facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدور التركي الجديد في المنطقة


د. هايل ودعان الدعجة
19-01-2010 06:02 AM

يبدو ان تركيا اخذت تتعمد تخفيض مستوى علاقاتها مع الجانب الاسرائيلي الى الحدود الدنيا ، اتساقا مع التوجه التركي الجديد بالعودة الى المحيط الاقليمي واعادة الاهتمام بالجوار الجغرافي تنفيذا لنظرية العمق الاستراتيجي التي اكدت على مبدأ المشاركة الفاعلة لتركيا في المناطق الواقعة ضمن مجالها الحيوي . خاصة ان مسألة انضمامها الى عضوية الاتحاد الاوروبي لم تعد من اولويات قيادتها السياسية ، التي ادركت عدم وجود رغبة او جدية من قبل معظم دول الاتحاد بهذه المسألة . وذلك بعد ان ظهرت اصوات اوروبية تطالب بطرح الشراكة المميزة مع تركيا بدلا من العضوية الكاملة ، ربما لانها لا تريد اغلاق الباب نهائيا بغية الاستفادة اكثر ما يمكن من العوائد التي يمكن ان توفرها علاقاتها الايجابية مع تركيا ، بما يمكنها من لعب دور فاعل ومؤثر في الساحة الدولية في ظل الوضع الجيوسياسي الذي تحتله تركيا والذي يجعل منها همزة وصل بين القارات والحضارات ، وبوابة الدخول الى منطقة الشرق الاوسط ما يجعلها قريبة من الاحداث التي تشهدها هذه المنطقة بشكل يضمن لها فرض حضورها وترك بصمتها اتساقا مع الدور الذي تطمح له . وبما ان تركيا تعي ابعاد المماطلة والمراوغة من مسألة انضمامها الى المنظومة الاوروبية ، فقد بدأت تفكر باستثمار الامور وتوظيفها بما يخدم مصالحها القومية الحيوية ويعزز من حضورها الاقليمي من خلال انتهاج سياسة خارجية جديدة قوامها الانفتاح على جيرانها ، الامر الذي من شأنه تأكيد دورها كلاعب مهم ومؤثر في منطقة الشرق الاوسط بصورة قد تعزز قناعات الاتحاد الاوروبي بانه لا يستطيع لعب دور في المنطقة الا من خلالها ، وبطريقة قد تقنعه باهمية انضمامها الى عضويته . دون ان نستبعد احتمال ان يكون هدف السياسة التركية الجديدة والتغير في لهجة الخطاب التركي ابتزاز دول الاتحاد على موقفها الغامض . واستغلال التغير الحاصل في موازين القوى في الشرق الاوسط في ظل التراجع او الارباك الذي اصاب السياسة الاميركية في اعقاب انزلاقها في مستنقعات العراق وافغانستان بشكل اثر سلبا في سياساتها ومصالحها . لا بل احدث فراغا جعل دولة اقليمية كتركيا تفكر بتعبئته . وهو ما اتضح في المواقف والسياسات التركية في المنطقة والتي اثارت حيرة الغرب ، وتمثل ذلك في العلاقات والاتصالات التركية مع ايران وسوريا والعراق وحتى الباكستان . ما يؤكد ان تركيا اختارت منطقة الشرق الاوسط وتحديدا المنطقة العربية للاعلان عن سياستها الجديدة وتعويض ( اخفاقها ) دخول عضوية المنظومة الاوروبية باقامة تحالفات ومحاور اقليمية بديلة خاصة مع ايران ، مستغلة تراجع او غياب الدور العربي في المنطقة التي باتت مستباحة من العديد من الاطراف الاقليمية ( والدولية ) كأيران واسرائيل ( وتركيا نفسها ). وهو ما يفسر ربما الموقف التركي الحازم من الحرب الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ، التي شهدت بدايات التوتر في العلاقات التركية الاسرائيلية .
ان الانصياع الاسرائيلي لتقديم الاعتذار الى تركيا عن الاهانة التي لحقت بسفيرها على خلفية عرض تركيا مسلسلا تلفزيونيا مناهضا للسياسات الاسرائيلية القمعية، يؤشر الى ان الجانب الاسرائيلي يعي التبعات والاكلاف الباهظة التي قد يدفعها اذا ما اختار الدفع بعلاقاته المتوترة اصلا مع الجانب التركي نحو المزيد من التأزيم والتصعيد . وذلك لادراكه لاهمية دور تركيا ونفوذها في المنطقة بوصفها لاعبا اقليميا كبيرا ومؤثرا يمكنه الدخول على خط الصراع العربي ــ الاسرائيلي والقيام بخلط الاوراق والتأثير في لعبة التوازنات باي وقت ، وبصورة قد تلحق اضرارا كبيرة بالمصالح الاسرائيلية الحيوية والاستراتيجية في المنطقة ، انطلاقا من العلاقات القوية التي تربط تركيا بالعديد من الاطراف الاقليمية خاصة تلك الاطراف التي تشكل تهديدا حقيقيا لاسرائيل مثل ايران وسوريا .
يبدو ان الرسالة التي تريد تركيا ايصالها الى الغرب مفادها ان التعاطي الغربي المستقبلي مع مصالحه في المنطقة يقتضي مراعاة وجود موازين قوى جديدة لها مصالحها ايضا . وان الدخول الى المنطقة يتطلب التنسيق مع هذه القوى الجديدة .





  • 1 تحليل منطقي وعلمي 19-01-2010 | 11:12 AM

    تحليل اكثر من رائع ينم عن متابعة علمية لما يجري في المنطقة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :