facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التحرر ليس الإباحية .. والحجاب يزيد المرأة فتنةً وجمالاً


يارا عويس
06-09-2019 01:17 PM

التحرر ليس في خلع الحجاب ولا في الإباحية ولا في نوع وشكل الملابس ولا في اعتناق أكثر من عشيق وأكثر من عشيقة، التحرر تم فهمه خطأ من قِبل بعض ممن يتعاطون الفكرة فخلعوا عنهم زيف رداء الوقار واتخذوا من التحرر والوعي والعلمنة فرصة للعري القيمي والأخلاقي.

وإذا كان هنالك ثمة موروث عربي جميل نحافظ عليه وقيمة رائعة ورثناها وترعرعت في اعماقنا فهي قيمة الأخلاق النابعة من موروث أصيل جعلَ للفرد منا قيمة يتباهى بها أمام ذاته أولاً.

ما جعلني ألتفت للأمر هو المفهوم الخاطيء لدى من بعض ممن يدعون الوعي ويسوقون التحرر على غيرهم بشكلٍ من أشكال الانفتاح الاباحية، فيداهمون مجتمعاتنا بشيء مفجع ما اعتادت عليه قدراتنا الذهنية ولا اعتادت على تصوره.... رغم أن الأغلبية لم تحافظ على صورة الموروث بتمام شكله إلا أنّ هذه القيمة الشرقية لا تزال موجودة لدى كل منا.

يقول الكاتب العالمي ديباك شوبرا في كتابه الذي غَافل به الشرق وحمل عنوان "محمد رسول الإسلام" أن جمال الخُلقُ العربي، بدى لديه ظاهراً عند اطلاعه على تلك الحقبة الزمنية، ويصف شوبرا جمال المرأة المنقبة ومدى رونقها حينما يزال عنها الحجاب أمام عريسها ليلة العرس وكيف أنّ هذه المفاجأة تحمل فيها عنصر التشويق والتداري الرائع.

برأيي الشخصي أن كل مكشوف باختصار يفقد قيمته فبعض الغموض هو لوحة جمالية لو أدركتها المرأة لتدارت وأخفت شيئاً من معالم أنوثتها عن الظهور العلني.. لربما لرأيي هذا أقاد الى جملة من الإنتقادات بحكم أنني أظهر بشعر مكشوف... وحقيقة تأتيني رسائل متعددة ممن هم لا يعرفونني لهدايتي للحجاب... والذين انتهز فرصة هذا المقال للرد عليهم بأنني مع هذا التقليد الرائع الذي تميز فيه الشرق ولكن بحدود التغطية المعقولة، فلربما أواجه ايضاً بالانتقاد كيف لمسيحية أن تكتب في هذا الشأن، إلا أنني تعرضت من خلال عملي إلى مجموعة من الفتيات ممن فهمن التحرر بأنه الاباحية ، وممن فهمن الوعي بأنه فك القيود الخلقية المعتادة... وحقيقة لا رابط بين هذه القيم وبين شكل ولباس المرأة فقد تكون المرأة بلا قيم ومعتادة على أن ترتدي الحجاب، وقد تكون تتحلى بكل القيم وعارية الرأس، فالأمر نسبي ليس مقياس له ارتداء الحجاب أو عدمه، وعلى وجه الخصوص بالنسبة لي تحديداً فأنا أرتدي ما يتلاءم مع عادات مدينتي التي نشأت فيها، والتي تبقى بها الصبايا عاريات الرأس إلى سن متقدمة يرتدين بعدها لفة رأس صغيرة مربوطة للخلف، وهذا من تراث المنطقة الذي نعتز به.

وعودة إلى التحرر الذي اختلط مع الاباحية في بعض توجهاته، فوَجد الواعي حق له في اغواء الفتيات لفظياً وسلوكياً، ووجدت الواعية التي استغلت مظهرها وصورها لمارقي الطريق بانكشاف وسطحية مبهمة تقود الماره إلى احتساب أن مسيرة الوعي هي تلك المسيرة التي تعجُّ بالاباحية، وان التحرر هو فك قيود معتادة في سلوكنا وعاداتنا والخروج عن المألوف، مما قادنا الى نظرة يشوبها الاعتقاد بأن الوعي والتحرر مسيرة من بدلوا خلقهم بالعشق الإباحي ومن بدلوا عاداتهم بسلوك الغرب... وهذا يبعد كل البعد عما نحن عليه من رسالة هامة للبشرية وما نحمله من فكر مغاير ينهض بحالنا الى أفضل حال.

التحرر المقيّد بقيمنا السامية هو ما نصبو إليه... واحترام القيمة التي نشأنا عليها ليس بعار على الوعي ولا على التحرر ، وما نرمي إليه من خلال مفردتي الوعي والتحرر هو فك أصنام العقل والجهل، والنهوض بالعقل البشري الجبار الى أفضل حال.

ووجهة نظري أن لا نعبر عن قيمنا الأصيلة لنتمثل بالغرب دون وعي شرقي يحفظ لنا قيمة موروثنا ولا نتمسك كل التمسك بالرجعية وزيادة الأمور تعقيداً، وأن نبقي للمرأة حقها الفردي في اختيار رداءها الذي يتلاءم مع بيئتنا وظروفنا الحياتية مقرنة بتقاليدنا التي يجب علينا الابقاء عليها مهما بلغنا من التحرر.

وأخيراً وليس آخراً التحرر ليس في خلع الحجاب، بل في خلع ما تحت الحجاب من عقل يقودنا إلى الهاوية، والتحرر ليس صوراً اباحية ننشرها على صفحات التواصل الاجتماعي دون وعي بأثرها على المتابعين وسياقة الجيل المقبل إلى الإنحلال.

التحرر والوعي رسالتي واياكم لنشر فكر السلام والمحبة والنقاء بين الناس، وهو قائم على فك الإعتقادات العقلية الزائفة والإبقاء على الإعتقدات الرائعة التي أصبحت جزءً من هويتنا.

عزيزي الواعي المتحرر... تقع على عاتقك مسؤولية توضيح هذا لمن حولك.
عزيزتي الواعية المتحررة... داري شيئاً من جمالك لتبدين أروع وأجمل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :