facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"البيئة المدرسية .. تجري بما لا تشتهي السفن"


د.حسين الخزاعي
17-04-2010 05:26 PM

المعلومات التي تنشر بين الفينة والاخرى حول العنف المدرسي منفرة ومقلقة ومحزنة ، فالخبر الذي نشرته جريدة الرأي يوم الاثنين 5/04/2010 في الصفحة الثالثة تقشعر له الأبدان، ويجعل شعر الرأس " يوقف بدون مساعدة الجل " ، ويدفع للابحار في التفكير في الدرجة التي وصل إليها حال المعلمين ، لا أتحدث في هذه العجالة عن الحالة الاقتصادية ، أو الجوانب النفسية ، وسوف اتجاهل كافة النظريات العلمية والتسهيلات والامتيازات التي ركزت عليها واشترطت توفيرها لتحقيق الرضا الوظيفي للإنسان في بيئة العمل ، سوف ابتعد عن نظريات الإدارة العلمية ، والتوقع والعدالة والمساواة والسلوك ، سأتوقف عند أبجديات نظرية ماسلو التي وضعها قبل قرنين من الزمان وأشار فيها إلى الحاجات الأساسية للإنسان ، والتي كان من أهمها الحاجة إلى الانتماء والتقدير والاحترام والامان.

أعود للخبر الذي أشرت إليه والذي يشير في تفاصيله إلى أن معلمي مدرسة في بيادر وادي السير قرروا التوقف عن العمل إلى أن يتم الإفراج عن احد زملائهم. وكان أحد الطلبة استحضر تقريرا طبيا يفيد انه تعرض للضرب من قبل المعلم، حيث قام المدعي العام بإيقاف المعلم لمدة أسبوع بناء على التقرير الطبي المقدم.

ويشير الخبر إلى تأكيد مدير المدرسة بأن المعلم هو الذي تعرض للضرب والسب والشتائم النابية أمام الطلاب والمعلمين, ويكمل الخبر تفاصيله المنفرة والتصريح لم يزل على لسان مدير المدرسة بان كل المخاطبات مع ولي الأمر لم تنجح لإسقاط حقه. ويقول المدير أن المعلمين والهيئة التدريسية قد أصابها الإحباط نتيجة التقارير الطبية غير العادلة التي صارت عصا بيد الطلبة لتأديب وتهديد المعلمين.

ترى إلى هذا الحد وصل الاستهتار في المعلم ، وعدم الاهتمام بتصريحات وشهادات مدير المدرسة وزملائه من المدرسين العاملين معه في نفس المدرسة ، الأمر الذي دفع الأساتذة إلى قرار التوقف عن العمل إلى أن يتم الإفراج عن زميلهم . من المسؤول عن هذا الوضع الذي وصلت إليه البيئة التعليمية؟ إلى هذا الحد بلغ الاستهتار في قيمة المعلم ووجوده في المجتمع والمدرسة! ، من الذي يعلم الأبناء هذه السلوكيات الخاطئة في التعامل مع المعلم والإدارة المدرسية ، نؤكد احترامنا للقضاء العادل والنزيه ، ولا نبرئ المعلم أو نتخندق إلى جواره إذا كان مرتكبا لخطأ يستحق المسائلة ، سؤال يجول في الخاطر لأصحاب القرار في مثل هذه القضايا ، هل شهادة مدير المدرسة والمعلمين مشكوك فيها ؟! أم يجب أن يكون لها دوراً مهما في مثل هذه القضايا، وإذا كان كل طالب سيقوم في مثل السلوك.
وبعد ،،، لنتفق على أن الذي يجري الذي يجري في المدارس هو تطبيقا للبيت الشعر العربي " ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " وتؤكد هذا المقولة الدراسات الرسمية التي تصدر عن وزارة التربية والتعليم والمتعلقة في العنف المدرسي والتي تبين نتائج مقلقة جدا ، سواء كانت حالات العنف موجه من الطالب للاستاذ او الاستاذ للطالب او الطلاب مع بظهم البعض ، وتبين الاحصاءات ان نسبة الضرب الموجه من المعلم نحو الطالب في العصا بلغت (40%) فيما بلغت نسبة الصراخ ( 45%) والتهديد بالضرب او حسم العلامات فكانت نسبتها (38%) وهناك أيضا حالات إساءة لفظية انفعالية يتعرض لها الطلاب ولا ننسى أيضا أن المعلم يتعرض إلى إساءة واعتداء من الطلبة ولكن حالات قليله مقارنه في العنف الموجه من المعلم للطالب لذا يجب إعداد برنامج مهني للمعلمين والإداريين والمرشدين في الميدان حول الأساليب البديلة التي يجب استخدامها للتقليل من كافة أنواع العنف الموجه نحو الطلبة ، في مثل هذه الاوضاع فان حالات التسرب المدرسي بازدياد ويتسرب سنويا بحدود (6000) متسرب من المدارس ، وعدد عمالة الأطفال في الأردن وصل إلى (32) ألف عامل يعملون في ظروف صعبة وشاقة ، ولا ننسى جرائم الأحداث الأطفال الذين أتموا السابعة من العمر ولم يكملوا الثامنة عشر وهؤلاء بلغ عددهم في العام الماضي ( 5072 ) حدثا وتنوعت الجرائم التي ارتكبوها ولا نستغرب اذا عرفنا ان منها جرائم سرقة وإيذاء وأضرار بمال الغير ومحاولات انتحار وقضايا اتجار وتعاطي مخدرات .

ساقولها على الملا ،وبالفم الملآن ، إننا إمام بيئة مدرسية انفعالية عنيفة ، تخرج للمجتمع فئات من الطلبة متسلحين بثقافة التمرد والاستهتار بالقيم الأخلاقية في المجتمع ، ولعل قيام الطلاب في إحدى المدارس الثانوية بطعن زميله في محيط المدرسة يعتبر مؤشر خطير وخاصة أن التقارير الرسمية تشير إلى أن عدد الجرائم المرتكبة من قبل طلاب المدارس قد ارتفع بنسبة ( 9.9%) في عام 2009 مقارنة بعام 2008 ، منها (85) جريمة إطلاق عيارات نارية، و(239) حالة سرقة سيارات مركبات ، وان (26%) من طلاب المدارس الذكور و (15%) إناث يمارسون عادة التدخين .


مسك الكلام ،،، البيئة المدرسية بشكل عام أصبحت للأسف مقلقة وطاردة للعلم والكفاءات وفي النهاية يدفع المجتمع الضحية . رحم الله أمير الشعراء احمد شوقي عندما نظم قصيدته المشهورة التي مطلعها " قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا .... كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا " وحفظناها عن ظهر قلب، وكانت شعارا نزين به سلوكياتنا ،لأنها بمثابة شكر وامتنان للمعلم على جهده وتفانيه في تعليم وتأهيل أبناء المجتمع .إلى أين نحن سائرون؟! إلى بيئة مدرسية آمنة !، أم إلى بيئة مدرسية مستهترة ومتمردة .!
Ohok1960@yahoo.com
الكاتب : اكاديمي استاذ مشارك – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية





  • 1 18-04-2010 | 12:43 PM

    وبدهم نقابة
    رتبوا البيت من الداخل اولا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :