن في انها تؤسس لحالات من الاضطراب وعدم الاستقرار من خلال شحن الوضع الداخلي وهدم النسيج الوطني في المجتمع ، وجعله يعاني من فوضى عارمة وهي تترك ضحاياها بين مصدق ومكذب ومتردد في ظل تناقض الاخبار .. فهذا ينفي وذاك يؤكد واخر يشكك . لذلك تصنف الاشاعة بانها من اخطر الامراض الاجتماعية والاسلحة الفتاكة والمدمرة للاشخاص والمجتمعات في ظل تهديدها لبنية اي مجتمع وتماسكه وزيادة حدة القلق والتوتر بين مواطنيه ، مستغلة التقدم الذي طرأ في حقل العلوم الانسانية وفي عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصال ووسائل الاعلام ، اذ تستخدم كواحدة من اهم تقنيات الحرب النفسية .

ما دعا الرئيس الفرنسي الاسبق شارل ديغول الى القول : " لكي تنتصر دولة ما في الحرب عليها ان تشن الحرب النفسية قبل ان تتحرك قواتها الى ميادين القتال ، وتظل هذه الحرب تساند هذه القوات حتى تنتهي من مهمتها " . ويقول تشرتشل رئيس بريطانيا الاسبق : كثيرا ما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ.

ان الاشاعة امر يذاع بين الناس ولا يكون له اصل في اغلب الاحيان ، ويهدف الى اثارة البلبلة والفتن والقلاقل والتأثير في معنويات الناس لتحقيق غايات معينة ، انطلاقا من اختلاق او فبركة الاخبار او الاحداث او المواقف غير الحقيقية المتعلقة باشخاص او مجتمعات او مؤسسات تحظى باهتمام الراي العام ، وتقديمها للناس على انها حقائق واقعة بدون تقديم دلائل او براهين تثبت صحتها او تؤكد صدقيتها . وعليه فانها تمثل افة اجتماعية خطيرة ونقل كلام وتداوله دون الرجوع لمصدر موثوق مما يزيد الغموض تجاه المعلومة ، خاصة في ظل عدم قدرة الذاكرة على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة طويلة ، ما يسهم في تحوير الحقائق .

وبالتالي فان انتقال الاشاعة من شخص الى اخر يعرضها الى التحور والتبديل كل بما يتفق مع ميوله ورغباته .. فهي كل خبر مقدم للتصديق يتم تناقله من شخص لاخر دون ان يكون له معايير اكيدة للتصديق. وهي ايضا بث خبر من مصدر ما في ظروف معينة ولهدف يريده هذا المصدر دون علم الاخرين ، بغية التأثير في المتلقي ليقوم باستجابات وتصرفات معينة.

اضافة الى انها تمثل عملية ترويج لخبر مختلق لا اساس له من الصحة ، بقصد التأثير في الراي العام . حيث عرفها ألبرت وبوستمان ، بانها كل قضية او عبارة او موضوع مقدم للتصديق يتم تناقله من شخص لاخر عادة بالكلمة المنطوقة.

ان اكثر الاجواء التي تنتشر بها الاشاعة ، تلك التي تنطوي على احداث مهمة ومؤثرة في الراي العام وتمس مصالحه ، كونها تسهم في توفير اركان او شروط انتشارها المتمثلة في الاهمية والغموض . اذ يقتضي ظهورها اهتماما من قبل الجمهور بحيث تحمل شيئا من الاهمية ، وتتناول موضوعا هاما بالنسبة له من كونها تمثل تعبيرا عن تصورات الناس واهتماماتهم .

اضافة الى ان الغموض في الحقيقة الذي يأتي من انعدام الخبر او اقتضابه او تضاربه اوعدم صياغته بشكل واضح او عدم المقدرة على فهمه او عدم الثقة به يشكل بيئة مناسبة لانتشارها . حيث يجد مروجو الاشاعات ارضا خصبة لهم في المجتمعات التي تغيب عنها الحقائق والمعلومات الصحيحة . فانتشار الاشاعات يتوقف على عدم معرفة الحقيقة ورغبة المتلقي في المعرفة ووجود دافع او مصلحة او فائدة لمطلقيها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :