facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سرطان الثدي .. معاناة اجتماعية وليست طبية


د.حسين الخزاعي
21-04-2010 03:49 AM

سعدت أيما سعادة عندما تلقيت دعوة من أسرة برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي للمشاركة في لقاء حواري إعلامي بحضور خبراء ومتخصصين في الطب والشريعة الإسلامية وعلم الاجتماع ومندوبي كافة الوسائل الإعلامية مع مجموعة من السيدات المبدعات اللواتي تحدين مرض سرطان الثدي وقهرن الأعراض الجانبية, وتابعن مسيرة حياتهن بمعنوية عالية وتفاؤل كبير, واكتملت سعادتي عندما سمعتهن, وبجرأة عالية يعرضن قصص نجاحهن في تحدي المرض والمراحل التي عشنها مع المرض, وبعضهن مصابات بالمرض منذ أكثر من عشر سنوات, وغمرتني مشاعر الفرحة والاعتزاز عندما سمعت من بعضهن كيف كان للزوج والأسرة والأقارب والأصدقاء الدور الكبير في رفع معنوياتهن لمواجهة المرض ومتابعة تلقي العلاج, فالحب الحقيقي والمودة الصادقة تظهر في مثل هذه الظروف.

ومن الصور النبيلة والمشرقة التي ذكرتها إحدى الناجيات بان أبناءها عندما شاهدوا أن شعر والدتهم تساقط بسبب مفعول العلاج الكيماوي قاموا بحلق رؤوسهم وتضامنوا مع والدتهم, وبالمقابل حزنت لما سمعته من بعض السيدات بان أزواجهن تنكروا لهن, وفور سماعهم عن مرض زوجاتهم بدأوا بالبحث عن عروس جديدة , نعترف بان المجتمع ليس جله ملائكة, ولكن يجب أن لا ننسى ونحن نغوص في ملذات الحياة بأن الوصول إلى شاطئ الأمان والحفاظ على حلاوتها ، والتذوق بطيب جمالها يسبقه التسلح بالإيمان بالله والخلق الكريم والمودة والتعاون والإيثار لأننا تعلمنا في مدرسة الإيمان بأنه في الشكر تدوم النعم, وان نعد نعم المولى لا نحصيها, فالزواج نعمه , والأولاد نعمة, والنجاح نعمة, والصحة والمرض نعمة ، والصبر على الشدائد والعزيمة والمعنوية في مواجهتها وقهرها له معان جلها نبيله ، ومقرونة بقيم فاضلة قوامها التكاتف والتعاون والتعاضد والتآخي وتشجع المريض على الصبر والمقاومة ، وهذا التكاتف ينجينا عن اللهو عن إتمام مكارم الأخلاق. والزواج عقد اجتماعي ومدرسة أيمانية وعلاقات نموذجية تشاركيه تسعى للسعادة والتسلح في مواجهة الطوارئ التي قد تتعرض لها الأسرة، ومرض احد أفراد الأسرة يعتبر من أهم الظروف الطارئة التي يجب مواجهتها بتعاون ومحبة وصبر وطمأنينة.

لن ادخل في تفاصيل مرض سرطان الثدي, وسأبتعد عن الخوض في الأسباب والأعراض والعلاج, سأركز كلامي على ضرورة التوعية لمواجهة الوصمة الاجتماعية التي تواجه المريضات المصابات في المرض الناجمة عن الموروثات الاجتماعية والعادات والتقاليد والصورة القاتمة الخاطئة المرسومة في أذهان بعض أفراد المجتمع عن المرض, والتي تؤثر في معنويات المصابات وتحد من شجاعتهن في التوجه إلى المراكز الطبية المتخصصة لتلقي المشورة والعلاج, ومن الشائعات والصور القاتمة عن سرطان الثدي بان المصابة به نهايتها الموت, وانه يصيب النساء فقط ، وانه مرض منفر للزوج ويؤدي إلى عدم الاستمتاع الجنسي بسبب تعرض الثدي إلى عمليات جراحية أو استئصال أو تشوهات، والعلاج يؤدي إلى تساقط الشعر، والأنثى التي تصاب به لا توجد فرصة أمامها للزواج بسبب تأثير العلاج الكيماوي والإشعاعي على الإنجاب. وانه مرض معدٍ, ويبعد بعض الناس عن اسر المصابات خوفا من عوامل الوراثة, وان المريضة بحاجة إلى الرعاية الدائمة ، والشفقة ، والدعاء الدائم لها بالشفاء. لهذا نجد كثيرا من المصابات ينعزلن عن الأقارب ، ويخشين فقدان الزوج وتعرض الأسرة للانهيار.

ولمواجهة هذه المعتقدات الخاطئة حول مرض سرطان الثدي ننطلق من الحقائق العلمية التي تبين أن المرض غير معدي ، ولا ينتقل من إنسان لآخر بالتعامل المباشر، ولا ينتقل من الأم لأبنها أثناء الحمل ، ولا ينتقل عن طريق الرضاعة، وان الشفاء من المرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرحلة اكتشافه; والأردن حقق نجاحات كبيرة في مجال العلاج وتوفير الأجهزة والطواقم الطبية المتخصصة في علاج سرطان الثدي حيث تتجاوز فرص الشفاء (90 %) في بدايات اكتشاف المرض, وهذا المرض مثل باقي الأمراض, يصيب كافة فئات المجتمع رجالا أو نساء, والتعاون والتكاتف المشترك وتقبل الأزواج للمرض أفضل سلاح يساعد الزوجة على قهره, فالأزواج اكبر سند وعون لزوجاتهم في حال إصابتهن بالمرض.

مسك الكلام, قهر المرض والشفاء منه يتم من خلال تكاتف جميع أفراد الأسرة, فالمصابة بالمرض لا تعاني من المرض ومضاعفاته, لكنها تعاني من النظرة الاجتماعية الخاطئة للمرض, فلنتعاون لمواجهة هذه الموروثات التي تظلم المرض والمرضى.


Ohok1960@yahoo.com

الكاتب: أستاذ مشارك – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية





  • 1 ليث الزعبي 22-04-2010 | 10:35 PM

    المقال بجنن يعطيك العافيه بس عندك اغلاط املائيه

  • 2 ايه 26-04-2010 | 12:24 AM

    المقال كتير حلوه يعطيك العافيه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :