العيد في أيامنا وطفولتنا الغابرة كان له بهجة ونكهة، الملبس القديم اسمه حامض حلو بألوانه الجميلة، ملابس العيد البسيطة نحافظ عليها ونتفقدها قبيل العيد، ليلة العيد نحاول النوم لكن عبثا الأرق يمنعنا من النوم بسبب تفكيرنا المتواصل بطلوع شمس العيد، ما إن تكبر المساجد الله اكبر يعلو صوتها في سماء المدينة حتى ينتفض الصغار من فراشهم، ويهتمون فورا بارتداء ملابس العيد الجديدة والحذاء اللامع أو صندل البلاستك القديم.

الأطفال فرحهم وسعادتهم لا توصف في استقبال العيد، يخرجون في الحارات، يهرولون الى الباعة يشترون الالعاب البسيطة الرخيصة آنذاك من عيدية الأهل، يذهبون للمراجيح الشعبية البسيطة، ثم يذهبون الى الجيران يسلمون على الكبير والصغير ويحظون بعيدية متواضعة من القروش "شلن" أو أقل وبعض الحلوى "قضامة، ملبس، توفه، ملبس باللوز " وهكذا يجوبون كل بيوت الجيران من أجل العيدية والحلو .

يقضي الأطفال يوم العيد في الحواري وأماكن اللهو وعند الباعة المتجولين، وهناك لعبة اسمها السحبة تسحب ويطلعلك بالون صغير أو كبير حسب حظك.

نعم العيد للصغار، فهو فرحهم الكبير والآباء والأمهات كانوا يفرحون بفرح الأولاد.