لا اظن ان احدا من رواد ديوانية المرحوم محمود سعيد ومن تبقى من رجال صحافة القرن الماضي لا يعرف من هو خليل مرعي فهو الاردني الذي هاجر نصفه الى المانيا وبقيت روحه تحوم في فضاء عمان ودبين وسوف وجبل النظيف والزهور والمخيمات..

في السنوات الاخيرة بدى وكأنه توقف عن الترحال واستقر في دارته الواقعة على طريق السلام بين بيت لحم وعمان فقد تجدد اهتمامه بالسياسة والانتخابات والقوائم والدوائر الوهمية ففكر مرارا في خوض غمار المنافسة مرتكزا على قاعدة تعمرية واسعة فيتقدم تارة نحو الفكرة ثم ما يلبث ان يبتعد عنها دون ابداء الاسباب.

عرفته في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.. فقد بدى لي يومها كجليس ولا الطف يستمع كثيرا ويتحدث قليلا ويلتقط رغبات اصدقائه التي يتطوع لينفذها ففي وجدانه الكثير من التقدير للاخرين والاحترام الكبير للصحافة ورجالاتها خصوصا اولئك الذين يحظون بالقرب من دوائر صناعة القرار.

منذ فترة غير بعيدة تجدد نشاط خليل على وسائل التواصل الاجتماعي لتجده يصور لقاء هنا واحتفال هناك وبدى وكأنه يستمتع بكل ما يقوم به.. اليوم هزنا نبأ رحيل خليل وانا متيقن ان المئات من اصدقاء المرحوم سيفتقدون حضوره.. لروحه الرحمة ولاهله اطيب العزاء.