facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا مدارس .. يا مدارس .. د. طارق المجالي


mohammad
08-09-2010 03:03 AM

طفرت دمعة حّرى من عينيّ ، متزامنة مع زفرة حارة ملأت شدقيّ ، حين قمت بزيارة لإحدى مدارسنا الحكومية وهي حالة جميع مدارس الذكور في وطننا، فتذكرت أيام ملاعب الصبا ، وأجواء المدرسة في سبعينيات القرن الماضي ،و بناء المدرسة، وسورها ،وغرف الدروس ،وجرس الكاز، وصوبة البواري في الإدارة، وحتى صلعة مدير المدرسة التي تنز عرقا ،وهو يخطب بصدق وعفوية أمام الطلبة تمهيدا لاستقبال العام الدراسي الجديد ، حين كان الطلبة يستقبلون أول يوم دراسي بأغنية بريئة : يا مدارس يا مدارس شو أكلتوا ملبس خالص ..!!وقد قدموا إلى المدرسة من شتى الأماكن بملابسهم النظيفة ،وحقائبهم ودفاترهم وأدواتهم التي على بساطتها إلا أنها تشعرك بحالة من الطمأنينة والرضا ، وإصرار الأهل والطلبة على التعليم ،والقدوم إلى المدرسة برغبة حقيقية وفرح غامر .

حين خطّت قدماي بوابة المدرسة أحسست بما يحس به أي طالب مستجد يدخل المدرسة مع أمه في يومه الأول ( آه على تلك الأيام بعد مرور عشرات السنوات طالبا ومعلما وأستاذا جامعيا ) شعرت أنني لا أريد أن أدخلها لعدة أسباب أهمها أنها ليست مبهجة ،وكفى به من سبب ، ومن خلال تجربتي غير المتواضعة في ميدان التعليم أرى أن المسؤولية الأولى تقع على وزارة التربية والتعليم ( مسكينة هذه الوزارة الملطمة ) التي كانت مشغولة طوال الأشهر الماضية والعطلة الصيفية ،ومؤرقة بما ستفعله مع لجان إحياء نقابة المعلمين ،مع أن مشكلتهم يمكن أن تحل في ساعة واحدة وبقرار جريء فهي أمامهم مثل(بالع الموس ) ساعة تصفو إلى حد الخنوع والانبطاح، وساعة تتنمر وتحتد إلى درجة أننا نخاف عليها من جلطة قلبية حادة ، فيفقد كادرنا التعليمي وطلبتنا معيلهم وراعيهم . ولنا أن نسألها : ماذا عملت في العطلة الصيفية بخصوص صيانة المدارس ومدارس البنين بشكل خاص ؟ لقد تجولت في الأيام الماضية على مجموعة من المدارس فعجزت عن إحصاء زجاج النوافذ المحطم ، ولم أصادف بوابة خارجية مدهونة ، أو أن مدرسة استطاعت أن تزيل ما علق على أسوارها الخارجية من تعليقات وشتائم بذيئة بحق معلمي تلك المدارس لأن طالبا ناقما عليها رسب في صفه مثلا فعبر عن شعوره تجاهها!
أين إدارات المدارس وحراسها الذين لاينامون إلا ليلا عن عيون المسئولين وجولاتهم المباغتة ؟ وتغريمهم ما ينجم في المدارس من خراب متعمد ؟ أين إجراءات الصيانة اللازمة والضرورية للأبواب والشبابيك ،ومقاعد الطلبة الخشبية ذات مسامير 10سم في معظم مدارس الطلبة ، وبوابات المدارس التي لم تدهن منذ سنوات ،وما أخبار صيانة أباريز الكهرباء، وخطوطها المكشوفة ،وأمعائها المتناثرة وووو .
لا يكفي يا وزارة التربية والتعليم أن نتفقد مدارسنا في الطابور الصباحي بإرسال مشرف تربوي لتفقد المدارس في اليوم الأول ،وحضور فعاليات الطابور الصباحي ، والاستماع إلى فقرات غير مشوقة للإذاعة المدرسية ليكتب تقريرا شكليا على (أن كل شيء تمام) ، فتتفاخر الوزارة بأن الدوام سار على أكمل وجه منذ اليوم الأول ، لكننا نتفاجأ بنقص الكتب والمعلمين إلى نهاية العام !
ما يريده الطلبة وأهاليهم مدرسة نظيفة ،وجدران مزركشة بالرسوم التي تدفع على التفاؤل ، ودورات مياه جاهزة، وغرفة صفية جاذبة خالية من مظاهر العنف، إن على مستوى الطلبة فيما بينهم أو على مستوى المعلم ،ولنا أن نسأل : أين برامج إدارات المدارس، وخططها لمعالجة تدني مستوى الطلبة من خلال استعراض نتائجها للعام الماضي ؟ وهل حقا المعلمون والكوادر الإدارية جاهزة لاستقبال العام الدراسي بجد ومسؤولية ؟.
مدارسنا الحكومية يا سادة يا كرام ،وأود أن ( أنفجر غيظا وألما ) طاردة للآلاف من الطلبة ،على الرغم من استقطابها لهم ،وليس هذا تناقضا فيما أقول، فماذا سيفعل الأهالي أمام كلفة التعليم الخاص الذي يبلغ ثمن( سندويشة ) الابن المدلل ، ذي الوجه الأصفر والبطال الممزق الساحل خمسة دنانير !!!! ( رحم الله زمن منقوشة الزعتر ) إذن مدارسنا لا توفر لهم الجو النظيف ، ولا الملعب الآمن ( سوى أرضية من الزفت أو الحصا ، فلا المختبرات ولا المراسم ولا المكتبات ولا الممرات مشجعة على التعليم، فكيف لهم أن يتشوقوا الذهاب إليها ؟ والذي يصيبك بالقهر أنك ترى هذه المدارس في نهاية العام تقيم معارضها السنوية بتبجح ،لأنهم قادرون على أن يضحكوا على المسئولين بطرق شتى ، ولعبة مكشوفة، وذلك بوضع حاسوب في مدخل المعرض ليكون أول ما يصادفه راعي الاحتفال، ويختارون له طالبا ( غالبا ما يكون ابن معلم أو معلمة له أو لها نفوذ ) ليستعرض أمام الزائر الكبير عضلاته الكمبيوترية ، ولكن الزائر الكبير لو دخل دورة المياه القريبة من الكمبيوتر لأصيب بالإغماء ،ولأفسد على الحضور بهجة المعرض السنوي، وما أحضره الطلبة من مأكولات بيتية احتفاء بهذه المناسبة ؟
التعليم حياتنا ومستقبلنا، وعرق الكادحين، وتعبهم وصبرهم على ضنك الحياة وشقائها من أجل تخريج أحد أبنائهم ،لينضم بعد تخرجه من الجامعة إلى (حزب منتقدي ديوان الخدمة المدنية) وليبرئ المسكين ذمته ويقول (سويت اللي عليّ والباقي على ديوان الخدمة !) ، لكنه التعليم المثمر غير المبهرج ولا المتقلب بأمزجة الوزراء ،والمشغول عليه جيدا ،والمصروف عليه بسخاء ،ويظهر عكس هذا من خلال المبالغ الزهيدة في المدارس التي تعجز عن إجراء الصيانة السريعة ،أو شراء القرطاسية ، أو إصلاح أقفال الأبواب ،أو شراء احتياجات المختبرات من مواد لإجراء التجارب العلمية .
إننا نفهم التعليم ميدانيا،لا من وراء الحجرات، بأن تتابع المدارس الحكومية بنفس المستوى من الاهتمام والحرص،فتتساوى مدرسة في قرى دلاغة ومجرا وجوير وبيت يافا والطيبة وسما الروسان ومرود والسلع والنمتة والخالدية بمدارس النصر وماركا والجوفة والشميساني وعبدون واليوبيل والمدارس الأمريكية
وأخيرا أتمنى أن تتركز جهود الحكومة ووزارة التربية والتعليم لهذا العام على مدارس الذكور صيانة واهتماما وأنشطة ومتابعة وإشرافا ، وتكثيف كل الجهود المجتمعية للمساهمة في إيجاد مدرسة أردنية حيوية جاذبة ،خالية من كل مظاهر العنف والتوتر ، ولا يتأتى هذا بالمعالجات الشكلية ونظام ( الطبطبة ) والتسويف ،بل لا بد من الغوص في حقيقة معاناة هذه المدارس، والوقوف على احتياجاتها الضرورية ،والمتابعة الحثيثة لكل ما تقوم به هذه المدارس من أنشطة .
أنقذوها قبل أن تفقدوها، فنفقد معها حياتنا ومستقبلنا، وكل الأحلام والآمال الجميلة التي نعيش من أجلها .





  • 1 بنت المجالية 08-09-2010 | 03:12 AM

    صدقت في كل كلمة قلتها يا أبو نبيل
    والله ان الحال سيء جدا في المدارس
    والله يعين هالجيل الجديد على هيك مدارس وهيك تعليم

  • 2 قارىء 08-09-2010 | 12:52 PM

    إسأل مجرب ولا تسأل طبيب.وكل عام وأنت بخير يادكتور طارق.

  • 3 ام محمد الطراونه 08-09-2010 | 01:39 PM

    صح لسانك و أصاب قلمك .كل كلمة كتبتها صحيحة 100% و اتمنى ان يؤخذ مقالك هذا لمعالجة أمراض التعليم المزمنة التي تعاني منها مدارسنا .

  • 4 طالب عقباوي 08-09-2010 | 06:12 PM

    يامدارس يامدارس من وين اجيب ثمن الرغيف اليابس
    يامدارس يامدارس اهلكنا والاراضي بعيت في ثمن باخس
    يادمدارس يامدارس
    يامدارس يامدارس

  • 5 بكر الذنيبات 08-09-2010 | 06:22 PM

    واقع ملموس ولك الشكر يا دكتور على هذه المقالة صدقا انا اشاركك نفس الفكرة وازمة التعليم المدرسي او الجامعي في الاردن يحتاج الى إعادة نظر ونيه صادقة لرفع سوية التعليم ومنظومة سلوكية لذلك على أي حال وانت صاحب التجربة الكبيرة معلما ومديرا واستاذا جامعيا لك الشكر أنت تلامس قلوب وعقول وواقع الناس في هذا المقال ومقالاتك السابقة اكرر الشكر

  • 6 جعفر الترك - الكرك 08-09-2010 | 08:50 PM

    الله يكون فى العون اشكرك دكتور طارق على المقال والله يعين الجيل القادم وكل عام وانتم بخير

  • 7 غسان الغساسنة 09-09-2010 | 12:40 AM

    لك كل الاحترام على المقاله ولي سبق مقالات حول ذلك
    ما نلمسة من متابعة من قبل جلالة الملك والملكة من اهتمام بالمدرسة الحكومية قبل الخاصة وباكثر من من مبادرة وطريقه الا اننا فعلا لازلنا نعاني من الادارة المدرسية التربوية العاجزة عن التربية قبل التعليم واسمحو لي ان اضع بين ايدكم هذة الوقائع و الملاحظات بنقاط :
    الطلبة :
    • غير ملتزمين لا بالتربية ولا بالتعليم
    • ممارسة العادات السيئة لا حصر لها
    • اتخاذ القرار بالتعطيل متى تم الاتفاق على ذلك فمثلا متعارف على ان الخميس عطلة بسبب الغياب الشديد في الشعب
    • علاقة حميمة مع المدرسين
    • علامات متدنيه متعارف على من فيها من ابناء المنطقه هم الفاشلين والطلاب الذين لا يريدون النجاح او الشهاده وانما تعلم الفشل والاخلاق السيئة
    • الطلبة يستطعون الالتحاق بالمدرسة باي وقت ومتى تم ارادو وباي حصه دون حساب فهم همل براى الجميع كادارة ومدرسي وما بيدنا ان نعمل ...
    • لباس موحد معدوما
    • نشاطات طلابية معدومه
    • نظافة عامه ومواصفات طالب معدومه
    • تنمية وطنية معدومه لدى الطلبة
    • نادرا ما يشارك الطلبة جميعم بالطابور الصباحي فالواجب ان يودعو مدرسة البنات المجاورة والغياب عن الحصة الاولى احيانا ثم الدخول للصف بكل سهوله
    • الانجليزي لغة امية و العربية الله يستر والباقي على الله
    الادارة :
    • المدير المهم يكون مرتاحا وقريبا من بيتة وينتظر التقاعد ومقتنع ان المدرسة ملما للفاشلين ولن يستطيع تغيرهم ومن لا يعجبة المدرسة ليسجل ابنة بمدرسة خاصة
    • فجوة بين الادارة والمدرسة

    • الذن الله يرحمه والباب دايما فاتح
    • الكل زهقان والراتب ماخذة ولا حوافز ولا تهديد بالترويح مثل المدارس الخاصة فهو في مدرسة حكومية ( اشي عيب ) يعمرها ويديمها مدرستي التي كانت بقرية نائية
    • الغياب عن الحصص من قبل الاساتذه والتعويض
    • عدم متابعة ماذا يعطى بكل حصة

    • هناك من ينام علة الطاولة بالحصص
    • لا واجبات ولا امتحانات مفاجئة ويومية

    • لا املا ولا نسخ ولا خط والله يستؤ والسنه بتخلص والدفتر مكتوب فية 5 صفحات
    • التحفيز للدروس الخصوصي
    • ابواب لمدرسة مشرعة اثناء الدوام وبعده فمن يريد ان يدخل يخرب يلعب ويهرب ويكسر عادي لماذا لانها مدرسة حكومية
    • الحارس نايم او غايب وبشوف اله شغله يتسلى فيها
    اما الاهل :
    • منهم من يعرف ولا يستطيع توفير رسم مدرسة خاصه لنقل انه اليها
    • كثيرا منهم حراس العمارات من الاشقاء في عمان المصريين
    • منهم مغفلين لا يعرف صفات الفشل في ابنه وانواع الهماله
    • منهم لا يعرف باب المدرسة ولا يعرف عن دوام ابنه
    • مجلس الاباء الله يرحمه

    هناك الكثير من الامور قد اكون سهوت عنها لكن السؤال اذا كانت هذة حال مدراس بعمان فما بالك في البقية من مدارسنا وهنا اسمحو لي ان اوصف لكم كيف كانت مدرستي الحكومية النائية وكيف تعملت فيها واصبت مهندسا واتوقع ان تكون حلولا لمدارس
    • للمدير اكبر دور في التربية والتعليم فالمدير الفاشل يفشل المدرسين وبالتالي الطلبة والمدرسة ككل فلماذا لا توضع شروطا للمدير ولما لايكون حاصلا على درجة الدكتوراة في المدارس الثانوية الماجستير في الاساسية
    • كانو المعملين علماء رجال مربين في الوقت الحالي يجب اختيار الافضل عند التعيين
    • كانت مدرستي مضئية في قريتي مشعه بكل من فيها ونشاطاتها واحتفالاتها ولا زلت اذكر عيد المعلم ووووووو ومجلات الحائط والنشاطات والمسابقات والدروس الضافية
    • كانو معلمينا يتسابقو في اعطا الحصص الاضافية لتعزيز المناهج احيانا اليوم الحصص يتم الغياب عنها من الطلبه والمعلمين فرحين بذال والمدير يكون بالبيت مرتحا من ازعاج الطلبة ودوشتهم فمعه موبايل ان حصل شي فيتم الاتصال به فهو قريبا
    • كانت المدرسة مليئة بمجلات الحائط الاذاعة المدرسية وووو
    • لاغياب ولاعطل ولا تاخير وباب مغلق عند الطابور الصباحي ولحين العودة
    • كنا نخاف من الاذن فما بالك من المدير او المعلم
    • كان اهل القرية والادارة والمعلمين على اتصال اليوم معدوما وهذا يتفاقم في العاصمة كما هو في مدرسة العجلوني المثال الرائع
    • اتذكر اننا كنا نزرع نسقى نقوم باعمل صيانه تطوعية نظافة لا اعرف اليوم لماذا

    في النهاية ارى واقترح:
    • قيام جهات رقابية من خارج كادر التربية والتعليم بالتفتيش على المدارس وعلى ادارتها مثل التفتيش على المال فالتفتيش على العقول والعلم هنا اهم
    • تعيين مندوبا لديوان المحاسبة اوالرقابة في كل مدرسة لمحاسبة من يعطي العلم بامانه ويربي اجيالنا الواعده
    • تقديم حوافز للمجتهد ومعاقية وفصل المدير والمعلم الفاشل
    • القناعه بان المدرسة الحكومية مثل المدرسة الخاصة وليست للفاشلين

    اكرر ثقتي بمعالي الدكتور خالد الكري فانها فرصة له لتسجل فيها تغيير المدارس ومن فيها ودورها ونرجع زي مدرسة محنا زمان يا ابو عبدالله


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :