facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




12 عاما على رحيل ادوارد عويس


يارا عويس
27-07-2019 07:15 PM

أيدفن الحب في التراب...؟!

يا إلهي كم كان ذلك الجبروت الذي يحملني لأعانق نعشه، قبل تغطيته الأخيرة، قلت لأمي: انتظروا ،أريد ان أعطيه شَعري،خَصلت خصلةً مسرعه ووضعتها على صدره

حملوه، نعم حملوه، وبدون أي تفكير كنت أردد:

(شَعري معك شِعرك معي .. عهد الورق قبل الحكي

عهد الصليب الي ارتمى بصدر الحبيب ...)

لا اتذكر منها إلا هذا فقد كانت عهداً في لحظة لا أفهم فيها شيئاً ، أو أنني لا أريد أن أفهم لأعوامٍ طويلة من 2007 حتى العام 2014 وانا اتساءل :

أيدفن الحب في التراب... ؟!

أيدفن الحب في التراب... ؟!

كنت أناديه وأقول ( استأذنكَ بأن احزن !! )

فقد كان الحزن ممنوع ممنوع منه كتعليمات صارمه.

كان من الحتمي عليّ أن ادخل بوابة الوعي وأن أتعلم تطوير الذات لكي استمر بالحياة

فقد شوَّهني ألم الفقد أكثر مما يجب، ولابدّ من وسيلة رحيمة بهذا القلب الذي فُطم.

ربطتني بأبي علاقة روحانية عالية المستوى، وآثار التعلق كانت برمتها من صنعتني،

كان يردد دائما أن يارا من سيتمم رسالتي، ولكنني قصرّت وقصرت جداً لأسباب تتعلق بغربتي والوعي الذي كان يشدني لذاتي لكياني المنهزم.

عقدت العزم على أن أخلع عباءة الموت وفعلاً استطعت في 2014 وكان ميلاداً جديداً لي.

تأخذني الذكريات اليوم الى أول مرةٍ رأيت في عينيه الدموع في نيسان 2007 ، كانت دموعه بسببي عندما استقبلته عائداً من لندن من رحلة العلاج واحضرت له عروساً اسمها سوار ابنتي تحمل بين يديها كتاب ( سوار الاغنيات )، الذي عملت على جمعه واعداده وإصداره بعد أن سرقت أوراقه من البيت اثناء سفره، كان أبي سيجعل هذه المجموعه باسم ( أغنيات إلى يارا) لكنني استبدلت العنوان ليكون باسم ابنتي سوار لرؤيتي الجادة بأن المسيرة مستمره. نَزلت دموعه وانا أقرأ له مقدمة الكتاب، وهو يسألني كيف تعرفين هذا عني...؟!

حتى أمي لاحقاً لرحيله كانت تقول لي كيف تعرفين كل هذا عنه، وهو لم يبح بهذه التفاصيل إلا لي...؟!

اليوم استطيع أن أرد عليها لأنني عرفت أن بصيرة الحب تَرى ما لا يُرى...

قلعة الضاد الشاعر ادوارد عويس لم يكن شخصاً عادياً .. كم كان سيختصر عليّ الدرب لو أنه هنا الآن،هو ما تتعذر
كلماتي عن وصفه فلا تفيه أي مفردةٍ جماله العذب واسطوريته الفذّه.

وعودةً إلى الوعي إذ لم يكن إلا مُسكنناً إلا إبرة البنج الثقيلة في بدني ليعلن عليّ خيبة النسيان بالهروب، تركت كل أوراقه، لم أعد أقرأ شيئاً ولا أريد أن أقرأ شيئاً له، حتى الموقع الالكتروني قلعة الضاد كنت قد أنشأته وأصبحت من يهرب منه فقد تشبّعت حزناً، وكان الإدراك مخادعاً إلى جانبي حتى قبل ما يقارب الاسابيع الاخيرة من تموز 2019 فهمت أخيراً أنني كنت في غفلةٍ وأنه رحل، وكانت نقلة فعلية لي في تموز الحالي.

أدركت اليوم أن الحب حين يدفن في التراب فإنه ينبت ويزهر ويملأ الأرض حُسناً..

أدركت اليوم رسالة قلبه لي بأن أملأ الدنيا حباً بما حملته منه، ذاك الذي ترونه عيباً وعاراً الحب هو سر أسرار الحياة.

إلى روحك أيها الحبيب ادوارد عويس أرفع صلاتي اليوم، وبحق قلبك أقدّم كامل اعتذاري وأعي أن الحب ذاكرة الغفران وأنك تسامحني، فكثيراً من أشعارك وكتاباتك بقيت في مهدها ولم تنشر ولم ترى النور.. أدرك أني قصرّت كثيراً وانني عائدة لأوراقك اليوم لأفي بذلك العهد...






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :