facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا حاضنة للفساد


المحامي محمد مروان التل
22-07-2020 11:43 AM

لقد أيقن العالم أجمع أن آفة الفساد على إختلاف مظاهرها تعد المعوق الأكبر لعملية التقدم و التنمية ، فالفساد لا ينحصر اثره السلبي بحقلٍ من حقول الحياة المتنوعة ، بل يمتد أثره إلى جميع حقولها ( الإقتصادية، الاجتماعية ، السياسية ) ، فعلى الصعيد الاقتصادي يهدد الفساد موارد الدولة و يُسيء استغلالها بما يقلل من الفائدة المرجوة من الاستغلال لصالح خدمات المواطن التي يتلقاها من الدولة ، و يؤدي الفساد الاقتصادي الى تدني كفاءة المشاريع العامة و إضعاف مستوى البنية التحتية ، و أضعاف المالية العامة للدولة ، أما على الصعيد السياسي فإن الفساد يُنتج حالة من فقدان ثقة المواطنين بالدولة مما قد يُنقِص هيبة الدولة الى حد فقدانها ، كما و يؤدي الفساد الى انهيار النسيج الاجتماعي و بث الكراهية بين فئات المجتمع نتيجة غياب العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص .

لا يخفى على المتابع للشأن المحلي سعي الدولة الاردنية الجاد في ترسيخ قواعد العدالة و المساواة و في تعزيز مبدأ التشاركية و النزاهة و سعيها الدؤوب لمكافحة الفساد بكافة اشكاله ،و قد ظهرت هذه المساعي الحميدة من خلال التعديلات الدستورية و التي نتج عنها إنشاء هيئة مستقلة للنزاهة و مكافحة الفساد تُعنى بمكافحة الفساد الإداري و المالي بأجهزة الدولة و من ثم تعزيز استقلالية هذه الهيئة و تحصين أعضائها بالشكل الذي يضمن لهم القيام بأعمالهم على اكمل وجه .

ان المتابع للمشهد الاصلاحي و مكافحة الفساد في الاردن ، يرى انه كلما أودع متهم بقضايا فساد الى المحاكم المختصة ، تظهر مجموعات تحت غطاء العشائرية و تبدأ بعمل اجتماعات و خطابات و هتافات بعضها بأسلوب تحريضي و تهجمي بهدف حماية المتهمين و لاثارة الرأي العام و التأثير على القضاء ، و و لقد أصبحت بعض هذه التحركات تشكل عقبة أمام مساعي الدولة في مكافحة الفساد و كذلك أمام التقدم في مسيرة الإصلاح الاقتصادي و السياسي و الذي يتمسك به غالبية المواطنين في الاردن .

إن الساعي لمحاربة الفساد عليه ان يقبل بنتائج الحرب عليه كاملة و إن مست المقربين منه ، فكيف للذين يطالبون بمكافحة الفساد ان يهددوا في نفس الوقت ما لم يُفرج عن المشتبه بهم المحسوبين على عشائرهم و مناطقهم ؟؟

إن الفساد لا ينتمي الى عشيرة او قرية فالفاسد لا يمثل الا نفسه و يجب علينا
محاسبته وفق احكام القانون ، و إن ظاهرة الاختباء خلف العشيرة و الاستقواء بها بوجه الدولة من اجل حماية المتهمين تسيء للعشيرة و التي كانت على الدوام المؤسسة الاجتماعية ذات الأهداف الجامعة و المانعة .

نتمنى على العديد من عشائرنا ان تكون في صف الوطن داعمةً لمسيرة التقدم الإصلاحي ، و انا لا تنجر وراء مصالح أشخاص يجعلون منها دروعا بشرية لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة ، و ان نحتكم جميعا لحكم قضائنا النزيه ، و ذلك حفاظًا على المصالح الوطنية و حماية للمال العام





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :