facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصص قصيرة: .. بعيدا عن رطوبة الحرب


حسين دعسة
24-12-2021 12:39 AM

أزرق الحرب

تمتمت امي، وقفت على حد اللون القاتم، ازرق الحرب،الذي تشبعت به رطوبة جدران الطين وزجاج الايام الخوالي.

مدت يديها، أشارت إلى اطياف الجلد المزنر بالوشم، ضحكت:

-ازرق النيلة صبغ وشم التنين، وعلامات الأسرة.

ضحكت، دمعت عيناها، قالت لي:

-كنا نعيش خوفا ازرق الحرب، فقد صادتنا طائرات اليهود، كنا نشعل شمع منتصف الليل، فيضيء الأزرق، تنكشف غبرة النيلة وهشاشتنا.

بطيخ رديء

يشتري ابي البطيخ لعام قادم، يضم موسم البطيخ مع موسم الشتاء ورمضان، نكسر كل بطيخات الموسم لنجفف البذور.

تعبق روائح قلي وتحميص البطيخ الرديء الذي تحول إلى بذور جافة.

نغيب وسط زقاق المخيم، كنا نسرق البذور الجافة ونستبدلها بالعوامة والهريسة، من بقالة ساعي البريد، الشيخ محمد، القارئ لرسائل الأمهات الباكيات، ندخل بيت البطيخ، نطالب بحقنا من اللب المحمص، اللاسع، تنهرني خضرة المحمد، فقد شاهدت بقايا عسل السكر يلوث ملابسنا.

ورد جاف

وجدت في كتابي بقايا زهور فم السمكة، حمراء جافة، بدت مثل رموز من القش والزهر، صمتت، قرأت الرواية وعاشت تجليات رومانسية رد قلبي،

باتت ليلتها تتأمل فم السمكة الجاف، جاع سمك النهر وهجم على سريرها الحديدي، عاشت حلمها تراه في مرايا شرختها عشرات الفراخ الصغيرة التي وجدت حريتها بين ظفائرها، وقتها هاج ماء النهر.

عفرت سطح الزجاجة بقايا فم السمكة الزهرة، نامت مرة أخرى وفاض عليها الحلم والسمك.

ادراج النور

سعت للنجاة، صعدت ادراج القبو باحثة عن النور والحرية، سمعت بكاء امها، تنصتت، فهمت ان الحرب فأرة تقرض الأخضر واليابس، وسمعت امي، تبحث مع الصوت الآخر، عبر الهاتف، عن جريح الحرب الذي اختفى بين دمشق وبيروت، شقت ثوبها وجمعت على نشيجها، نساء المخيم، دارت وسط حوش البيت، تراقب تلك العين الغريبة، التي حملتها نحو أعلى السروات، فشاهدت بقجة الأسلحة، تنهدت وجلست تتحدث النساء عن فيض الحلم، رزق العصافير، حراس البيارات، والريح العاشق لتك السمراء التي خلعت طرحتها البيضاء وجعلت منها بقجة.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :