facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تستثمر الدول العربية الحرب الروسية الاوكرانية لصالحها؟


د. هايل ودعان الدعجة
30-03-2022 10:21 AM

كان ينظر او يتوقع ان تكون الحرب الروسية الاوكرانية خاطفة وسريعة ومحسومة لصالح روسيا ، وذلك في ظل الفروقات الشاسعة في الامكانات والقدرات العسكرية والاقتصادية والمالية والبشرية التي تميل لصالحها. الا ان دخول الولايات الاميركية ودول اوروبا على الخط الى جانب اوكرانيا وتزويدها بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والمالية في مقابل محاصرة روسيا دوليا وتحريض معظم دول العالم ضدها، قد ساهم في اطالة أمد هذه الحرب وجعلها اكثر تعقيدا لتخرج من نطاقها الجغرافي الاقليمي الضيق الى نطاق اوسع ليشمل المنظومة الدولية، التي تأثرت بتداعياتها، لتأخذ مسارا مختلفا عن المسار الذي ابتدأت به، فاذا بمعظم الاطراف الدولية تدخل على الخط هي الاخرى مدفوعة بالدفاع او الحفاظ على مصالحها المرتبطة بعلاقاتها بالولايات المتحدة، التي اختارت دخول المواجهة مع روسيا من البوابة الاوكرانية لحسابات مرتبطة بتربعها على قمة الزعامة العالمية، التي لا تريد ان تنافسها روسيا عليها، حتى وهي تدخل وتقترب من مجالها الحيوي عبر توسع حلف الناتو شرقا لتضييق الخناق عليها في فضائها السوفيتي السابق. الامر الذي يجعل الامور مرشحة للمزيد من التعقيد والتأزيم، بطريقة قد تنذر باحتمالية ان يشهد العالم معركة عالمية ولكن بادوات مختلفة، قد لا تكون من بينها الاداة العسكرية المدمرة. الا ان نتائجها وتداعياتها ستشمل العالم برمته عبر فرض سيناريو معين ناتج عن الاحساس بخطورة ان يبقى رهين الاحادية القطبية التي عاثت فيه الفوضى والانفلات في ظل استباحة الولايات المتحدة لحدود بعض دوله، وتحديدا في منطقة الشرق الاوسط تحقيقا لمصالحها، استثمارا لتفردها بقيادة النظام الدولي. ولما كانت الدول العربية من اكثر ضحايا الاحادية القطبية بعد ان حولت الولايات المتحدة بعض مناطقها الى ساحة معركة ودمار وخراب في اكثر من مناسبة، فانها اليوم امام فرصة تاريخية لانقاذ نفسها من هذا الكابوس المزعج والمدمر الذي لازمها منذ ان وضعت الحرب الباردة اوزارها، وذلك بتوظيف الازمة العالمية المرافقة للحرب الروسية الاوكرانية لصالحها من خلال التفكير الجدي بالتحرر من علاقاتها وتحالفاتها التقليدية المكلفة مع الولايات المتحدة تحديدا، والعمل على تنويعها وفرض نفسها في المشهد الدولي من خلال استثمارها للامكانات المالية والاقتصادية والموارد الطبيعية التي تمتلكها، بطريقة تجعلها تقول كلمتها وتتحكم بشكل النظام الدولي وتعمل على تغييره بانحيازها الى روسيا مثلا او الى روسيا والصين، المرشحتان لتشكيل تحالف في مواجهة التحالف الغربي الذي يستهدفهما، بوصفه احد الخيارات او الاحتمالات او السيناريوهات المتوقع حدوثها كحصيلة للحرب الدائرة الان. وبما ان الدول العربية تقع هي الاخرى في دائرة الاستهداف الغربي والاميركي تحديدا، فانها مطالبة باستثمار الامكانات المادية والطبيعية التي تمتلكها في تغيير شكل الخارطة العالمية بتحالفها مع روسيا والصين كما اسلفت، وتفرض حالة من توازن القوى والمصالح في المنظومة العالمية، بما يضمن استتباب الامن والاستقرار في العالم، وان لا تجعل من مواردها بديلا عن الموارد الروسية مثلا، لتشعر الغرب وتضعه بصورة الكلف الباهظة التي عليه دفعها، اذا ما استمر في وقوفه الى جانب الولايات المتحدة واقحام نفسه في صراعاتها على الزعامة العالمية تحقيقا لمصالحها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :