facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في التعصب الأعمى .. أين هيبة الدولة ؟ بقلم النائب د. حابس الشبيب


14-10-2009 11:24 PM

يحار المرء ويحزن وهو يراقب صور التعصب المنتشرة على امتداد الوطن العربي..كالتعصب الديني والمذهبي والقومي والقبلي ..وكجزء من هذا الوطن العربي الكبير..فقد عانينا وبحرقة من ظهور أحدى هذه الصور الشوهاء في أردننا الغالي ..وذلك على شكل فورات مفاجئة من التعصب العشائري ,لا أدري من أي كهف خرجت؟

ونحن الذين ضر بنا كأردنيين وعلى مدى عقود خلت من عمر هذه الدولة الفتية ,أروع الامثلة في الوعي والتسامح واحترام الأخر واحترام القانون والتسامي فوق الصغائر وتقديم المصلحة الوطنية على كل المصالح الذاتية والأنية ..حتى صار الأردن واحة الأمن والأمان,وموئلاً للأحرار من شتى الأصول والمنابت ..نعم ,نحار ونحزن,ونحن نرى مثل هذه الصور المؤلمة تظهر من حين إلى حين في هذه المنطقة أو تلك من مناطقنا العزيزة ..خاصة في ظل هذا التقدم الكبير في العلم والمعرفة والثقافة .. وفي ظل وجود مساحات جيدة في مجالات الديمقراطية وحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر .وهنا نسأل :كيف لمتعلم أو مثقف أكرمه الله بالاسلام دين الرحمة والتسامح والوسطية أن يغيب العقل والتعقل والحكمة في لحظة غضب واحده ليغلب عليها منطق الجهل والجهالة والتسرع وعدم التمييز وفقدان الاتزان ليقع بالتالي تحت منطق التعصب الاعمى الذي يسري سريان النار بالهشيم ..ليتبين وبشكل مفاجى أنه حتى المستوى التعليمي والثقافي في بعض الاحيان _وخاصة لدى بعض الشباب_لا يقوم بدوره الطبيعي الرادع للنفس المتفلته وراء نزعة عصبية أو سلوك متطرف..لتجد نفسها في حالة من عمى البصر والبصيرة..فيستوي عندها الوعي بالجهالة والحكمة بالحمق ..في صورة من أبشع صور التخلف الغريب عن مجتمعنا الطيب وديننا الحنيف وحتى عن عاداتنا وتقاليدنا الخيرة .كحماية الجار والرفق بالاطفال والنساء وبكل من ليس له ناقة أو جمل فيما حدث من خطأ فردي يفترض ان يتحمل مسؤوليته الأخلاقيه والقانونيه من اقترف هدا الخطأ فقط ولا احد غيره..وهنا نتسائل وبمرارة :أو لسنا ندعي بأننا دولة المؤسسات ودولة القانون وأنه لا صوت يعلو فوق صوت القضاء العادل والنزيه ؟..أليست لدينا الأجهزة المختصة القادرة والمتقدرة على ضبط مثل هكذا انفلاتات أمنية حتى لو كانت مفاجئة ؟..فأين هي هيبة الدولة وهيبة القانون أمام ما جرى وما قد يجري في أية لحظة ؟..أن تقدم أي بلد وتحضره يقاس بمقدار احترام القوانين المرعية فيه وتطبيقها على الجميع ..وأن هيبة الدولة تقاس بمقدار مقدرتها على فرض هذا القانون لتأمين الأمن والحماية لجميع المواطنين..لذلك وكأحد أبناء هذا الوطن العزيز والذين يؤلمهم ويحز في نفوسهم ظهور مثل هذه الظواهر الغربية والمريبة ..أقول بأنه يجب أن تقوم الدولة ومن خلال مؤسساتها المختصة برصد هذه الظواهر وإجراء الدراسات والبحوث لمعرفة الأسباب والمسببات المؤدية لمثل هذا السلوك غير السوي لبعض الأفراد ووضع الخطط والبرامج وأساليب العلاج الناجعة لمحاصرة هذه الأمراض الاجتماعية الخطيرة..وإصدار التعليمات والقوانين الصارمة التي تكفل فرض القانون واحترام القضاء وجعله السبيل الوحيد لحل الخلافات وإحقاق الحق وتحصيل الحقوق وحماية الناس وممتلكاتهم من عبث العابثين وتاريخنا يشهد لقضائنا بالعدل والنزاهة والتميز..وحتى تكون للدولة هيبتها فلا مجال بعد ذلك لأن تسود شريعة الغاب أو أن يحاول البعض أخذ حقه المزعوم بيده تحت أعذار واهية ما هي إلا انعكاس لصورة الجاهلية الأولى والتي قال عنها سيد الخلق عيه السلام"دعوها فأنها منتنة ".

إذن فلتكن للدولة هيبتها ..وليكن الاردن مثلما كان دوماً النموذج المشرق الذي نباهي به القاصي والداني تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة جلالة القائد المفدى حفظه الله ورعاه.

خاص ب عمون .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :