لطالما ذكرت أن الجنود القدامى لا يموتون وواحد من أولئك الجنود كاسب باشا صفوق الجازي واحد من أبطال معركة الكرامة الحقيقيين وفي أيام معركة ألكرامه تصادف وجود مجموعه من الضباط الكبار الحويطات وعلى رأسهم مشهور حديثه الجازي وهناك راكان عناد الجازي وله موقف مميز في حرب الاستنزاف في الجبهة الشمالية يوم انتقم للقصف الإسرائيلي على قرى اربد .

ذات يوم تحدثت مع كاسب باشا حديثا طويلا عن د ور المدفعية في معركة الكرامة . ذكر لي انه تم الاستعداد جيدا للقصف المدفعي اذا دخلت القوات الاسرائيليه.كانت ألمدفعيه في أماكن مرتفعه يمتطي صهوتها النسور الأردنيون

وعندما جاءت إسرائيل في 21/آذار تختال كانت المدفعية الأردنية لها بالمرصاد وتواجه الجمعان في الغور وقرب الكرامة حافظ الأردنيون على كرامة الوطن ولقنوا الاسرائيلين درسا يومها بعد فترة انهارت فيها الجبهة المعنوية العربية.

نعم لقد انهارت الجبهة المعنوية مع انهيار الجبهة العسكرية في حرب 1967.ذلك ان الإسرائيليين دخلوا بعض المناطق في حرب 1967 ولم تطلق عليهم طلقة لان الجبهة المعنوية انهارت.
وفي معركة الكرامة حصل شىءاخر اذ ثأر الأردنيون من تلك الوحدة العسكريه الاسرائيليه 101 التي دخلت الى السموع وقتلت المدنيين ليل يوم 13/11/1966، وشاء القدر أن يرد الأردنيون الاعتبار في الكرامه ويفتكوا بتلك الوحده .


لقد عرفتُ كاسب باشا عسكريا وعرفته عينا في مجلس الأعيان وشخصية من أبناء الحويطات وهناك مفتاح في شخصية كاسب باشا وكما يقول الكاتب الكبير المصري العقاد عن مفاتيح الشخصيات وهذا المفتاح هو الجندية الحقة، ذلك أن كاسب بحق يتمتع بهذه الروح العظيمة من الجندية وبما فيها من عدل وتضحية وايثار وفروسيه..

تنظر إليه ويعود الى خاطرك الشيوخ العظام من ابناء البادية الذين عاشوا بروح الجندية بما فيها قيم عظيمه من عدل وتضحية وايثار وفروسية عظيمة...والفت انتباه القاريء العزيز انني اتحدث عن شيوخ الصحراء الشرقيه الجنوبيه .

لقد أنجبت الصحراء الأردنية مع مطلع القرن العشرين شخصيات مميزه مثل عبطان ألجازي وعودة ابو تايه وسطام الفايز في قلب البادية الجنوبية والشرقية وهناك غيرهم في غرب الصحراء ولكن أتحدث عن أولئك الأقرب للصحراء وفي أجواء الفروسية هذه جاء جيل أصغر مثل حمد بن جازي ومثقال ابن فايز ومحمد أبو تايه وحديثه الخريشه وغيرهم .

لقد عاشت المنطقه اجواء تحالفات لحفظ توازن القوى ودخلت المدن معان والطفيله وودي موسى والشوبك و الكرك وبني عطيه في التحالفات هذا يفسر لك سر صمود المدن التي تشارك في اجواء الفروسيه

ومباشرة بعد هذا الجيل جاء جيل فيه كاسب وغيره يحملون نفس صفات الفروسية العظيمة والشخصية ذات المفتاح العظيم : الجندية بما فيها من عدل وتضحية وصبر وإيثار وفروسية – رحمه الله.