facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




موسم الحج العربي إلى واشنطن .. فمتى يبزغ الهلال?


رنا الصباغ
09-08-2009 12:41 PM

لم تحقق النوايا الامريكية اي شيء معلق حتى اليوم, والخشية ان يتمخض الجبل فيلد فأراً.

عاد وزير الخارجية ناصر جودة الخميس من رحلة عمل لواشنطن التى تستعد لإطلاق تصوراتها المتصلة بتحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط أساسه إقامة دولة فلسطينية مستقلة, تتويجا لسلسلة جولات مكوكية نفذها مندوبو السلام والأمن القومي ووزير الدفاع الأمريكي في عواصم المنطقة. أعقب ذلك, زيارات إلى واشنطن قام بها مسؤولون ووزراء عرب, في مقدمتهم الأمير سعود الفيصل رئيس الدبلوماسية السعودية المتمترسة وراء ربط التطبيع بالانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية في الضفة الغربية وقطاع غزة, سورية ولبنان.

جودة جدّد تأكيد مواقف الأردن التي عرضها الملك عبدالله الثاني خلال لقائه مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض ربيع هذا العام.

التقى الوزير الأردني نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون التي كانت استقبلت قبله بأيام الأمير سعود الفيصل, وشاركت في لقاء آخر بين الرئيس وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وخلال أيام يحط الرئيس المصري حسني مبارك رحاله في واشنطن للغرض ذاته.

ما يرشح من معطيات لا يبشر باكتمال حزمة شاملة لحل النزاعات التي أدمت القرن العشرين. لغاية اليوم تفتقر جعبة الإدارة الامريكية لخبر سار عنوانه قبول اسرائيل وقف الاستيطان كشرط لعودة التفاوض بين الدولة العبرية والفلسطينيين. فرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يصر حتى الساعة على وضع الطين في أذن والعجين في الأذن الأخرى.

الدول العربية تنتظر على أحر من الجمر المجهول القادم من واشنطن في منطقة تقف على مفترق طرق وتتعرض لضغوط أمريكية وأوروبية ومماحكات إسرائيلية للسير بخطوات "تطبيع" جريئة وتدريجية باتجاه تل أبيب, التي ترفض حتى الان التعاطي مع أكبر هدية عربية: مبادرة عام 2002 لإنهاء احتلال الاراضي العربية مقابل التطبيع والاعتراف الكامل بحق اسرائيل في الوجود.

الخطة الأمريكية تأخرت كثيرا. وبدأت كفّة المشككين في الخندق العربي ترجح فوق كفة مؤيدي خيار التفاوض, التي كان قد اعاد شحنها موقف رئيس أمريكي جديد وعد باحداث تغيير في علاقات بلاده المأزومة مع العالمين الإسلامي والعربي, عقب وصولها إلى الحضيض في عهد الجمهوريين. كما أظهر انخراطا مكثفا وجديا تجاه قضية السلام الشامل الغائب منذ الساعة الاولى لدخوله البيت الابيض.

في موازاة ذلك, وعد أوباما العرب بالمساعدة قولا وفعلا لضمان نجاحه.

كان يفترض اطلاق استراتيجية أوباما مطلع الشهر الماضي بعد أن أنهى واركان ادارته مشاورات مع زعماء المنطقة, بينما جال المبعوث الرئاسي الأمريكي للسلام في المنطقة جورج ميتشل وأعوانه في تل ابيب وعواصم عربية أخرى لتحصيل أركان ثلاثة قبل إطلاق المفاوضات وهي: تجميد الاستيطان "غير المشروع" (بحسب اللغة الأمريكية مع أن الاستيطان برمته غير مشروع من منظور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي), التزامات أمنية من جانب الفلسطينيين, وخطوات عربية لتشجيع إسرائيل المتخندقة على الزحف صوبهم.

فجأة دخل طهاة جدد على الخط.

إذ جال في المنطقة وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس, ومسؤول الأمن القومي جيمز جونز, وعين اوباما دينيس روس/ مبعوثه الشخصي في الملف الإيراني, والمعروف بانحيازه الاعمى لاسرائيل وباتقانه فن ادارة المسار التفاوضي بلا نتائج, مستشارا لشؤون الشرق الأوسط في البيت الابيض.

في المحصلة لم تحقق النوايا الأمريكية الجديدة أي شيء معلن حتى اليوم. والخشية الآن من أن يتمخض الجبل فيلد فأرا, بحسب دبلوماسيين عرب وغربيين.

منذ البدء اندلعت معركة كسر عظم بين أوباما وإدارته والدولة العبرية عبر أعوانها في الكونغرس وأدواتها الاعلامية المسيطرة. ومن غير الواضح بعد "من سيبطح من" في زمن يحتاج فيه اوباما الى دعم الجميع لإقرار خططه لإصلاح القطاع الصحي وأخراج شعبه واقتصاد بلاده من أزمة مالية واقتصادية مستفحلة منذ سنة.

التسريبات الرسمية العربية والغربية اليوم تتحدث عن تأجيل اعلان أوباما الى الشهر المقبل - قبيل, خلال او بعيد الاجتماع السنوي الاممي في نيويورك.

ومن غير الواضح بعد لزوار واشنطن من العرب هذا الاسبوع اذا كان أوباما سيقدم خطة سلام مفصلة حيال قضايا الحل النهائي على غرار خارطة الطريق مثلا? ام أنه سيتقدم بخطة دبلوماسية تعكس رؤية الادارة الامريكية والخطوط العريضة لحل الدولتين, وتهيئة الأجواء عبر خطوات تشجيعية يقدمها الطرفان لدفعهما إلى طاولة التفاوض; أي خلق مناخ إقليمي مناسب لتشجيع الفريقين. واشنطن تدرس سلسلة خطوات بينها مؤتمر دولي في مرحلة لاحقة, أو مسارات ثنائية متوازية. لكنها لم تقرر بعد التوجه الانسب الذي ستسير به العملية وحدود دورها.

فالادارة الامريكية, بحسب مسؤول عربي "تبقي أوراقها قريبة من صدرها ولا تطلع شركاءها على التفاصيل". وتبقى حظوظ فشل او نجاح حل الدولتين متساوية.

لغاية اليوم ترفض إسرائيل الرضوخ لطلب وقف الاستيطان الكامل. وهي تضغط على العرب لتسليم كرت التطبيع, آخر سلاح فتاك بين أيديهم. ويبدو أنها نجحت في تجيير مشكلتها مع أمريكا إلى مشكلة بين الأخيرة والعرب.

واليوم تسعى لتقصير فترة وقف النشاط الاستيطاني التي أقترحها ميتشل من عام الى ستة أشهر, وتطالب باستكمال بناء 2500 وحدة سكنية جديدة وبالتوصل الى تفاهمات جديدة حول طرق البناء في المستوطنات الكبرى التي قد تدخل ضمن نطاق الاراضي التي سيتم مبادلتها مستقبلا.

واشنطن تواصل الضغط على دول عربية للسير بخطوات جزئية صوب التطبيع مثل فتح الأجواء العربية امام طيرانها التجاري واعادة فتح المكاتب التجارية في قطر والمغرب وعقد لقاءات واطلاق مبادرات اعلامية تخاطب الرأي العام الاسرائيلي قبل أن تبدأ المفاوضات.

في المحصلة, لم يعد واضحا اذا ما كان ميتشل سينجح في طي ملف الاستيطان خلال اجتماعه مع الاسرائيليين في لندن نهاية الشهر الحالي قبل أن يرفع توصياته لأوباما.

لكن يبقى هناك تفاؤل أوبامي حذر بإنهاء الترتيبات المتعلقة بالاركان الثلاثة, والشروع في مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

غالبية الدول العربية بدأت تضيق ذرعا بفرص تحقيق السلام على يدي أوباما.

ظهرها ما فتئ ينكشف يوما بعد يوم, فيما يفقد الخطاب الرسمي الداعم لخيار السلام مصداقيته لصالح خيار المقاومة. لكن الزعماء العرب لا يريدون إحباط جهد أوباما ويريدون حشر اسرائيل في الزاوية.

وتظهر الزيارات العربية المتتالية لواشنطن خيبة أمل العرب ونزوعهم للاحتجاج.

الامير الفيصل "فقأ الدمل" في وجه كلينتون قبل أسبوع حين شدد على كلمة (لا) للتطبيع قبل السلام الشامل في مواجهة حكومة اسرائيلية نجحت في التركيز على التطبيع وكأنه لب المشكلة بينما يقف الاحتلال والاستيطان وقضم الاراضي والاجراءات الاحادية لتهويد القدس عقدا على طريق الحل.

فالرياض, بحسب دبلوماسيين, ترفض ان تكون عنصرا مساعدا لتجميل صورة مسرحية السلام المستمر. وتصر على ان التطبيع سيكون الجائزة الكبرى التي تحصدها إسرائيل في حال انصاعت لخيار السلام طبقا لأسس المبادرة العربية ومبادئ الشرعية الدولية, وقامت دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود ,1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة لتلك الدولة, كما تم التوصل إلى حل عادل لملف اللاجئين.

بعد السعودية جاء التأكيد الكويتي على الالتزام بتنفيذ مبادرة السلام العربية. تلتها مواقف جودة متحدثا بجانب كلينتون أمام الصحافيين, إذ حذّر من مغبة استمرار دوران جهد السلام في حلقة مفرغة عبر طرح صيغ "مجربّة" و"مختبرة" ثبت فشلها منذ إطلاق مؤتمر مدريد عام 1991 في منطقة منكوبة منذ قيام إسرائيل قبل واحد وستين عاما.

قال جودة ان "مهمتنا يا معالي الوزيرة يجب ألا تكون التقدم الى الامام وصولا الى ما كنا عنده... بل هدفنا يجب ان يكون هذه المرة, المضي قدما وصولا الى حيث كان يجب ان نصل في نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي, كما تصورت ذلك عملية مدريد وما بعدها".

"المطلوب مفاوضات سلام جادة محددة بعلامات على الطريق ينبغي التوصل اليها ضمن جدول زمني محدد. يجب ان تنطلق بسرعة وعلى جميع المسارات من النقطة التي توقفت عندها وحيث تكون جميع الاطراف راغبة ومتحمسة لاتخاذ خطوات تجاه بعضها بعضا للتعجيل بتحقيق التقدم المنشود", أضاف رئيس الدبلوماسية الأردنية.

الأمل في استمرار تكامل الخطاب العربي وبقوة الدفع ذاتها في الايام المقبلة.

فالمطلوب نهج شامل يضع الخطوات الاساسية للحل منذ البداية, ويطلق فورا مفاوضات حول قضايا الحل النهائي: الحدود القدس, المياه, اللاجئين والأمن من النقطة التي انتهت إليها; ويستعين بالجهود الامريكية السابقة بما فيها مؤشرات كلينتون, وأنابوليس, خارطة الطريق ومؤتمر مدريد.

العرب قدموا الكثير مقابل مواقف أمريكية مائعة. بانتظار ما ستعرضه حكومة نتنياهو في الايام المقبلة, لم يبق امام العرب وتحديدا ما يسمى ب¯ "دول الاعتدال العربي" الا التخندق والاصرار على رفض التطبيع الجزئي والتفاوض حول حق العودة والابقاء على التعويض?.0

rana.sabbagh@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :