وهكذا عدنا إلى عصر الفرمانات,,
14-06-2007 03:00 AM
ما أشبه اليوم بالأمس، في فترة من الزمن امتدت أربعة قرون ونصف كانت السلطنة العثمانية تسيطر على البلاد العربية وما على السلطان إلا أن يصدر أوامره إلى أي قطر من الأقطار العربية، وما على مسؤولي ذلك البلد إلا أن يستلموا الفرمان..فرمان الباب العالي، ويقبلوا الورق المكتوب عليه ذلك الفرمان، وتنفيذ الأوامر الصادرة دون اعتراض أو تلكؤ، ولو كانت تلك الأوامر تؤدي إلى خراب البلد وموت العباد وضياع الحريات، واندثار العدالة، وهجرة من استطاع الهجرة هرباً بروحه وكرامته إلى بلد ليس فيه سلطة السلطان.. وهكذا هاجر شباب في سن الصبا وفقد الوطن رجالاً كان من الأجدى والأجدر الإفادة من قدراتهم وإمكاناتهم.. هاجر بعضهم إلى مصر، وكانوا أصحاب فكر وأرباب قلم، ومضى بعضهم إلى البعيد البعيد فكان محط رحالهم بلد لا يعرفون عنه شيئاً، وليكن.. المهم أنهم خلصوا من حبال المشانق إذا قالوا لا، فاستفادت أمريكا من قدراتهم وفقد الوطن هذه الإمكانات. وها نحن اليوم يعيدنا التاريخ إلى الوراء إلى عهد إلقاء الأوامر، وممنوع على الجميع الردّ أو الملاحظة على تلك الأوامر، وممنوع أيضاً أن يتنفس الناس إذا أراد السلطان منهم ألّا يتنفسوا.
لقد شرف سورية الشقيقة وزير الإمبراطورية الإيرانية المعظم ، وأدام بركاته وحمايته لسورية ولبنان. جاء (متكي) من إيران مهرولاً على أثر إعلان مجلس الأمن الدولّي إقرار المحكمة الدولية وأجرى اجتماعات سريعة مع المسؤولين السوريين، وسلمهم الفرمان الإيراني الخاص بالدولة السورية، فاستلموه دون أي اعتراض. وهرول وزير خارجية دولة حزب الله الحاج (حسين خليل) إلى دمشق ليقابل وزير الإمبراطورية العظمى ليتسلم من(متكي) الفرمان المتعلق بالأوامر التي على الحزب تنفيذها دون هوادة. وكانت الأوامر جلية واضحة: إن المحكمة الدولية تشكل خطراً كبيراً ومدمراً لكل الدول وعلى وجه الخصوص إمبراطورية إيران حماها الله، وسوريا رعاها الله، ودولة حزب الله رئيسها وحمى كل فرد من أفرادها.
وتسلم الحاج (حسين خليل) فرمان وأُفهم ما يجب تنفيذه، وودع وزير خارجية الإمبراطورية العظمى عائداً إلى لبنان..
ولم يمض على وصوله ساعة من الوقت حتى أعلنت جمهورية الحزب عدم اعترافها بالمحكمة الدولية، واعتبرتها مدمّرة لمصالح جميع الدول ومنها الدول التي تهتم بها الإمبراطورية العظمى. يا لها من أيام، ويا لها من آخرة أصبح المتبجحون دمىً تتحرك بأمر (متكي) وهو الذي يفتش عن عكاز يتكئ عليها ليخفي عرجه وعرج إمبراطوريته، ويخلص بلاده من ضربة قد تكون قاصمة الظهر، فإذا كان لا بد من ضربة فلتكن أصغر من الضربة الكبرى.. إذن لتكن لدولة الحزب في لبنان، أو الدولة السورية في دمشق. وعاشت إيران، وعاشت الدولة العظمى، وعاش عَلم الإمبراطورية الإيرانية مرفرفاً في سماء بلاد الفرس. هذا فيض من فيض أيها القوم فإلى أين تصلون ولماذا تتورطون، وتورطون من حولكم .
الأمين العام للمجلس الإسلاميّ العربيّ العلامة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ
لبنان,بيروت,طريق المطار,سنتر الأطرش, الطابق الخامس. الهاتف:009613961846alsayedalhusseini@hotmail.com
www.arabicmajlis.org
www.arabicmajlis.com