facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخطوط الحمراء


أ.د. صلاح العبّادي
17-12-2025 12:15 AM

المبعوث الأميريكي إلى سوريا توم برّاك التقى أمس الأول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. جملة من الرسائل الحادة نقلها برّاك إلى نتنياهو أولها اغتيال أحد أبرز قيادات حركة حماس في قطاع غزّة رائد سعد والذي يُعدُّ انتهاكًا لوقف النار في قطاع غزّة. وهنا تجدر الإشارة إلى التحركات العسكريّة الإسرائيليّة في جنوب لبنان؛ إذ يواصل الجيش الإسرائيلي هناك تنفيذ اغتيالات ضد عناصر من حزب الله رغم سريان وقف إطلاق النار بهذا الشأن.

هنا تبرز تساؤلات، هل تحاول إسرائيل استنساخ النموذج اللبناني في غزّة؟ وما تأثير نهج عودة الاغتيالات الإسرائيليّة في القطاع؟ وهل تسعى إسرائيل لتكريس معادلة الاغتيالات أم أنّ إسرائيل تسعى لإنهاء الاتفاق؟!.

برّاك حدد لنتنياهو الخطوط الحمراء للنشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا؛ كون الإدارة الأمريكية ترى في الرئيس السوري أحمد الشرع حليفًا يحاولُ تدعيم استقرار الدولة.

برّاك قال بأنّه أجرى مع نتنياهو في القدس حوارًا بناءً في القدس، يهدفُ إلى تدعيم السّلام والاستقرار الإقليميّين.

البيت الأبيض وجّه رسالة خاصّة لنتنياهو شديدة اللهجة جاء فيها أنّ انتهاك وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل، وأنّها لم تخبر واشنطن لا بل لم تتشاور معها مسبقًا.

واشنطن كانت واضحة في تحميل إسرائيل مسؤولية خرق الاتفاق.

كما أنّ إدارة ترامب ترى بأنّ الهجمات الإسرائيلية العابرة للحدود تقوّض الجهود الأمريكية لتثبيت الاستقرار في سوريا، بل وتضعف فرص التوصل لاتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب.

البيت الأبيض عبّر عن قلقه جرّاء عنف المستوطنين في الضفّة الغربيّة، باعتبار أنّ السياسات الإسرائيليّة تضرُ بمساعي التوسع بالاتفاقات الإبراهيميّة.

واشنطن ترى بأنّها لن تمضي بجهود خفض التصعيد إذا لم يبدِ نتنياهو استعدادًا لتغيير سلوكه.

برّاك طرح جملة من الخطوط الحمراء المتعلقة بالنشاط العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي السوريّة.

ما هي هذهِ الخطوط؟ وهل يقبل بها نتنياهو؟ وهل تنجح مساعي واشنطن بالدفع نحو الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل وسط التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي السوريّة؟.

الواضح بأنّ الجانب الأميريكي يدفع منذ أشهر نحو اتفاق أمني بين الجانب السوري والإسرائيلي، فما المتوقع كخطوط حمراء خلال اللقاء الذي جمعه مع نتنياهو؟

مطالب الجانب السوري واضحة وهي تتمثل في عودة إسرائيل إلى خطوط الثامن من كانون الثاني / ديسمبر ٢٠٢٤، في وقت تتحدث إسرائيل على لسان عدد من مسؤوليها عن منطقة عازلة بين الحدودين، بينما يتحدث الجانب السوري عن إنسحاب إسرائيل إلى خطوط الثامن من ديسمبر، فهل هذا الطرح ما زال ممكنًا؟!.

إسرائيل غيّرت من استراتيجيتها العدوانيّة التوسعيّة مُنذ أحداث السابع من اكتوبر ٢٠٢٣؛ فقد أنهكت حزب الله واستهدفت قياداته في جنوب لبنان واحتلت عدد من بلدات الجنوب، وكذلك دمّرت قطاع غزّة بأكمله، ودمّرت قدرات الجيش السوري، واحتلت أكثر من ثلاثمئة كيلو مترًا من المنطقة العازلة في سوريا إضافة إلى مرتفعات جبل الشيخ؛ فهي تريد فرض ثلاث مناطق عازلة في دول الطوق، إن كان على صعيد المنطقة العازلة الأولى في غزّة وهي تعمل عليها، إضافة إلى المنطقة الثانية في جنوب لبنان وحتى شمال نهر الليطاني فهي تريدها منطقة عازلة، والثالثة التي تطالب بها لتكون منطقة عازلة عميقة على الحدود السوريّة. فلا خطوط حمراء أمام نتنياهو الذي لا يُقيم وزنًا للحدود، فإسرائيل تجاوزت بعدوانها دول الطوق وصولًا إلى إيران والحوثيين في اليمن.

الولايات المتحدة الأمريكية ما يهمها اليوم هو التوصل لاتفاق أمني ما بين سوريا وإسرائيل، وكذلك نزع سلاح حزب الله اللبناني بما يضمن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

فهل واشنطن قادرة على إلزام تل أبيب على تنفيذ شروط سوريا المتمثلة في عودة إسرائيل إلى ما قبل الثامن من كانون الأول، وإعادة الأراضي التي احتلتها، والتعهد بعدم الاعتداء على سوريا مجددًا، وكذلك العودة إلى اتفاق العام ألفٍ وتسعمئة وأربعٍ وسبعين؟.

إسرائيل تتجاهل بأنّ اعتداءاتها المتكررة على سوريا من شأنها اشغال القوات العسكريّة السوريّة في الاعتداءات الخارجيّة، وبالتالي الأمر الذي يخشى منه إيجاد بيئة حاضنة لنمو التنظيمات الارهابيّة مجددًا وفي قائمة ذلك تنظيم داعش الأرهابي؛ لاستمرار نشاطه على الأراضي السوريّة، في وقت تتذرع تل أبيب بالمنطقة العازلة لضمان أمنها لتناقض بذلك نفسها!.

ومما لا شكَ فيه بأنّ الملف اللبناني كان حاضرًا في نقاشات برّاك ونتنياهو، فالحديث مستمر عن سلاح حزب الله والمهلة التي يتم الحديث عنها لتسليم السّلاح، والتي تنقضي مع نهاية الشهر الحالي.

إسرائيل تعيد التأكيد بأنّها لن تسمح بالتهديد لها من أي جهة، والحزب يتمسّك بسلاحه وموقفه، وببساطة الأمر بدأ يضيق سواء على مستوى الخيارات أو حتى التوقيت.

اليوم المخاوف الإسرائيليّة وجدت ما يبررها مع تأكيد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدوليّة علي أكبر ولايتي أن إيران ستواصل بشكل حازم دعم حزب الله، بوصفه أحد أعمدة المقاومة في مواجهة إسرائيل، جاء ذلك خلال لقاء مع عبد الله صفي الدين ممثل حزب الله لدى طهران، الذي أكّد بدوره أنّ الحزب اليوم بات أقوى من أي وقتٍ مضى، وأنّ الحزب لن يضع سلاحه تحت أي ظرف، وقال بأنّ الحزب سيرد متى ما قرر وبقوة أيضًا.

مع حديث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير عن مناطق أمنيّة عازلة في لبنان وسوريا وغزّة، وزيارة برّاك ونقلهِ لمطالب واشنطن، هل سيقبلُ نتنياهو بهذهِ المطالب؟.

وما الذي طلبه بالمقابل ؟ وماذا عن الملف اللبناني خاصّة مع اقتراب نهاية العام الجاري؟.

بعد زيارة برّاك لتل أبيب يكمن السؤال حول المواقف التي يمكن أن تتبدّل إسرائيليًّا؟!.

وهل لدى الجانب الإسرائيلي نوايا صافية وزامير يقول بأنّ ما تريده إسرائيل هو المناطق الأمنيّة في لبنان وسوريا وغزّة ولا تراجع عن هذهِ المناطق الأمنيّة، في وقت ينتظر فيه اتمام اتفاق مع لبنان وإنسحاب إسرائيلي من النقاط الخمس التي دخلتها، واتمام اتفاق أمني مع سوريا والعودة إلى خطوط ما قبل الثامن من كانون الأول/ديسمبر بحسب المطلب السوري. فهل تدعم هذهِ المطالب السوريّة أي جهودٍ يقوم بها الرئيس الأميريكي دونالد ترامب للسلام في المنطقة؟.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :